25/02/2011 - 11:00

محللون فلسطينيون: لا ينتهي الإنقسام إلا بإنتهاء أسبابه

تشهد الساحة الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967 وفي الشتات حراكًا سياسيًا مستلهما من الثورات العربية، يهدف إلى إعادة الحركة الوطنية الفلسطينية إلى مسارها، بعد سنوات طويلة من التيه، ويزداد زخم هذا الحراك يومًا بعد آخر وتتسع دائرته بين صفوف الشباب، كما بدا باجتذاب اهتمام مثقفين وسياسيين. وكانت ذروة هذا الحراك مظاهرات حاشدة انطلقت في عدة مدن خلال الأسبوع الماضي والحالي تحت شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام».

محللون فلسطينيون: لا ينتهي الإنقسام إلا بإنتهاء أسبابه

 الشباب الفلسطيني يرفع شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام»،  فما هي فرص تطبيق هذا الشعار؟

حسن عبد الحليم


تشهد الساحة الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967 وفي الشتات حراكًا سياسيًا مستلهما من الثورات العربية، يهدف إلى إعادة الحركة الوطنية الفلسطينية إلى مسارها، بعد سنوات طويلة من التيه، ويزداد زخم هذا الحراك يومًا بعد آخر وتتسع دائرته بين صفوف الشباب، كما بدا باجتذاب اهتمام مثقفين وسياسيين. وكانت ذروة هذا الحراك مظاهرات حاشدة انطلقت في عدة مدن خلال الأسبوع الماضي والحالي تحت شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام». 

وشهدت الساحة الفلسطينية تطورًا آخر لافتا يعزّز توّجه الشباب المنادين باستعادة الوحدة، والنهوض بالحركة الوطنية الفلسطينية، ألا وهو استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن. وسبق هذا الفيتو ضغوطا شديدة من الإدارة الأمريكية على السلطة الفلسطينية، لم تخل من لهجة التهديد، لسحب مشروع القرار من مجلس الأمن، إلا أن السلطة التي تعرضت لانتقادات شديدة حينما رضخت للضغوط الأمريكية والإسرائيلية وقبلت بسحب تقرير «غولدستون»، رفضت تلك الضغوط، لعدة أسباب: الحراك الشبابي المتأثر بالثورات العربية، فقدان السلطة الفلسطينية لحليفها الرئيسي حسني مبارك، وموقف قيادات مركزية في حركة "فتح".

عدد من الكتاب والمحللين السياسيين الفلسطينيين، أكدوا أن إعادة اللحمة الوطنية هي السلم الأول للارتقاء بالعمل السياسي والنهوض بالحركة الوطنية على أساس الثوابت الوطنية، وفي حين بدا بعضهم متشائمًا من نهج قادة السلطة، أعرب آخرون عن أملهم في أن تتمكن إرادة الشباب الذين يمثلون إرادة الشعب في فرض رؤيتهم عليها.

 

عبد الستّار قاسم: لن ينتهي الانقسام إن لم ينته "أوسلو"

الكاتب الفلسطيني، عبد الستار قاسم، المحاضر في جامعة النجاح، قال إن «الانقسام ينتهي بانتهاء أسبابه، فأسباب الانقسام ما زالت قائمة (أوسلو والتنسيق الأمني والمفاوضات ألخ)، وأضاف أن «السلطة هي التي تطرح شعار إنهاء الانقسام ولكنها غير مستعدة لسحب أسبابه، فهي غير جاهزة لوضع نهاية لأوسلو»، وتوّقع قاسم أن «تجبر السلطة في مرحلة ما على إنهاء اتفاقية أوسلو، لأن موقفها يزداد ضعفا بعد أن  سُحب عنها الغطاء العربي وبقي الغطاء الإسرائيلي الذي لن يكون قادرًا على مدها بالحياة، وستتلاشى شيئا فشيئا».

وأكّد قاسم أن «استعادة الوحدة الوطنية، يجب أن يسبقها استعادة الدور الوطني، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية حسب ميثاق عام 1964 (الميثاق القومي) الذي يؤكد على البعد العربي للقضية الفلسطينية».

 

إحسان كالم: شعار فارغ

ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي، إحسان كالم، قال إن شعار إنهاء الانقسام هو «شعار فارغ»، لأن الانقسام ناتج عن أسباب سياسية ولا ينتهي إلى بمواقف سياسية. وقال سالم: "لا يمكن إنهاء الانقسام بانتخابات، فقد شهدنا انتخابات في السابق لم تحترم نتائجها. المشكلة أن هناك فريق مفرط مساوم لم يستطع بعد استخلاص العبر وتغيير نهجه، قدّم تنازلات مفرطة، خرق الثوابت وفرّط بالحقوق، وأدار مفاوضات بدون مرجعية ودون ركائز ووضع كل أوراقه بأيدي أعداء شعبنا".

وأضاف سالم: "إذا توفرت النيّة لدى فريق السلطة يمكن العودة لاتفاق القاهرة وإعادة بناء منظمة التحرير، والالتفاف حول برنامج وطني حقيقي".

وأعرب سالم عن تشاؤمه من إمكانية عودة السلطة إلى الثوابت، وقال: "السلطة لا تبدو مستعدة لمراجعة أدائها والتراجع، ولم تستخلص العبر بعد.  فهي تطالب بوقف الاستيطان لفترة محدودة للعودة للتفاوض، متجاهلة الاستيطان القديم الذي قطع أوصال الضفة الغربية"، ووصف شعارات ومطالب السلطة بأنها «زائفة وتضليلية»، وتساءل:   "ماذا مع الحقوق الأخرى، إن الاستيطان جزء من الاحتلال، والسلطة ما زالت تراهن على الولايات المتحدة رغم غدرها".

خليل شاهين: حراك يمكن أن يفرض إرادته

الباحث الفلسطيني خليل شاهين، أعرب عن تفاؤله من حالة الحراك الشبابي الفلسطيني التي أتت بإلهام الثورية العربية وتسير حسب إيقاعها. وأكد على أهمية دور الحركة الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948، في مجمل الوضع الفلسطيني.

وقال شاهين إن الشباب يسعون لإيجاد برنامج وطني تلتف حوله معظم الشرائح الفلسطينية، في الضفة وغزة والداخل والشتات، شعاره "الشعب يريد إنهاء الانقسام"، وأكد أن الشباب يمكنهم قيادة التغيير.

 ويؤكد شاهين أن الانقسام لا ينتهي إلا على قاعدة برنامج كفاحي سياسي يعيد تعريف الحركة الوطنية الفلسطينية كحركة تحرر وطني، وإعادة  بناء التمثيل السياسي الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وعملية انتخابية لهيئات منظمة التحرير الفلسطينية.

ويشير شاهين إلى أن التحرّك الشبابي يتأسس على هذه القواعد ويؤكد على عدم العودة للمفاوضات وإنهاء نهج أوسلو.

وتوقع شاهين أن يتطور خطاب الشباب خلال الأسابيع القادمة وأن يشهد زخمًا، وأن يكون قادرا على تحييد بعض من يحاولون ركوب الموجة لحرف الحراك عن مساره.

 وقال شاهين: "هناك تطور غير متوازن بين الخطاب السياسي الفلسطيني الوطني على ضفتي الخط الأخضر، ففي حين شهدت الحركة الوطنية في الضفة تراجعًا، شهدت أختها في الداخل نهوضًا". وأكد على دور الحركة الوطنية في الداخل كشريك ومساعد للحركة الوطنية الفلسطينية، وعلى أهمية دورها في التواصل وفي دفع الحركة الوطنية في الضفة وغزة.

حيدر عيد: الدولة الواحدة هي الحل الأمثل

المحاضر في جامعة الأزهر في غزة، حيدر عيد، الناشط في اللجنة الدولية لمقاطعة إسرائيل، أكّد على أهمية الحراك الشبابي في فلسطين، ولكنه دعاهم إلى إعادة النظر في الثوابت الفلسطينية التي وصفها بأنها تآكلت مع الزمن.

وقال عيد إن "البرنامج المرحلي الفلسطيني، وهو إقامة دولة فلسطينية في حدود 67، ليس، ولم يكن، واقعيًا، فكيف يمكن أن يتفق تطبيق حق عودة اللاجئين لحدود عام 48 في حين تعرف إسرائيل نفسها أنها دولة يهودية، "أدعو إلى التمسك بالقرارات الدولية وعلى رأسها قرار 194 الذي يضمن عودة اللاجئين وتعويضهم، وتبني شعار دولة فلسطينية ديمقراطية علمانية لكل مواطنها على فلسطين التاريخية، والاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا".

ودعا عيد الشباب الفلسطيني تغيير القيادة الحالية، ورفض نهج أوسلو. ورأى عيد أن نتائج انتخابات عام 2006 كانت تصب في هذا الاتجاه، وكانت تصويت الشارع الفلسطيني ضد أوسلو ونهجه. 

التعليقات