جددت حركة فتح رفضها دخول أي قوات عربية الى الأراضي الفلسطينية تحت أي ذريعة، معتبرة الحديث عن رغبة أولمرت في إدخال قوات أردنية لدعم السلطة، محاولة لشق الصف الفلسطيني، وقال الناطق الرسمي باسم حركة فتح احمد عبد الرحمن في تصريحات صحفية ان السلطة ليست بحاجة لأي قوة من أي دولة عربية ، مضيفاً: «طالبنا بقوات دولية لحماية شعبنا من الاحتلال، وهو مطلب تاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية». مضيفا: «مطلب القوات الدولية ليس له أي علاقة بانقلاب حماس على الشرعية، وهذا شأن يتولى معالجته الفلسطينيون أنفسهم».
وكان عبد الرحمن يرد على ما نشرته صحيفة «جيروزالم بوست» الإسرائيلية أمس بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يفكر في السماح لجنود أردنيين بالانتشار في الضفة الغربية، لمساعدة السلطة الفلسطينية بقيادة عباس. وقالت الصحيفة ان فكرة اولمرت تقضي بنشر «وحدات نظامية» اردنية من البدو «المتخصصين في مكافحة الإرهاب»، وليس لواء بدر الذي يضم فلسطينيين. وأضافت أن اولمرت تطرق الى ذلك خلال محادثات أجراها أخيرا مع العاهل الأردني عبد الله الثاني.
وشكك عبد الرحمن في جدية تقرير الصحيفة الإسرائيلية، قائلاً: «أولمرت يرفض حتى اللحظة السماح لقوات بدر في الدخول». وكانت ميري ايسين، الناطقة باسم اولمرت، قالت لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذه المعلومات مجرد تكهنات.
ورداً على ذلك، قال عبد الرحمن ان فتح لن توافق إلا على ادخال قوات «بدر» للضفة الغربية، مؤكداً «انها ليست لقتال حماس كما يشاع، ولا لتقوية السلطة... انما نريدها للالتحاق بشعبها وخدمته». ويذكر ان قوات « لواء بدر» تضم نحو 2000 الى 3000 من العسكريين المدربين في الأردن، وهي جزء من جيش التحرير الفلسطيني.
وحذر الدكتور عبد الله عبد الله، رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي من مغبة التعاطي بجدية مع الأفكار التي يقترحها اولمرت، مشيراً الى أن اولمرت يسعى الى اثارة الكثير من المواضيع للفت الانتباه عن الاستحقاقات التي يتوجب على اسرائيل القيام بها في كل ما يتعلق بالتسوية السياسية. وفي تصريحات له تساءل عبد الله «لماذا لا تسمح اسرائيل بدخول عناصر قوات فيلق بدر، ان كانوا معنيين حقاً بمساعدة ابو مازن». وحول ما اذا كانت هذه الأفكار تمهد لتقبل الشارع الفلسطيني لفكرة الكونفدرالية مع الأردن، أوضح عبد الله أنه من حيث المبدأ لا يوجد رفض لدى حركة فتح لفكرة عودة الكونفدرالية مع الأردن، مستدركاً أن مثل هذه الفكرة لا يمكن أن تطبق قبل اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. وشدد عبد الله على أن اسرائيل تهدف من خلال الترويح لفكرة الكونفدرالية حالياً الى محاولة التخلص من العبء الديموغرافي الفلسطيني في الضفة الغربية، بحيث يتم ضم اكبر نسبة من المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية للأردن.
عبد الرحمن: السلطة ليست بحاجة لأية قوة من أي دولة عربية
-
التعليقات