31/10/2010 - 11:02

عودة أطفال عوريف بعد اختطاف دام أكثر من تسع ساعات

عاطف صفدي (11عاما) وعبد الرحيم شحادة (11 عاما) ونضال يوسف شحادة (12) عاما اختطفوا،الأربعاء، من قرية عوريف جنوب نابلس من قبل جنود الاحتلال وبعض المستوطنين

عودة أطفال عوريف بعد اختطاف دام أكثر من تسع ساعات
بهذه العبارة وصف الأطفال عاطف صفدي 11 عاما وعبد الرحيم شحادة 11 عاما ونضال يوسف شحادة 12 عاما من قرية عوريف 12 كيلومتر جنوب نابلس مشاعرهم بعد أن تدخلت عدة أطراف فلسطينية وإسرائيلية للإفراج عنهم من بين براثن عدد من جنود الاحتلال والمستوطنين الذين اختطفوهم عصر أمس الأربعاء واستمروا في احتجازهم حتى ساعات الفجر.

توجهنا إلى قرية عوريف لنقابل الأطفال الثلاثة ونشاهدهم عن قرب لنعرف أسباب اختطافهم وما هو شكلهم الذي جعل عدد من جنود الاحتلال والمستوطنين يقدمون على الاعتداء عليهم واختطافهم لعدة ساعات .
وبمجرد مشاهدتنا للأطفال أصبنا بالذهول ، إنهم أطفال بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يزالون غير مصدقين ما حصل معهم إلى جانب حالة الرعب التي لا تزال تلازمهم رغم تطمينات أهاليهم لهم .

ويقول الطفل نضال شحادة الذي كان الخوف لا يزال واضحا على وجهه بصورة أقل من أقرانه بأنه كان يلعب مع صديقيه "عبّوده" عبد الرحيم وعاطف شرقي القرية في منطقة تعرف باسم "المطارب"، وحوالي الساعة الرابعة والنصف عصرا شاهد سيارة عسكرية إسرائيلية ومعها سيارة مستوطنين تقترب منهم، موضحا بأنه اخبر رفاقه بوجود إسرائيليين في المنطقة إلا أنهم لم يعبهوا بالموضوع فليس من المعقول أن المحتلين سيتدخلون بهم حسب نضال شحادة.

ويقول بأن أربعة جنود وخلفهم عدد من المستوطنين المتدينين المسلحين باغتوهم فجأة وأشهروا الأسلحة في وجوههم وأمروهم بعدم التحرك ورفع الأيدي إلى الأعلى ثم بدءوا بتفتيشهم بشكل دقيق وخلال ذلك كان أحد الجنود يوجه صفعاته إلى وجوه الأطفال.

ويضيف شحادة بأن المحتلين "حملوهم" ووضعوهم في السيارة العسكرية، موضحا بأنه ورفاقه لم يشاهدوا الطريق التي سلكوها لأن الجنود عصبوا عيونهم بقمصانهم بعد أن أرغموهم على خلعها. ويقول بأن المحتلين ساروا بهم على الأقدام عشرات الأمتار وهم معصوبي الأعين داخل مستوطنة يتسهار المقامة على أراضي عوريف والقرى المجاورة، وخلال ذلك يسقط الطفل نضال شحادة على الشّوك فيقوم أحد الجنود بجرّه على بطنه وهو معصوب العينين ما أدى إلى إصابته ببعض الجروح التي بدت واضحة على بطنه.

كما يقول بأن المحتلين قاموا بوضعهم داخل كابينة حديدية يستخدمها الجيش للحراسة ولا تزيد مساحتها عن أربعة أمتار مربعة، وخلال ذلك بدأ بعض الجنود والمستوطنين بممارسة إرهابهم النفسي على الأطفال حيث قام بعضهم بإبلاغ الأطفال بأن المستوطنين سيقومون بعد قليل بذبحهم كالأرانب وقال آخر بأنهم سيبقون في هذه الكابينة شهرين كاملين.

ويؤكد شحادة بأن أحد الجنود قام بركلهم وهم داخل الكابينة بعد أن أخذتهم سِنة من النوم حيث استيقظوا مذعورين، مضيفا بأنه كان يتمنى لحظتها لو كان ما يعيشه مجرد كابوس مثل الكوابيس التي تنتاب جميع أطفال فلسطين بسبب ممارسات الاحتلال القمعية.

وخلال ذلك جاءهم أحد الجنود وبدأ بالتحقيق معهم بطريقة فظّة ووحشية وسألهم عن راشقي الحجارة ومشعلي النار في الأشواك المحيطة بالمستوطنة ودون أدنى حرمة للأطفال الذين كانوا في غاية الرعب والإعياء .
وقال شحادة بأنه طلب من الجندي تزويده بتلفون خلوي حتى يطمئن أسرته عنه وعن رفيقيه إلا أن الجندي بدأ بالضحك الهستيري وقال لهم لن تشاهدوا بعد اليوم ماما ولا بابا .

ويضيف بأن أحد المستوطنين اقترب منه وضربه بسلك جهاز إرسال كبير على ظهره وبدأ بشتمه وسبّ دينه وتلفظ بكلمات نابية بحقه وحق رفيقيه وقال له سنذبحكم هذه الليلة.

وقد أسفرت الاتصالات التي قام بها مجلس قروي عوريف من خلال محافظة نابلس والارتباط المدني عن الإفراج عن الأطفال حيث قامت سيارة تابعة لما يسمى الارتباط المدني الإسرائيلي بتوصيل الأطفال إلى طرف القرية وعادوا جميعا إلى أهاليهم بعد أن عاشوا حوالي عشر ساعات من الرعب إلى جانب الرعب القاتل الذي عاشته أسر هؤلاء الأطفال، بل وجميع سكان القرية ومن سمع بحكاية أطفال عوريف الثلاثة.

هذا وعلّق عضو مجلس قروي عوريف فوزي شحادة على هذه الجريمة الاسرائيلية الجديدة قائلا بأن جيش الاحتلال يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا ما قام مواطن من القرية بإشعال النار في مساحات قليلة من الأشواك حول أرضه ودون أن يشكل خطورة على المستوطنة المقامة أصلا على أرضه غصبا وقهرا، بينما لا يحرّك هذا الجيش ساكنا عندما يقوم مئات المستوطنين المسلحين بجرح المواطنين وهم داخل منازلهم ويحرقون المئات من الأشجار المثمرة ويسرقون المواشي وغير ذلك من الجرائم والممارسات العنصرية التي لا يمكن أن يقدم عليها بشر .

التعليقات