31/10/2010 - 11:02

شاب فلسطيني أصيب في حادث طرق وتوفي في انتظار السماح لسيارة الإسعاف بالمرور عبر الحاجز العسكري..

النائب نفاع: ما حصل هو ليس جريمة جنائية فقط بل جريمة ضد الانسانية * منظمة "أطباء لحقوق الإنسان"، قدمت شكوى جنائية ضد منسقة الشؤون الصحية في الإدارة المدنية للاحتلال

شاب فلسطيني أصيب في حادث طرق وتوفي في انتظار السماح لسيارة الإسعاف بالمرور عبر الحاجز العسكري..
قدمت منظمة "أطباء لحقوق الإنسان"، الأربعاء، شكوى جنائية في شرطة تل أبيب ضد منسقة الشؤون الصحية في الإدارة المدنية للاحتلال، داليا باسا، بتهمة التسبب بوفاة شاب فلسطيني. الشاب المذكور هو رامي وحش وقد أصيب إصابة بالغة في حادث طرق، وساءت حالته في انتظار السماح لسيارة الإسعاف بالدخول عبر الحاجز إلى أن وافته المنية. يذكر أن حالات وفاة كثيرة حدثت بسبب إغلاق الحواجز أو تأخير العبور إلا أنها لم تصل إلى المحاكم الإسرائيلية.

رامي الوحش الذي يبلغ من العمر 18 عاما، تعرض لحادثة دهس في منطقة بيت لحم، في اليوم الذي أنهى فيه تقديم امتحانات التوجيهي، وتوفي ولم يسمح لسيارة الإسعاف التي تقله من عبور حاجز "الأنفاق" إلى القدس.

وحسب تسجيلات الهلال الأحمر والتي جاءت في تقرير "أطباء لحقوق الإنسان"، وصل البلاغ الأول حول الحادثة إلى ضابط الارتباط المناوب في الهلال الأحمر في بيت لحم، محمد أبو عجمي حوالي الساعة 21:00 مساء. وتم إرسال سيارة إسعاف إلى موقع الحادثة والتقت مع سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية وفي داخلها طبيب عسكري قدم المساعدة للشاب رامي الوحش. في الساعة 21:30 وصلت إلى المكان سيارة إسعاف تابعة لـ"نجمة داوود الحمراء"، وبسبب خطورة الإصابة اتصل طقام الإسعاف التابع لنجمة داوود بطائرة مروحية لنقل المصاب على وجه السرعة، إلا أنه حينما تبين لهم أن الطائرة ستحتاج نصف ساعة للوصول إلى مكان الحادث قرروا نقل المصاب بسيارة الإسعاف إلى مستشفى "هداسا" في القدس. في الساعة 21:46 غادرت سيارة الإسعاف التي تحمل المصاب باتجاه حاجز "الأنفاق" على بعد 10 دقائق سفر. وهناك تأخر العبور إلى أعلنت وفاة الشاب في الساعة 22:25 .

حسب الشهادات التي جاءت في التقرير، والمحادثات التي أجريت بين الهلال الأحمر الفلسطيني في بيت لحم، جرى الحديث مع منسقة الشؤون الصحية في الإدارة المدنية للاحتلال، داليا باسا، مرتين، في المرة الأولى قالت أنها تريد أن تعرف لماذا لم يخل المصاب بواسطة سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر، وفي المرة الثانية، صرخت على منسق الارتباط قائلة أنها ستشكل لجنة تحقيق لمعرفة لماذا رفض موظفو الهلال الأحمر إخلاء المصاب. ورغم أن موظفو الهلال الأحمر أطلعوها على وضع المصاب، وأبلغوها انه بين الحياة والموت، إلا انها قالت إن: " المصاب ممنوع أمنيا من الدخول إلى إسرائيل"، فرد أبو عجمي بأن الشاب يعالج في الوقت الحالي من قبل أطباء سيارة إسعاف "نجمة داوود الحمراء" وأنها، أي باسا، تتحمل مسؤولية كل قد يحصل للمصاب. فردت باسا بالقول: " إسمي داليا باسا، ولا أخاف منك أو ممن هم أكبر منك ".

وجاء في الشكوى أنها أمرت طاقم سيارة الإسعاف بعدم نقل المصاب للقدس وأمرت ضابط الارتباط في بيت لحم بإرسال سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر إلى الحاجز لنقل المصاب. وما أن وصلت سيارة الهلال الأحمر إلى الحاجز حتى كان الشاب قد فارق الحياة.

ويقول سائق سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الذي وصل إلى الحاجز، لصحيفة هآرتس: وصلت إلى الحاجز ورأيت أن المصاب في حالة خطيرة جدا ويقدم أطباء "نجمة داوود" العلاج قدر استطاعتهم. وقالوا لي أنه ينبغي نقله حالا إلى قسم العلاج المكثف في "هداسا " ولكن أحد أفراد طاقم نجمة داوود قال لي أن الجنود وداليا باسا يرفضون نقله. وقال جنود حرس الحدود على الحاجز أن المصاب ممنوع من الدخول إلى إسرائيل.

وبعد أن وقع الطبيب العسكري على شهادة الوفاة. نقل الجثمان إلى سيارة الهلال الأحمر وإلى مستشفى بيت جالا.

الشاب رامي الوحش، في مقتبل عمره، وأنهى في يوم وفاته امتحاناته للتوجيهي، إلا أن أوساطا عديدة تساءلت، كيف يمنع شاب في عمره لأسباب أمنية وكيف ستبرر سلطات الاحتلال ذلك.

ونقلت صحيفة هآرتس تعقيب الإدارة المدنية للاحتلال على الشكوى بأنها لا تعرف شيئا عنها، وأنها ترفض الإدعاءات ضد باسا. وقد فحصت ملابسات ما حصل في أعقاب توجه منظمة أطباء بلا حدود، وادعت أن أداء باسا لا غبار عليه. في حين نقلت هآرتس عن وزارة الأمن قولها أن الحادثة قيد الفحص.
هذا ووجه النائب سعيد نفاع، الخميس، 16 آب/أغسطس 2007، رسالة الى وزير الامن ايهود باراك محملا اياه المسؤولية عن مقتل الشاب راضي الوحش ابن ال18 عاما على حاجز القدس بيت لحم، بعد ان رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح لسيارة الإسعاف بنقله إلى المستشفى.

وأكد النائب نفاع في رسالته أن ما حصل هو ليس جريمة جنائية فقط بل جريمة ضد الانسانية، والمسؤول عنها ليست فقط منسقة الشؤون الصحية في الإدارة المدنية للاحتلال بل هي السياسة المنتهجة في الحواجز وأولئك الذين يقررون هذه السياسة.

ونوه النائب نفاع في رسالته أن هذه الحادثة ليست بالأولى، وأن تكرارها يؤكد ان الحوادث السابقة عولجت بتساهل، لذلك فلن تكون الحادثة بالاخيرة.

وتوجه النائب نفاع في ختام رسالته الى باراك بالقول: "إن المسؤولية عن هذا القتل تقع على اكتافك شخصيا بصفتك الشخص الذي يقف على رأس هذا النظام"، وطالبه بالرد ما هي الخطوات الطرق التي ينوي اتخاذها لمنع تكرار هذه الجرائم.

التعليقات