31/10/2010 - 11:02

مخيم في إيطاليا للتضامن مع صمود غزة

-

مخيم في إيطاليا للتضامن مع صمود غزة
شهدت مدينة فياريجيو الساحلية السياحية الواقعة في اقليم توسكانا الايطالي استمرارية المخيم الثالث للشبيبة والعائلات والأطفال الفلسطينيين والعرب وأصدقائهم الطليان والاوروبيين ، والذي يقيمه الاتحاد الديمقراطي العربي الفلسطيني في ايطاليا. ويعتبر المخيم الذي يقفل ابوابه يوم 17/08/2009 هذا العام ، من المخيمات الشبابية الناجحة على صعيد العمل الفلسطيني والعربي في اوروبا. وهو يلتئم ويستمر وينجح للمرة الثالثة على التوالي ، إذ اقيم قبله المخيم الأول في تموز وآب 2007 تحت شعار "أنا أدعم المقاومة " فيما جاء المخيم الثاني في نفس الوقت من سنة 2008 .. بينما حمل المخيم الحالي سنة 2009 شعار " مخيم التضامن مع صمود غزة". و كان لي شرف المشاركة في المخيمين الثاني والثالث فيما تعذر علي المشاركة بالمخيم الأول لضيق الوقت والتزامي بأمور أخرى.

إن مجرد اقامة المخيم هو نجاح بحد ذاته لمنظميه وللمشاركين فيه وللمؤمنين بفكرته ورسالته ، نقول هذا الكلام لأن الفلسطينيين في اوروبا كانت ومازالت تنقصهم مثل هذه الالتفاتة ومثل هذا البرنامج الملتزم ، الوطني ، القومي ، الانساني ، التقدمي و العلماني ، الذي يجمع كافة أطياف شعب فلسطين وأمة العرب في المهاجر والمنافي الأوروبية ، مع تنسيق ومشاركة رمزية من قوى شعبنا وأمتنا في بلادنا العربية وفي فلسطين المحتلة ومخيمات التشرد واللجوء والشتات. نجح هذا العمل الكبير الذي قامت به ثلة من المناضلين الأوفياء لتاريخ وحاضر ومستقبل أمتهم ، بالبرنامج المؤمن بوحدة كافة قوى الأمة لأجل استمرارية وديمومة الموقف الفلسطيني الملتزم بفلسطين وبقضايا الأمة العربية ، والمؤمن بعالمية وانسانية القضية ، وبضرورة تجميع قوى التضامن والمناصرة حول هذه القضية الحية ، التي يريد لها الكثيرون أن تموت مرة واحدة والى الأبد.

أن القيام بمثل هذا المخيم يتطلب تحشيد طاقات بشرية ومادية كبيرة ويتطلب كذلك علاقات واسعة توفرت للقائمين على المخيم نتيجة تاريخ طويل من النضال والعمل في ايطاليا بالذات وفي القارة الاوروبية بشكل عام. إذ عرف عن هؤلاء المناضلين حسن سيرتهم وتمسكهم بالقضية الوطنية ورفضهم الخضوع لتيار "الأوسلة " الذي اجتاح الساحة الفلسطينية ووصل الى بعض الساحات العربية والاوروبية. ولولا أن هؤلاء المناضلين اصحاب تجارب كبيرة وطويلة في العمل التضامني والنقابي وأصحاب مواقف مشرفة وضمائر حرّة وحيّة لما كان التئم المخيم ، ولما استطاع أن يرى النور ويخرج بنجاح محققاً الكثير مما أراد تحقيقه.

قد يقول قائل أن المشاركة من داخل ايطاليا في المخيم الثالث كانت متواضعة ، نقول لهؤلاء نعم كانت كذلك لكن المشاركة الفلسطينية والعربية من اوروبا كانت كبيرة وفعالة. وبالمناسبة اذكر أن المشاركة في المخيم الثاني سنة 2008 ومن ايطاليا بالذات كانت كبيرة وكاسحة ، وقد يعود الانخفاض في المشاركة هذا العام لعدة اسباب منها الخاص ومنها العام. إما بسبب سفر الناس خارج ايطاليا أو الالتزام بعمل ما لم يمكنهم من المشاركة ، أو أيضاً لخلل في الدعاية والتنظيم ، ممكن أن سببه كان انشغال القائمين على المخيم بقضية التضامن مع قطاع غزة وقيامهم بارسال وفد كبير مع مساعدات كبيرة الى القطاع ، حيث شارك بعض من القائمين على المخيم في الوفد الذي دخل غزة وتضامن مع صمود شعبها. مما تسبب بعد ذلك بضيق الوقت لاجراء حملة اعلامية أفضل للمخيم.لكن هذا يمكن تجاوزه مستقبلاً .. وبناء عليه يتوجب على القائمين على المخيم اعادة تقييم التجربة هذا العام ودراسة الموضوع بكافة ابعاده كي يتم تفادي مثل هذا الأمر في المخيم القادم.

إن وجود مخيم مثل هذا هو بحد ذاته رد قوي على المتربصين بالقضية ونصر للمدافعين عن ثوابتها ومقاومتها المشروعة .. لقد جاء المخيم هادفاً الى لم الشمل وجمع الكل حول شعارات دعم المقاومة والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية . وجاءت المشاركة من قبل العديد من العائلات والأفراد الفلسطينيين والعرب المنتشرين في ايطاليا واوروبا لتؤكد على هذا الخيار الوطني الأصيل. ومما زاد المخيم قوة وتنوع كان حجم المشاركة الفعالة من قبل قوى التقدم والتحرر والتضامن ولجان المناصرة المحلية في ايطاليا والأخرى التي حضرت من عدة اوروبية مثل فرنسا والنرويج واسبانيا والمانيا.وزاده كذلك نوراً واحمراراً واشعاعا وجود العشرات من الشبيبة والأطفال الذين هم جيل المستقبل وهم من سيحمل راية فلسطين والعروبة في اوروبا بعد جيل الآباء.

تنوعت النشاطات في المخيم بين ثقافية وسياسية واعلامية وفنية وتعليمية وترفيهية .. في كل يوم كانت هناك امسية ثابتة اما فنية او توجيهية ، فيلم عن فلسطين أو فيلم عن نضالات المتاضمنين مع شعب فلسطين ضد الفاشية والرأسمالية التي تنهب خيرات الشعوب والأمم وتهيمن على العالم. وكذلك ندوات عن زيارات ميدانية قام بها متضامنون وكتاب واعلاميون واطباء لقطاع غزة وللضفة الغربية وللمخيمات الفلسطينية في لبنان. كذلك ندوات مباشرة عبر الفيديو من قطاع غزة مع بعض المؤسسات العاملة هناك ومع اعلامي ومتضامن طلياني معروف فضل البقاء في غزة ورفض الخروج منها. شاهدنا ايضاً امسيات تحدث فيها بعض اعضاء الوفود القادمة من فرنسا والنرويج والمانيا عن تجاربهم في العمل التضامني هناك وعن اوضاع الفلسطينيين وانصارهم في تلك البلدان.كما ألقى الشاعر الزجال الفلسطيني د أحمد العمري مجموعة من قصائده الزجلية الجميلة ... فيما قدم الشاعر الفلسطيني - السوري العربي غسان عزام المقيم في مدينة "كومه" الطليانية بعض قصائده الملتهبة في امسية ثقافية جميلة. كذلك تم عرض بعض الكتب التي تتحدث عن القضية الفلسطينية وقام بكتابتها وتأليفها شخصيات ايطالية معروفة. وكذلك قراءة بعض النصوص من مجموعة قصصية بعنوان " فجر العصافير الطليقة" لكاتب هذه السطور، ترجمتها الى اللغة الايطالية الكاتبة والأديبة المغربية المقيمة في ايطاليا د. اسماء غريب. حيث طبعت المجموعة طباعة شعبية خاصة بالمخيم وكانت النسخ محدودة جداً .كذلك تم عرض كتابي الآخر باللغة العربية " طفولة بين المقابر " ... كما شارك في المخيم البرفسور محمد الجعيدي الأكاديمي الفلسطيني المحاضر في احدى جامعات العاصمة الاسبانية مدريد ، فتحدث في ندوة خاصة عن فلسطين في الأدب الاسباني وتطرق الى شعراء وادباء اسبان ولاتينيين كتبوا عن القضية الفلسطينية وفلسطين. وتحدث كذلك عن شخصيات ادبية وسياسية واجتماعية فلسطينية الأصل تكتب وتقرأ بالاسبانية في اسبانيا وامريكا اللاتينية..كما أقيمت امسيات تذكارية وفاءا لبعض المتضامنين الطليان الذين رحلوا عن عالمنا وهم يحملون هم فلسطين. كما قام ممثل وممثلة طليانيين بعرض مسرحية "عائد الى حيفا" باللغة الطليانية حيث لاقت المسرحية تجاوباً كبيراً من الحضور وكان اداء الممثلين رائعاً. وقام كذلك شاعر شعبي شاب طلياني بتقديم قصيدة تعرض لمأساة غزة واهلها. وفي مجالات اخرى كان هناك دورات تدريبية رمزية يومية "كورسات" رسم وتخطيط ، ركوب الخيل ، تعلم اللغة العربية ، الدبكة الشعبية الفلسطينية و المسرح .. أما الخدمة في المخيم فكانت تطوعية من قبل ادارة المخيم وسكانه. كما أن أسعار الاقامة في المخيم للكبار جاءت رمزية وللصغار مجانية، فيما لم تكن اسعار الطعام والشراب مرتفعة ولا تجارية بل عادية من أجل استمرارية المخيم وتغطية نفقاته على أمل أن يخرج هذا العام بدون عجز. ونتمنى ذلك.

أهداف الاتحاد من اقامة المخيم يمكن التعرف عليها من خلال زيارة الموقع الالكتروني للاتحاد :

http://www.udap.it/index2.html

ولمشاهدة مجموعة كبيرة من الصور يمكن الدخول الى موقع الصفصاف.

http://www.safsaf.org

شكراً لادارة مخيم فياريجيو مخيم دعم صمود غزة .. شكرا لكل طفل وطفلة شاركوا في المخيم وعلى جباههم ارتسمت فلسطين كجزء عزيز من بلادنا العربية ، فأعادوا الأمل بجيل المستقبل .. شكرا للاتحاد الديمقراطي العربي الفلسطيني في ايطاليا والى اللقاء في المخيم الرابع ..



....

التعليقات