31/10/2010 - 11:02

بعد اجتماع ليلي بين الطرفين: فتح وحماس تناشدان بانهاء حالة الاحتقان وتعزيز الوحدة

كتائب شهداء الأقصى تستنكر تصريحات مشعل وتطالب حماس بتوضيح موقفها* عناصر فتح يتظاهرون احتجاجًا على الخطاب* مشعل اتهم مسؤولين "بالفساد والتآمر"

بعد اجتماع ليلي بين الطرفين: فتح وحماس تناشدان بانهاء حالة الاحتقان وتعزيز الوحدة
وكان خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، أثار ردود فعل ساخطة في أوساط حركة فتح والسلطة الفلسطينية .

وانتقد أحمد عبد الرحمن، الناطق باسم حركة فتح، تصريحات مشعل معبرًا عن أسفه وغضبه الشديدين مما جاء في خطاب مشعل من عبارات. وقال "إنها تدفع إلى حرب أهلية داعيًا إلى عدم اطلاق تصريحات تؤدى حرب أهلية" .

وكان خالد مشعل قد شن هجومًا لاذعًا في احتفال أقيم في دمشق مساء أمس الجمعة في ذكرى استشهاد مؤسس حركة حماس، أحمد ياسين، هجومًا على القيادة الفلسطينية مطلقا جملة توصيفات ضد مسؤولين لم يذكرهم بالاسم انما اتهمهم "بالفساد والتآمرعلى تجربة حماس في الحكومة".

وخرج مئات من عناصر حركة فتح وكتائب شهداء الاقصي الذراع المسلح للحركة فى شوارع مدينة غزة ومخيم النصيرات ومدينة رام الله معبرين عن رفضهم اطلاق مثل هذه التصريحات بحق السلطة الفلسطينية ومسؤوليها.

كما استنكر المجلس الثوري لحركة فتح في بيان له تصريحات مشعل واتهمه ب"تدبير الفتن والدسائس بين ابناء الشعب الفلسطيني من خلال أوامر أسياده الذين يريدون فتح معارك جانبية في فلسطين لتحقيق أهداف خاصة بهم".

و أضاف البيان: "أن خطاب مشعل يتجاهل التزام فتح بالقرار الديمقراطي حيث عملت فتح على نقل السلطة بشكل حضاري وباعتراف عربي ودولي"، على حد قول البيان.

وفى محاولة منها للسيطرة على تداعيات خطاب مشعل أعلنت الحكومة الفلسطينية على لسان نائب رئيس الوزراء ناصر الدين الشاعر بان خطاب مشعل لا يعبر عن رأي الحكومة وعلى الجميع التدقيق في التصريحات لمصلحة الوحدة الوطنية.

وطالب الشاعر كافة الجهات الفلسطينية التحلي بالصبر وضبط النفس والتدقيق في التصريحات خدمة للوحدة والمصلحة الوطنية الفلسطينية.

وقال الشاعر في تصريحات لقناة الجزيرة "ان الشعب الفلسطيني بحاجة الى ضبط النفس والتدقيق في العبارات من كافة الاطراف الفلسطينية حتى لا يتم استغلال اي تصريح بهدف خلق الفتن بين ابناء شعبنا".

واضاف الشاعر: "أملنا كبير في الاخوة بحركة فتح ورموزها وفي كافة الاخوة بمؤسسة الرئاسة لذلك نطالبهم بالتدقيق في التصريحات الصادرة عنهم"

وأشار إلى ضرورة تخفيض ما اسماه بالوتيرة العالية في الردود على تصريحات مشعل". اندلعت امس السبت اشتباكات بالايدي والحجارة بين عناصر حركتي فتح وحماس في جامعتي الازهر المحسوبة على حركة فتح، والاسلامية المحسوبة على حماس، بمدينة غزة على خلفية الخطاب الذي القاه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق امس، وتضمن هجوما شديدا على قيادة السلطة الفلسطينية.

واوضحت المصادر ان الشرطة الفلسطينية حاولت التدخل من اجل فض الاشتباكات، وقامت باغلاق كافة الطرق المؤدية الى الجامعتين وكذلك مداخل الجامعتين القريبتين من بعضهما البعض .

كما اندلعت اشتباكات مماثلة في جامعة الاقصى وسط مدينة غزة بين انصار فتح وحماس ما اداى الى اصابة عدد آخر من الفلسطينين.

وقامت الجامعات الفلسطينية الثلاث بتعليق الدراسة فيها حتى اشعار آخر.

واستنكرت كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد أيمن جودة، تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والتي شنّ خلالها هجوماً على حركة فتح ومؤسسة الرئاسة الفلسطينية .

وقال المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى "أبو ثائر" خلال مؤتمر صحفي بمدينة غزة،: "نستهجن وندين بشدة تصريحات خالد مشعل الذي اتهم حركة فتح بخطاب ناري تهجمي على هذه الحركة التي قادت النضال الفلسطيني على مدى عقود طويلة من نضال الشعب الفلسطيني".

وعبر ابو ثائر عن رفض الكتائب لما جاء في الخطاب جملة وتفصيلاً ".

ودعا ابو ثائر الحكومة الفلسطينية وحركة فتح وكل التنظيمات الفلسطينية إلى توحيد كل الجهود لرفع الظلم والحصار عن الشعب الفلسطيني، مطالباً الحكومة الفلسطينية التي تشكلها حركة حماس بضرورة توضيح موقفها من تصريحات خالد مشعل.
انتهى فى وقت متاخر من الليلة الماضية اللقاء الذى عقد بين حركتى فتح وحماس لانهاء حالة التوتر التى سادت مدن الضفة والقطاع أمس واليوم.

وقد عقد الاجتماع فى مقر السفارة المصرية بمدينة غزة بمشاركة الوفد الامني المصري المتواجد حاليا في قطاع غزة

وعقب الاجتماع اصدر الطرفان بيانا ناشدا فيه ابناء الشعب الفلسطيني بالكف عن كل مظاهر الاحتكاك التي تقود الى الاحتقان ، كما اتفقا على ضرورة العمل المشترك لتعزيز الوحدة الوطنيه وتعميقها ‘ حيث أنها تشكل الضمانه الحقيقيه لتحقيق الأهداف الوطنيه ولضمان حقوق الشعب الفلسطينى المشروعه".

و اكد الطرفان على ضرورة تطوير التضامن والتلاحم على كافه الاصعدة الفلسطينية الشعبية والرسمية للتصدى للحصار الظالم وغير المبرر المفروض على الشعب الفلسطيني.

ودعت الحركتان أبناء الشعب الفلسطيني إلى وجوب إحترام قيادات الشعب الفلسطينى ورموزه الوطنيه والابتعاد عن لغه التشكيك والتشويه والاساءه والتطاول والتخوين.

وشددتا على ضرورة استمرار وتواصل العمل المشترك وذلك من خلال تشكيل لجنة حوار دائمة لمتابعة كافة القضايا بما يخدم المصلحةالوطنية الفلسطينية.

واشارتا الى ضرورة تعزيز العلاقة بين مؤسستي الرئاسة والحكومة الفلسطينية وتطوير أداء الية التنسيق بين المؤسستين بما يساعد على تطوير كافة المؤسسات الحكومية لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني.

وابدت الحكومة الفلسطينية أسفها الشديد إثر حالة الاحتقان والتوتر واستخدام العنف التي سادت الشارع الفلسطيني.

واكدت الحكومة الفلسطينية امس السبت على لسان الناطق باسمها غازي حمد رفضها لكافة أشكال الإثارة والتحريض من أي طرف كان، داعية إلى رص الصفوف والتمسك بالوحدة الوطنية، ومشددة على ضرورة حل الخلافات من خلال الحوار والتفاهم والابتعاد عن التراشق والسجال الاعلامي الذي من شأنه أن يؤجج التوتر والاحتقان بين أبناء الشعب الواحد.

وعبرت الحكومة عن احترامها لكافة القوى الوطنية والاسلامية، وحرصها على عدم المساس بها أو تجريحها أو الطعن في وطنيتها وشرعيتها، مثمنة دورها الرائد في خدمة الوطن والدفاع عن القضية على مدار تاريخ الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي.

ودعت الحكومة جميع الاطراف الى ضرورة الاحتكام الى العقل والحكمة، ونبذ كل اشكال التحريض والاساءة، معلنة رفضها المطلق لاستخدام القوة أو السلاح في وجه المواطنين او في الشوارع العامة مؤكدة على حرمة الجامعات الفلسطينية والحفاظ على ممتلكاتها وعدم التعرض لها.

وطالبت الحكومة وسائل الإعلام خصوصاً الإذاعات الابتعاد عن لغة الاثارة والتحريض واعتماد لغة تعزز الوحدة الوطنية.

واضافت الحكومة انها ومن منطلق حرصها على تعزيز الوحدة الوطنية تعمل على معالجة هذه القضية وتداعياتها من خلال قيام الشرطة بدورها في السيطرة على الأوضاع وفرض النظام والقانون ومنع أي إخلال بالأمن، ومن خلال الاتصال بلجنة المتابعة العليا للمساهمة في تهدئة الاوضاع.

واهابت بابناء الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه الفاعلة ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والمحافظة على الامن والنظام تحقيقا للمصلحة الوطنية وتفويتا للفرصة على الاحتلال الذي يتربص بشعبنا ليبذر بذور الفتنة والحرب الاهلية.

وفيما يتعلق بالازمة المالية أكدت الحكومة تمكنها من معالجة الازمة مع العديد من الدول رسميا و شعبيا ولا زالت تبذل جهودا كبيرة في هذا الاطار من خلال التواصل مع هذه الدول ومع السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية من أجل تأمين إرسال الاموال ووصولها الى الاراضي الفلسطينية.

التعليقات