31/10/2010 - 11:02

هكذا فشلت مفاوضات تبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل

حماس: بخصوص الشروط والمعايير في صفقة شاليط فلا تليين في المعايير، ولا تليين في الأسماء، وثباتنا على هذه النقطة هي التي جعلت العدو يترنح"

هكذا فشلت مفاوضات تبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل
كشفت حركة حماس عن العقبات التي واجهت مفاوضات تبادل الأسرى، وتتلخص في تعنت إسرائيل وعدم استعدادها لإبرام صفقة مقبولة على المقاومة. وأكدت أن مطالبها وشروطها لا تزال كما هي في صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط، موضحة أن تغيير الحكومات في الدولة العبرية لا يعينها كثيرا.

وقال أسامة المزيني القيادي في حركة حماس ومسؤول ملف الأسرى إن حكومة أولمرت ونتنياهو وجهان لعملة واحدة. وأن ما يعني الشعب الفلسطيني هم أسراه. وأوضح أن حماس ثابتة علي شروطها التي وضعتها في صفقة التبادل، قائلاً "بخصوص الشروط والمعايير في صفقة شاليط فلا تليين في المعايير، ولا تليين في الأسماء، وثباتنا على هذه النقطة هي التي جعلت العدو يترنح"، مضيفا "لن تكون هناك أي إمكانية لأن نتجاوب مع أي شيء، إلا بعد الاستجابة لمطالب وشروط الحركة التي لن نتنازل عنها".

وحول آخر المعلومات عن هذا الملف قال " كان هناك تقدم في عملية التفاوض، ولكنه لم يكن ملموسا، ولم يكن كافيا للدرجة التي تجعلنا إتمام الصفقة بنجاح، حيث أن الاحتلال وضع عدة عقبات منها الأعداد، حيث أنهم وضعوا أعدادا أقل من التي نريدها، فنحن حددنا العدد بألف أسير، وهم قبلو بـ 325 فقط، والفارق بالطبع كبير".

وبين أن العقبة الثانية: كانت الإبعاد، حيث أنهم أرادوا إبعاد بعض الذين وافقوا على إطلاق سراحهم، والعقبة الثالثة تتمثل في أنه هناك 100 أسير، رفضوا الإفراج عنهم في أي صفقة، ونحن نقول بأن العقبات الثلاثة شكلت تفريغا للصفقة من مضمونها ومن قيمتها، وبالتأكيد وبعد هذا الصبر لن يكون هناك أي تنازل من طرفنا".

وحول ما إذا كانت حماس دخلت في منعطف صعب في هذه الصفقة مع وصول بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم في إسرائيل، والمخاوف من أن يُغلق هذا الملف في عهد سلفه ايهود اولمرت، قال "نحن لا نعتقد أن أولمرت أفضل من نتنياهو أو العكس، فكلاهما أعداء ومجرمين، وكلهم يريدون مصلحة كيانهم على حساب تضحياتنا" مضيفاً أن الحركة قدمت أكبر قدر ممكن من المرونة، ولكن العدو أراد أن يسرق أي إنجاز أو أي فرحة تعزز من قيمة الصفقة.

وكشف أن عوفر ديكل المسئول الإسرائيلي عن ملف شاليط اجتمع مع قادة "حماس" المعتقلين في سجون الاحتلال للضغط عليهم من أجل تلين الحركة مواقفها في هذه الصفقة إلا أنهم رفضوا التعاطي معه وأكدوا له أن هذا الملف بيد قيادة الحركة خارج السجون وطالبوها بالتمسك بمطالبها.

وحمل السلطة العربية والدول العربية عدم الاهتمام بملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال على الرغم من أن قضيتهم عادلة ولا تحتاج لجهد كبير, قائلاً "إن السلطة الفلسطينية التي تتفاوض مع الاحتلال، وتلتقي بممثلي المجتمع الدولي، حينما تطرح ملف الأسرى تحاول عدم جرح شعور الاحتلال، فهم اعتادوا على صفقات هزيلة تشمل الأسرى الذين شارفت مدد محكومياتهم على الانتهاء أو حتى التي انتهت، فلو أن السلطة لديها اهتمام بقضية الأسرى لاشترطت الإفراج عنهم قبل بدء أي مفاوضات".

وأضاف كذلك الدول العربية وللأسف الشديد موقفها هزيل حيث أنها لا تأبه ولا تكترث بهذا الأمر(ملف الأسرى)، فتصور مثلا أنهم يسموا ملف صفقة التبادل بـ"ملف شاليط"، فكل همهم أن يخرج شاليط، والمقابل ليس مهما بالنسبة لهم ، ونحن أوضحنا ونوضح لهم أن شاليط لا يعنينا كثيرا بل الذي يعنينا أن يخرج أسرانا في المقام الأول، وقبل كل شيء".

وتابع "وبالتالي، إذا كانت السلطة والعرب غير مهتمين بهذا الملف، هل نريد من فرنسا أو النرويج أو بريطانيا أو الدول الأوروبية أن تهتم بأسرانا، إن من الأولى لأبي مازن أن يهتم هو وسلطته التي تسير في ركب المفاوضات بهذا الملف(ملف الأسرى)، ولو كان لديهم ذرة من حياء وعقل لرفضوا أن يفاوضوا العدو إلا بعد الإفراج عن الذين اعتقوا قبل أوسلو على الأقل، على اعتبار أن من اعتقل قبل أوسلو بمفهوم الأوسلويين أن أوسلو تجب ما قبلها، فلماذا لم يفرجوا عنهم حيث أن هناك 270 محكوم بمدى الحياة، من قبل أوسلو"، كما قال.

التعليقات