31/10/2010 - 11:02

مأساة غزة تتكشف بعد وقف العدوان

-

مأساة غزة تتكشف بعد وقف العدوان
لم تصدق الحاجة " ام عمر " الحداد ما راته حينما وجدت منزلها الذى يضم خمسة طوابق قد انهار بشكل كامل وتساوى بالارض فلم يعد يظهر منه شيئا على الاطلاق .

ام عمر تركت منزلها الذى يقع فى عزبة عبد ربه شمال قطاع غزة حينما بدات العملية العسكرية على قطاع غزة فى السابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضى وبدء الحديث عن احتمال هجوم برى تشنه اسرائيل على قطاع غزة خاصة وان منزلها يقع بالقرب من المنطقة الحدودية هناك .

تقول الحاجة ام عمر " كنت احلم ان ازوج ابنى الذى تاسره قوات الاحتلال الاسرائيلى فى الطابق الرابع من المنزل وكنت قد اعددت له المنزل واشتريت له كل ما يلزمه وابقيته فيه حتى يخرج ابنى من السجن لازوجه ولكن ما ترين فلم يعد هناك شئ من هذا المنزل .

وتضيف " جئت الى هذا المنزل منذ خمسة اعوام وقد كلفنا الكثير من المال والان لا اعرف الى اين سنذهب وماذا سنفعل بعد ان ذهب كل شئ .

بالقرب من منزلها كانت الفرق الطبية تفتش تحت انقاض منزل يعود لعائلة صيام وبدات اجزاء من جثث دفنت تحت الانقاض تظهر واخرجت الاطقم الطبية من المنزل اربعة جثث لم تتضح ملامحها على الاطلاق .

وحينما شاهدت الحاجة ام عمر ذلك قالت " الحمد لله اننى لم اكن فى منزلى حينما بدات الحرب والا لكان مصيرى ومصير عائلتى ان هدم المنزل فوق رؤوسنا .

حال ام عمر هو حال الاف الفلسطينين الذين يقطنون المناطق الحدودية شمال وشمال شرق مدينة غزة الذين فقدوا اعزائهم واحبائهم وفقدوا منازلهم واراضيهم وفقدوا كل شئ اصبحوا مشردين فى مراكز ايواء تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين .

فى منطقة العطاطرة كان الوضع اصعب فملامح الخراب والدمار هى سيدة الموقف الشوارع دمرت والبنية التحتية لا وجود لها بسبب الحفريات التى نفذتها اليات الاحتلال فيها فيما مئات المنازل اصبحت اثرا بعد عين .

مئات المواطنين الذين عادوا الى هذه المنطقة كانوا ينبشون تحت الانقاض لعلهم يجدون ما ينفعهم من بقايا ادوات منزل او بقايا ثياب قد تقيهم شر الايام المقبلة .

ابو محمد المصري 53 عاما " كان يحاول وهو وزوجته ابعاد اسلاك وبعض الكتل الاسمنتية من بقايا منزله عله يجد بعض الثياب لاطفاله الخمسة الذين اصبحوا لا يمتلكون سوى الثياب التى يلبسونها واصبحت مع الوقت فى حالة يرثى لها .

قال ابو محمد " منزلى دمر والكثير من اقربائى استشهدوا وجئت الى هنا لاتفقد المنزل ولكنى رايته بهذه الحالة فبدات بالبحث عن شئ ينفعنى وينفع اولادى بعد هذا الخراب الذى حل بنا .

ويضيف" تركت المنزل انا واولادى باعجوبة فحينما اعلن عن بدء الحرب البرية على قطاع غزة لا نعرف من اين بدات القذائف تنهال علينا وكانت تسقط بالقرب منا ولكنى استطعت انا واولادى الخروج من هذا المكان الى مكان داخل المدينة ربما يكون اكثر امنا

ويؤكد اهالى المنطقة الشمالية لا سيما مناطق العطاطرة وعزبة عبد ربه والفخارى بانهم لن يعودوا الى منازلهم فى الوقت الحالى لان حياتهم وحياة اولادهم لا زالت مهددة فى ظل دعوة جيش الاحتلال الاسرائيلى لهؤلاء بعدم العودة خشية تجدد الاشتباكات مرة اخرى

ويؤكد السكان انهم لن يتمكنوا من عيش تجربة كهذه مرة اخرى لان هذه الحرب انهكتهم وقضت على كل كل احلامهم وباتوا لا يدرون ماذا سيفعلون او ماذا ستحمل لهم الايام المقبلة .



التعليقات