31/10/2010 - 11:02

مسؤول فلسطيني: يتوقع التوصل الى سبب "قتل" عرفات ونوع تسميمه قريباً..

-

مسؤول فلسطيني: يتوقع التوصل الى سبب
كشف رئيس مؤسسة عرفات للتراث الدكتور ناصر القدوة انه يتوقع أن تتوفر قريبا معلومات عن سبب وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي تحل اليوم، الثلاثاء، الذكرى الرابعة لغيابه، مؤكدا انه "قتل بالسم".

وأوضح القدوة، الاثنين، أنه يتوقع "أن تتوفر قريبا معلومات عن سبب وفاة ياسر عرفات"، مشدداً على أنه "كل يوم يظهر كلام يحمل مؤشرات عن تصفية عرفات وفي كل يوم نقترب من جزئية التسميم الذي تعرض له عرفات".

وأضاف أنه "ربما خلال سنة أو سنتين على أبعد تقدير ستتضح الحقيقة لأنه لا يوجد سر في إسرائيل أولاً، ولأننا نتابع القضية من جهة أخرى". وأضاف أنه "لا يوجد دليل قاطع حتى الآن حول كيفية وفاة عرفات، لكننا نجمع المعلومات ونحللها لأن الوصول إلى حقيقة قتل عرفات مسؤولية شخصية ووطنية".

وتوقع "أنه من سنة إلى سنتين سيتبين طريقة ونوع التسميم الذي تعرض له عرفات". وأضاف: "في كل الأحوال إسرائيل مسؤولة عن سبب الوفاة حيث كان هناك إجراءات مقصودة للتخلص من القيادة السياسية للشعب الفلسطيني".

وقال في مقابلة مع وكالة "الأنباء الفرنسية": "هناك كلام عن تسميم عرفات حتى قبل مرضه، وأنا شخصيا هذا شعوري وهو مستند إلى مسؤولية إسرائيل". وأكد القدوة "أن عرفات غيّب بمسؤولية إسرائيلية مباشرة وهو أمر لا نقاش حوله لان إسرائيل فرضت حصارا همجيا لفترة زمنية طويلة على عرفات ووضعته في ظروف معيشية صعبة'.

وكان عرفات توفي في العام 2004 اثر إصابته بمرض غامض بعد أن تمت محاصرته من قبل القوات الإسرائيلية لثلاث سنوات في المقاطعة في رام الله.

وقد حاصر الجيش الإسرائيلي عرفات داخل المقاطعة من كانون الأول (ديسمبر) 2001 وحتى نقله إلى المستشفى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 2004 في إحدى ضواحي باريس حيث توفي في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) في سن الخامسة والسبعين.

ووجهت أوساط فلسطينية عديدة أصابع الاتهام إلى إسرائيل بتورطها في تسميم عرفات بعد أن عجزت عن قتله عسكريا.

وكشف القدوة "أن عرفات بعد أن وصل إلى باريس ولبعض الوقت اعتقد انه تمكن من النجاة من الموت أو القتل نتيجة التحسن المضطرد في اللحظات الأولى لوصوله إلى باريس، ونحن أيضا المحيطين به اعتقدنا نفس الاعتقاد".

لكنه أشار إلى "أنه سرعان ما تبدد هذا الاعتقاد بسبب عودة تدهور حالته الصحية".

وقال القدوة إنه "تم حديث ثنائي بيني وبين عرفات لكن في الوقت المناسب سأتحدث عن الحديث الذي جرى بيننا"، موضحا "أنه كلام غير سياسي لكنها مسألة شخصية لا أستطيع الحديث عنها الآن".

وناصر القدوة هو ابن شقيقة عرفات ومن اقرب الناس إليه وكان واحدا من أربعة أشخاص يدخلون إلى غرفته في المستشفى في باريس مع سفيرة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد، ومدير مكتبه رمزي خوري، وزوجته سهى عرفات. وشغل القدوة منصب مراقب فلسطين في الأمم المتحدة ووزير الخارجية الفلسطيني.

وأوضح القدوة انه ذهب مع ليلى شهيد إلى الخارجية الفرنسية أثناء وجود عرفات في المستشفى و"طلبنا من الفرنسيين أنه إذا لم يكن لديكم قدرة على ذكر سبب وطريقة وفاة عرفات نطلب أن لا تبتدعوا سببا وهميا للوفاة".

وتابع "لقد جاء طلبنا لان التوصل في ذلك الوقت إلى سبب الوفاة مسألة سياسية إذ أن الفرنسيين ليس لديهم الاستعداد لإعطاء الحقيقة كاملة حينها".

وأوضح "أن الفرنسيين لم يكذبوا عند الإعلان عن سبب الوفاة وهذا كان بحد ذاته ايجابياً وجيداً لكن لم تصل الأمور إلى حد إعلان الحقيقة بطريقة مباشرة".

وتابع: 'الفرنسيون قالوا كلاما واضحا عن سبب الوفاة وهو تكسر الصفائح، وقالوا إن له (تكسر الصفائح) ثلاثة أسباب: مرض السرطان - والتقرير لا يوجد به مثل هذا الاحتمال - والتهاب حاد وعام في الجسم، والتقرير لا يوجد به ما يشير لذلك بل يوجد نفي قاطع للاحتمالين، والسبب الثالث تسمم. وقالوا لم نجد سما معروفا لدينا تعرض له عرفات".

وأضاف: "أن الفرنسيين لم يعلنوا بشكل واضح سبب الوفاة لأن في ذلك مسؤولية سياسية كبرى لكن من يريد أن يفهم كيف توفي عرفات يستطيع ذلك".

وأشار إلى أن "الإسرائيليين تحدثوا أمام مجلس الأمن الدولي انه لا بد من تغيير القيادة الفلسطينية وتحدث (ارييل) شارون و(شاؤول) موفاز عن التخلص من عرفات، كما تحدث الرئيس الأميركي جورج بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكثر من مرة عن ضرورة تغيير القيادة الفلسطينية".

وقال القدوة: "ربما مع رحيل إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ستتغير قضايا كثيرة حول الموضوع".

وهذه أول مرة منذ وفاة عرفات ينتقد فيها مسؤول فلسطيني علنا الرئيس الأميركي جورج بوش الذي كان يتهم عرفات بدعم "الإرهاب" ولم يلتقه يوما.

وعلى عكس العديد من المسؤولين الدوليين لم يزر الرئيس الأميركي جورج بوش الذي جاء إلى رام الله مطلع العام الجاري ضريح عرفات داخل المقاطعة.

وتحول ضريح الرئيس عرفات داخل المقاطعة الذي يعتبره الفلسطينيون زعيمهم التاريخي إلى مزار يؤمه الفلسطينيون يوميا لاعتبارهم عرفات أيضا رمزا لنضالهم.
تجدر الإشارة في هذا السياق كتب أمنون كابليوك في صحيفة "هآرتس" في نهاية العام 2006، مشيرا إلى أن الصحفي، أوري دان، صديق أرئيل شارون، قد كتب عشية وفاته " أن يدي شارون قد أطلقتا في أعقاب محادثته مع الرئيس بوش في الرابع عشر من نيسان/ابريل 2004، وعندها بدأ الوضع الصحي لعرفات بالتدهور".. فكيف عرف الصحفي دان أن المرض قد عشش في جسد عرفات منذ نيسان/أبريل قبل أن ينتشر بعد شهور كثيرة..

وتابع كابليوك أن تزامن أحداث نادرا جداً حصل هذا الأسبوع، ففي حين كان يطالع الكتاب الجديد، الذي نشر في فرنسا، للصحافي أوري دان، كاتم سر أرئيل شارون، وصله النبأ بوفاة المؤلف. وقد بادرت إلى الحصول على الكتاب، الذي كان عنوانه "شارون" في أعقاب اتصال هاتفي من صديق باريسي له، وهو صحفي خبير بالشؤون الإسرائيلية. وكان قد قال له في محادثة سابقة، بعد وفاة الرئيس الفلسطيني أن موت ياسر عرفات، وبحسب علامات كثيرة ومختلفة، ليس طبيعياً وإنما بتدخل "أيد غريبة".

كما قال إن إسرائيل حاولت الإغتيال بوسائل كيماوية، واعترف بذلك، في محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في عمان أيلول/سبتمبر 1997، ولا يوجد سبب لعدم تكرار ذلك مع أبو عمار، الذي كان يعبر شارون عن كراهيته له في كل مناسبة (وكل نصف مناسبة)، مع تهديد "بتصفية الحساب معه".

ويتابع كابليوك [[أصغى إلي باهتمام شديد ولم يقاطعني. وفي النهاية قال إن هذه الأقوال مثيرة وربما تكون صحيحة، ولكن ينقصها الكشف عن الموضوع من قبل من له علاقة بذلك، أو من مصادر مطلعة وموثوقة، وهي قليلة.

وفي المحادثة الهاتفية، قال "لدي مفاجأة لك.. أمامي كتاب أمين سر شارون، أوري دان، وهو يكشف سر اغتيال عرفات. ويذكر في الكتاب، على سبيل المثال، المحادثة الشهيرة التي أجراها شارون مع الرئيس بوش في البيت الأبيض في الرابع عشر من نيسان/ابريل 2004، والتي أبلغ شارون فيها بوش أنه ليس ملتزماً بأي تعهد من قبل آذار/مارس 2001، في لقائهما الأول بعد هزيمة براك في انتخابات الكنيست، وبموجبها تعهد بعدم المس جسدياً بياسر عرفات. وعندها أجابه بوش ربما من الأفضل إبقاء مصير الرئيس الفلسطيني بيدي خالق الكون، وعندها سارع شارون إلى الإجابة "إن خالق الكون يحتاج إلى المساعدة في بعض الأحيان"..

هذا الجزء من المحادثة، كان قد نشره أوري دان في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2004، أي قبل أسبوع من وفاة الرئيس الفلسطيني. وقال الباريسي" ولكن هناك في الكتاب إضافات أخرى مهمة.. دان يكشف هذه المرة كيف انتهت المحادثة بشأن عرفات.

قرأ صديقي في الصفحة 401 من الكتاب:" ظل الرئيس بوش دون حراك.. فهو لا يعطي شارون الضوء الأخضر لتصفية عرفات، ولكنه لا يفرض عليه إلتزامات جديدة.. وكان شارون راضياً.. وسارع إلى الصحفيين ليقول لهم إن يداه مطلقتان بشأن رئيس السلطة الفلسطينية"..

فعلاً.. لقد كان شارون يحلم بتصفية عرفات، كما يكشف المؤلف في كتابه.. كان حلم شارون أن يكون مجدداً قائد وحدة كوماندو والسيطرة على المقاطعة. ويوجه دان السؤال لشارون " لماذا لا تطرد عرفات أو تقدمه للمحاكمة"، فيقول شارون" لعرفات يوجد حصانة مطلقة". ويتابع بشكل مقتضب " دعني أسوي هذه المسألة بطريقتي".. وهنا يقطع شارون حديثه على غير عادته..

وكتب دان:" بمجرد أن أطلقت يدا شارون في أعقاب محادثته مع الرئيس الأمريكي في 14 نيسان/ابريل 2004، بدأ يتدهور الوضع الصحي لياسر عرفات. وتم نقله إلى مستشفى "بيرسي" في باريس، في تشرين الأول/أوكتوبر، ثم أعيد إلى رام الله ليدفن فيها"..

وسارع الفلسطينيون إلى اتهام إسرائيل بتسميم عرفات، وأعلنوا عن فتح تحقيق، كما يكتب دان. وكما كان يفترض بدان أن ينكر بطريقة أو بأخرى التهمة الخطيرة الموجهة إلى إسرائيل ورئيس حكومتها، إلا أنه لا يقوم بذلك.. أما لماذا؟ فالجواب في الصفحة 403 " سيسجل التاريخ أن شارون قام بتصفية عرفات بدون أن يقتله"..

الكلمتان الأخيرتان تخلقان نوعاً من عدم الوضوح، قلت لصديقي ربما يكون القصد بأنه قام بتصفيته بدون استخدام السلاح. وأضفت أنه ربما من الأفضل أن أتصل بالصحفي دان لأسأله. إلا أن صديقي الباريسي أجاب بأنه لا يوجد أهمية لذلك. وقال إن المهم هو كيف عرف المؤلف المعلومات التي تشير إلى أن المرض قد عشش في جسد أبو عمار لمدة شهور طويلة، إلى أن انتشر في خريف 2004 وقضى عليه بسرعة..

لا يمكن الآن التأكد من ذلك، لكون المؤلف قد توفي بعد أيام قليلة من تلك المحادثة، في حين لا يزال "بطل القصة" شارون في حالة خطيرة..

كان هناك من أشار إلى د.وديع حداد، أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورئيس شعبة العمليات فيها، والمسؤول عن اختطاف طائرات وعمليات كبيرة أخرى ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في سنوات السبعينيات من القرن الماضي.. نجا من إطلاق النار في شقته في بيروت.. إلا أنه بعد ذلك بمرض مجهول، وخضع للعلاج في مستشفى في برلين الشرقية، في حينه، وتوفي بعد شهرين بدون أن يتم تحديد سبب الوفاه، تماماً مثلما حصل مع الرئيس الفلسطيني.

لا شك أن الصحفي دان كان أحد أولئك الذين يعرفون الحقيقة، وإذا لم يعرفها منذ اللحظات الأولى فقد عرفها لاحقاً......]

التعليقات