خالد منصور: مذكرة جنيف تتعارض وبرنامج السلام الفلسطيني

وقال منصور الذي يعتبر أحد أبرز الناشطين الفلسطينيين في مجال ملف اللاجئين، في حوار معه اجراه مراسلنا في الضفة الغربية/ رومل شحرور السويطي بأن الوثيقة تتعارض وبرنامج السلام الفلسطيني في العديد من القضايا الأساسية مثل حل قضية اللاجئين بعيدا عن القرار الدولي رقم 194 .

وأكد أن الوثيقة فيها إجحاف خطير لحق اللاجئ الفلسطيني في العودة إلى دياره ، كما أنها تعاملت مع قضية القدس بقبول الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال وقسمت الجزء الشرقي العربي من المدينة إلى أحياء عربية تحت السيطرة الفلسطينية وأخرى استيطانية يهودية تحت السيطرة الإسرائيلية الأمر الذي يعني انه لن تكون هناك مدينة قدس عربية مترابطة الأجزاء بل أحياء تقطعها المستوطنات .

وأشار إلى أن الأخطر من ذلك هو أن القبول بالأمر الواقع في مدينة القدس يعني حتى القبول بعشرات البؤر الاستيطانية الموجودة داخل البلدة القديمة مثل المنزل الذي استولى عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي الإرهابي شارون داخل البلدة القديمة.

وأعرب منصور عن اعتقاده بأنه قد يكون حق العودة هو ابرز القضايا التي أجحف بها في وثيقة جنيف، لكن هناك مساس خطير في مجمل القضايا والأهداف الفلسطينية ومنها موضوع إزالة الاستيطان وهذا ظاهر في قبول الوثيقة ببقاء الكتل الاستيطانية الكبيرة 75% من عدد المستوطنين سيبقون على أراضي الضفة الغربية كما أن الحديث عن القبول بمبدأ تبادل الأراضي بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل قبل بدء أي مفاوضات رسمية هو خطأ تفاوضي خطير وهل يمكن لعاقل أن يوافق على مبادلة أراض في منطقة القدس وبيت لحم بأراض في منطقة صحراء النقب .

ونوه منصور إلى ضرورة عدم استخدام مصطلح اتفاقية جنيف لان ذلك سيكرّس في أذهان الناس أن هناك اتفاقا قد وقع وهو في طريقه إلى التنفيذ وان الأمور تجري شاء المواطن الفلسطيني أم أبى ، بل إن المفروض الاستمرار بوصفها كوثيقة غير ملزمة للشعب الفلسطيني أو للمفاوض الفلسطيني ، فمصطلح وثيقة يجعلها كباقي المشاريع التي لم تجد طريقها للتنفيذ إما لأنها قوبلت بالرفض الفلسطيني أو بالرفض الإسرائيلي .طالب عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، ومسؤول ملف اللاجئين في الحزب، خالد منصور السلطة الوطنية الفلسطينية عدم المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر عبر أي ممثل عنها أو من يحمل حقيبة وزارية فيها في حفل توقيع وثيقة جنيف .

وقال في تصريح صحفي له اليوم الأحد خصّ به "عرب48" بأن مثل هذه المشاركة من شأنها أن تعطي طابعا رسميا فلسطينيا للوثيقة الأمر الذي يعني أن الوثيقة أصبحت هي برنامج عمل وسقف التفاوض للسلطة الفلسطينية في أي مفاوضات قادمة .