31/10/2010 - 11:02

المسؤول الإعلامي لحماس في لبنان: الخيار العسكري لمعالجة أزمة "نهر البارد" يزيد الوضع تأزماً وتعقيداً

المسؤول الإعلامي لحماس في لبنان: الخيار العسكري لمعالجة أزمة "نهر البارد" يزيد الوضع تأزماً وتعقيداً وجهات فلسطينية تحاول توظيف هذه الأزمة لخدمة مصالحها الضيقة

المسؤول الإعلامي لحماس في لبنان: الخيار العسكري لمعالجة أزمة
تتواصل المواجهات العنيفة بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد. المعارك استؤنفت صباح السبت بعد ان خفت وتيرتها ابتداء من مساء الجمعة لتتحول إلى اشتباكات متقطعة تدور بين الحين والآخر. مصادر الجيش أكدت انه يتابع إحكام سيطرته على الجيوب والمواقع التي استولى عليها من فتح الإسلام. فيما نعت قيادة الجيش ستة من جنودها سقطوا في الاشتباكات الأخيرة.

ويستخدم الجيش اللبناني مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة، والمتوسطة والثقيلة. و استحدث مواقع جديدة لمدفعيته، وإلى جانب المدفعية تدخلت الزوارق العسكرية اللبنانية لدك مواقع تنظيم فتح الإسلام داخل المخيم، وتمشيط البساتين والأحراش المجاورة للمخيم. فيما شوهدت مروحية عسكرية تحلق بموازاة المخيم. وشمالاً يطال القصف أطراف المخيم بدء من حي صفوري ومروراً بحي سعسع وسطه، وصولاً إلى مبنى صامد.

وحذر رأفت مرّة المسؤول الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، من مغبة أن يؤدي الخيار العسكري في معالجة الأزمة في مخيم نهر البارد "إلى تأزيم الوضع وتعقيد الحالة الراهنة، وانتقال الأزمة إلى أماكن أخرى، ما يُدخل الفلسطينيين واللبنانيين في أزمات متلاحقة ومتنقلة يصعب علاجها والتحكم فيها والسيطرة عليها".

وشدّد مرّة على ضرورة وقف العمليات العسكرية التي تستهدف مخيم نهر البارد وإعادة الأهالي النازحين إلى منازلهم في المخيم، مشيراً إلى أنّ المساعي السياسية لتطويق الأزمة ما زالت متواصلة.

وجدّد مرّة تأكيد موقف الحركة "المؤيد لاستتباب الأمن والاستقرار في ربوع لبنان، والرافض لتعريض أمن المجتمع اللبناني للاهتزاز، والمناهض لأي اعتداء يستهدف الجيش اللبناني"، وقال "إنّ من مصلحتنا نحن كفلسطينيين أن يبقى لبنان قوياً ومستقرّاً".

وشدّد مرّة على رفض حركته لأي عملية عسكرية تعرِّض أمن اللاجئين الفلسطينيين الآمنين في مخيمات اللجوء بلبنان للخطر، وقال "نحن حريصون أشدّ الحرص على ضمان سلامة وأمن اللاجئين الفلسطينيين المقيمين كضيوف على الأراضي اللبنانية، ريثما يعودوا إلى الديار التي هُجِّروا منها قسراً عام 1948".

وأضاف "إننا كفلسطينيين لا نتحمل وزر وجود جماعة "فتح الإسلام" داخل مخيم نهر البارد، فهذه الجماعة لم تستأذن الفلسطينيين في الدخول والإقامة داخل المخيم، ولم تأخذ رأي الفلسطينيين عندما قامت بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني".
وأكد مرّة على أنّ حل الأزمة في مخيم نهر البارد "لا يكون من خلال الخيار العسكري"، موضحاً أنّ "الخيار العسكري لا تتوفر فيه مقوِّمات حلّ الأزمة".
وأعرب المسؤول الإعلامي في "حماس" بلبنان عن حرص حركته "على وحدة الموقف الفلسطيني المؤسّس على حماية الفلسطينيين واحترام السيادة اللبنانية، وعدم استخدام الفلسطينيين كأداة في الصراعات المحلية أو ذات الطابع الدولي"، وقال "نعتقد أنّ الموقف الفلسطيني الموحّد يشكل عنصراً مهماً وفاعلاً في بلورة حلّ مقبول لهذه الأزمة".

ونوّه المسؤول بأنّ الاتصالات الفلسطينية مع الحكومة والقوى اللبنانية متواصلة، ولم تنقطع، وقال "نحن في حركة حماس نرفض إقفال الأبواب أمام أي مسعى من شأنه أن يؤدي إلى حلٍ يضمن سلامة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويؤكد على سيادة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها".

ولفت مرّة الانتباه إلى أنّ هناك وجهتيْ نظر في الساحة الفلسطينية للتعامل مع الأزمة في مخيم نهر البارد؛ "وجهة نظر تقول إنّ الأطراف الفلسطينية معنيّة بالمساهمة في إيجاد حلّ للأزمة من خلال المصلحة الفلسطينية واللبنانية المشتركة"، مشيراً إلى أنّ حركة "حماس" تتبنى وجهة النظر هذه.

وأضاف موضحاً "هناك وجهة نظر أخرى تحاول توظيف هذه الأزمة لخدمة مصالحها الضيقة التي تتمحور حول الهيمنة والتفرد والإمساك بالقرار الفلسطيني، خصوصاً في الجوانب السياسية والأمنية، وهذا يتناقض بالكامل مع موقف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين يحرصون على استمرار العلاقة الفلسطينية ـ اللبنانية المبنية على قاعدة الاحترام المتبادل".

وأعرب مرة عن خشيته من "أن يؤدي تدخل طرف فلسطيني عسكرياً في أزمة مخيم نهر البارد، إلى تعقيد الأزمة، "وربما يفتح الطريق أمام اقتتال فلسطيني داخلي في نهر البارد يمتد إلى مخيمات فلسطينية أخرى في لبنان"، مؤكداً أنّ حركة حماس تسعى إلى توحيد الموقف الفلسطيني إزاء أزمة مخيم نهر البارد على قاعدة حلّ سياسي يضمن سلامة الأهالي ويحترم السيادة اللبنانية.
وأوضح مرّة أنّ عمليات القصف التي ينفِّذها الجيش اللبناني على "نهر البارد" قد تولّدت عنها أوضاع مأساوية خطيرة داخل المخيم، وقال "إنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيم نهر البارد وفي محيطه حوالي 40 ألف نسمة، بقي منهم في المخيم من 10 آلاف إلى 12 ألف نسمة، وهؤلاء يعيشون أوضاعاً مأساوية في ظل حصار مشدّد وقصف كثيف يطال كافة أنحاء المخيم".
ولفت المسؤول الإعلامي الانتباه إلى "انعدام وجود مستشفيات في المخيم وافتقاده للمستلزمات الطبية والصحية ولمياه الشرب منذ اللحظة الأولى لبدء الأزمة، وافتقاد الأهالي لمياه الاستخدام بعد خمسة أيام من بدء الأزمة، إضافة لانعدام وجود المواد الغذائية".

وقال رأفت مرّة مضيفاً "ما يزيد الوضع تعقيداً داخل المخيم هو اتساع دائرة القنص وارتفاع حدة القصف ووصول القذائف إلى كافة أحياء المخيم"، مشيراً إلى وجود دمار هائل داخلهـ خصوصاً في المنطقة الوسطى ومنطقة السوق منه.
وتابع مرة قوله "أما المشكلة الأساسية؛ فهي عدم القدرة على معالجة الجرحى، أو إنقاذ المصابين أو نقلهم إلى خارج المخيم، في ظل انعدام كامل للتجهيزات الطبية".
ومضى رأفت مرة إلى القول "إنّ أهالي مخيم نهر البارد الذين فرّوا خارج المخيم نتيجة القصف؛ يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية، وتتملكهم حالة من القلق والغضب والتوتر بسبب ما يرونه من تصاعد للأحداث"، منوهاً بأنّ "أهالي المخيم متمسكون بالعودة السريعة إلى منازلهم".

وأوضح المسؤول أنّ أهالي مخيم "نهر البارد" نزحوا باتجاه عدة أماكن داخل لبنان واستقبلهم اللبنانيون والفلسطينيون، وهناك مؤسسات إنسانية وخيرية لبنانية وفلسطينية تقدم لهم المساعدات قدر استطاعتها.
ورداً على سؤال بشأن ما قامت به حركة "حماس" من أجل مساعدة أهالي مخيم نهر البارد، أجاب مرّة بالقول "إنّ حركة حماس أطلقت منذ يوم الثلاثاء (22/5) "الحملة الإغاثية الكبرى" لإغاثة أهالي مخيم نهر البارد الذين بقوا داخل المخيم والآخرين الذين نزحوا إلى خارجه".

وقال مرة "قامت حركة حماس بإدخال خمس قوافل إغاثة إلى المخيم محمّلة بالخبز والمياه والشموع والأمصال والأدوية والأدوات الطبية، وحليب الأطفال".
وتابع "أما بالنسبة للنازحين في الخارج؛ فقد قامت حركة حماس بتوزيع المساعدات التالية: ثمانية آلاف طرد غذائي، خمسة آلاف فرشة نوم، وعشرة آلاف من حرامات (أغطية)، وعشرات آلاف جالون مياه، وحمولة شاحنة من الأدوية، وحوالي خمس شاحنات ثياب ومستلزمات صحية خاصة بالنساء والأطفال".

وأشار المسؤول الإعلامي إلى أنّ حماس "شكّلت اثنتي عشرة فرقة إغاثية في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، وافتتحت مكتباً أُطلق عليه اسم "مكتب التكافل الأخوي"، وبدأت باستقبال النازحين، منذ اللحظة الأولى لخروجهم من المخيم".

وأضاف مرّة أنّ حركة "حماس" تقوم "بتنظيم صفوف دراسة تستوعب الطلاب الذين انقطعوا عن متابعة الدراسة"، مشيراً إلى أنّ النازحين من مخيم "نهر البارد" يقيمون في مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وأن عملية الإغاثة التي تقوم بها حركة "حماس" لأهالي نهر البارد "تشمل كافة المخيمات والتجمعات في لبنان التي نزح إليها الأهالي المنكوبون".



التعليقات