31/10/2010 - 11:02

كايد الغول: الموقف الأمريكي يغطي السياسات الإسرائيلية

-

كايد الغول: الموقف الأمريكي يغطي السياسات الإسرائيلية
أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أن هناك تسعة شروط لإنجاح الحوار الوطني إلى جانب عوامل أخرى تساعد في ذلك، واعتبر أن أول هذه الشروط يتمثل في إقرار الجميع بأن هناك أزمة عامة تطال الوضع الوطني كله وتطال طرفي الصراع بشكل مباشر وربما أكثر من الجميع، وقال: "لن يفيد أحداً الحديث المتكرر من هنا وهناك بأنه لا يعيش أزمة أو أن استعداده للحوار غير ناجم عن ذلك".

جاء ذلك خلال مداخلته حول شروط إنجاح الحوار الوطني في ندوة سياسية حول مبادرة الرئيس أبو مازن للحوار الوطني نظمها مركز إعلام ومعلومات المرأة الفلسطينية بمدينة غزة بمشاركة القيادي في حركة فتح أحمد حلس وبحضور عدد كبير من السياسيين والإعلاميين.

واستعرض الغول ملامح ومكونات الأزمة الرئيسية للوضع برمته ولطرفي الانقسام <فتح> و<حماس>، موضحاً أن ذلك يكمن أولاً في وصول المفاوضات إلى طريق مسدود خاصة بعد الوهم بإمكانية الوصول لحل سياسي مع نهاية عام 2008 كما وعد الرئيس بوش وكما جرى الترويج له بعد لقاء أنابوليس.

وأوضح أن موقف وسلوك إسرائيل الميداني يتعاكس مع وعد الرئيس بوش وما جرى الترويج له بعد لقاء أنابوليس، سواء من حيث توسيع الاستيطان المتسارع، أو من حيث تواصل الاعتداءات على مدن وقرى الضفة عدا عن تلك التي يشهدها قطاع غزة، أو بالإصرار على استمرار حصار قطاع غزة وعزله عن الضفة لخلق حقائق يمكن لإسرائيل أن تبنى عليها سياسات لاحقة تحول دون إمكانية تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي الضفة والقطاع والقدس.

كما ذكر، أن الموقف الأمريكي يغطي السياسات الإسرائيلية ويسعى لتحديد هوية الدولة الفلسطينية مع نهاية عام 2008 وليس إقامتها، وذلك وفقا لما جاء في خطاب بوش في الكنيست الإسرائيلي وما ذكره في لقاءه الأخير مع أبو مازن في واشنطن، الأمر الذي يعني تراجعا في الموقف الأمريكي لصالح إسرائيل.

وأضاف الغول، أن حركة حماس وصلت إلى قناعة بأن استمرار السياسة التي أقدمت عليها بكل مكوناتها قد وصلت لطريق مسدود، ما يعتبر ملمحا آخر للازمة يضاف إلى معاناة الناس التي تزايدت كثيراً وعلى مختلف الصعد، مشيرا في هذا السياق إلى أن صبر الناس له حدود، وانه من المهم الإدراك بان الأزمات ستنفجر في وجه الجميع.

وأكد أن استعداد الجميع وبخاصة طرفي الانقسام للبحث عن حلول لتجاوز هذه الأزمات يعتبر ثاني شروط إنجاح الحوار الوطني، مشددا على أن الحوار واستعادة الوحدة يجب أن يكونا العنوان الأول والأساس لأي بحث في هذه الأزمات بغض النظر عن النجاح أو الفشل، لافتا إلى أن الوحدة تعزز النجاح وبها نواجه الفشل بشكل مشترك.

وحول الشرط الثالث، قال: "من المهم أن تكون هناك قناعة لدى طرفي الانقسام بأن المحاصصة واقتسام السلطة لا تستجيب لشروط الوحدة والمصالحة الحقيقية"، مشيراً إلى أن التجربة أكدت بأن هذه السياسة غير صالحة، وتؤسس لأزمات داخل طرفي الصراع ذاتهما، حيث تتراكم فيها مصالح واقتسام النفوذ.
وأضاف: "إن الحوار يجب أن يكون وطنياً شاملاً-كشرط رابع-لتكون هناك حلول وطنية شاملة لمختلف قضايا الشأن الفلسطيني بما فيها تلك التي أدت لحالة الانقسام"، موضحاً أن وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة في آذار/2005 تشكلان أساساً صالحاً وقاعدة لهذا الحوار.

ورأى أن الشرط الخامس يحققه إدراك الطرفين بأنه وأياً كانت الإمكانات المتوفرة لهما فهي خاضعة لحسابات إقليمية ودولية لا تنطلق من مصلحة الشعب الفلسطيني، وهي حسابات لا يمكن المراهنة عليها، كما أن سادس الشروط يتمثل في إقرار سياسة إصلاح شاملة لمنظمة التحرير الفلسطينية وسياسة توحيد شاملة في إطارها، مؤكدا صعوبة تصور نجاح أي حوار أو وحدة إذا استمرت م.ت.ف على حالها من حيث الضعف ومن حيث عدم إقرار الجميع بشرعيتها.

وأشار إلى أن تنظيم عمل المقاومة وممارستها بما ينسجم وأهداف وسياسات الإجماع الوطني أمر يضاف إلى جملة الشروط الستة السابقة، مبينا أن انجاز هذا الشرط يتطلب تشكيل جبهة مقاومة مسلحة.

واعتبر الغول أن الشرط الثامن يتمثل في تشكيل حالة شعبية ضاغطة وداعمة لبدء الحوار الوطني الشامل، بما يقطع الطريق على كل المترددين أو المتراخين في بدء الحوار، وفي هذا السياق دعا الغول إلى الإسراع في وضع آليات بدء الحوار كمقدمة لانطلاقته، لافتا إلى أن أي تلكؤ أو تأخير في ذلك سيعطي الفرصة لكل الأطراف والاتجاهات التي لا تريد إنهاء الانقسام بتجميع قواها واستحضار كل المعيقات لتعطيل الحوار.
ووفقاً لما قاله الغول، يتلخص الشرط التاسع والأخير بتوفر رعاية عربية للحوار، مع استعدادها لإسناد الفلسطينيين في وجه الضغوط التي سيتعرضون لها مادياً وسياسياً وعسكرياً.
وحول العوامل الأخرى التي تساعد في إنجاح الحوار الوطني إلى جانب تلك الشروط، رأى الغول أن أهمها هو وقف الحملات الإعلامية بشكل نهائي ومحاصرة أي أصوات لدى الطرفين تعمل على إعادة توتير الأجواء، ووقف الاعتقالات السياسية والملاحقات، والعمل على تبييض السجون من المعتقلين السياسيين في كل من الضفة وغزة، والاستعداد لتسليم المقرات التي تم الاستيلاء عليها من قبل الطرفين.

وأوضح الغول في معرض رده وتعقيبه على مداخلات الحضور، أن الجبهة ومن خلال المبادرات التي قدمتها منفردة أو مع قوى أخرى لم تنطلق من قاعدة الموقف الوسطي الذي يساوي بين الطرفين أو يحاول إرضائهما، ولا باعتبارها وسيطاً، وإنما انطلقت من قاعدة رؤيتها الوطنية للخروج من الأزمة، وباعتبارها صاحبة وجهة نظر.

وأكد أن هناك محاولات إسرائيلية أمريكية لتعطيل الحوار، ولكن الإرادة السياسية إذا توافرت يمكنها أن تواجه ذلك، وباستطاعتها التغلب على أي عقبات يمكن أن تعترض مجرى الحوار

التعليقات