قالت مصادر إسرائيلية، سياسية وأمنية، إنّ العمليات العدوانية ضد قطاع غزة قد تستمر في الأيام المقبلة وكررت تهديداتها لحركة حماس إذا استمر إطلاق القذائف، فيما يعقد مجلس الجامعة العربية يوم غد، الأحد، اجتماعا على مستوى المندوبين لبحث التصعيد الأخير في القطاع.
ونقلت الوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن صائب عريقات، قوله إنّ "طلب الرئيس أبو مازن (محمود عباس) صباح اليوم من الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين لبحث العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ومخاطر التصعيد وإدانة الأعمال الإجرامية الاسرائيلية بعد سقوط 17 شهيدا على الأقل وعدد كبير من الجرحى". وأضاف: "أعلم أمين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى الرئيس عباس بأن الاجتماع سيعقد غدا" ظهرا.
ونقلت موقع صحيفة «هآرتس» عصر اليوم عن مصادر أمنية قولها إن كتائب عز الدين القسام، التابعة لحماس، نقلت رسالة في الساعات الأخيرة لإسرائيل عبر قنوات مختلفة بهدف إعلان وقف إطلاق النار من الطرفين. وأضافت المصادر ذاتها أنّ إسرائيل سترد بما يتناسب والأوضاع الميدانية، وفي حال توقف إطلاق الصواريخ والقذائف من غزة ستدرس موقفها، حسب تعبير المصادر. وقالت إن الغارات الجوية على غزة في الأيام الأخيرة كانت مكثفة وأن إسرائيل على استعداد لتصعيد «ردها» إذا استمر إطلاق القذائف.
إلى ذلك، ذكرت الإذاعة الاسرائيلية العامة أن وزير الأمن، ايهود براك، ألغى زيارة للولايات المتحدة كانت مقررة لمساء اليوم بسبب التطورات الأمنية، وهي المرة الثانية التي يلغي فيها براك زيارته لواشنطن بسبب الأوضاع الأمنية.
في السياق ذاته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، غيورا آيلاند، اليوم، إنه لن يكون بوسع إسرائيل تحمّل إطلاق صواريخ متطورة على أهداف مدنية في أراضيها، لافتاً إلى أنه يقدّر أن قيام اسرائيل بعملية عسكرية طويلة الأمد ومعقدة في قطاع غزة يعتبر مسألة وقت ليس إلا. وأضاف أن مثل هذه العملية ستشتمل على دخول القطاع وضرب البنى التحتية «للإرهاب» مثلما جرى خلال عملية "السور الحامي" في الضفة الغربية عام 2002 .
واتهم الموقف الدولي من التصعيد الإسرائيلي بـ"التواطؤ والانحياز والصمت على قتل المدنيين الفلسطينيين وتجاهل الدعوات الموجهة لكبح جماح الاحتلال" مشدداً على أن "استمرار هذا الصمت يوفر الغطاء للاحتلال للاستمرار في الجريمة ويجعل المجتمع الدولي مسؤولا عن كل العواقب والتطورات المترتبة على هذا التصعيد".
كما اتهم المتحدث باسم حماس الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة من خلال "استخدام المواد الفسفورية واستهداف المدنيين من المسنين والنساء والأطفال والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف".
وقال إن "التصعيد الإسرائيلي لن يفلح في تحقيق أهدافه السياسية أو فرض سياسة الأمر الواقع أو كسر إرادة شعبنا الفلسطيني الذي سيواجه هذا التصعيد بحالة من الصمود والثبات". ودعا الشعوب العربية إلى التعبير عن تضامنها ورفضها للعدوان الإسرائيلي مثمناً "الرسالة القوية التي وجهها الشعب المصري إلى الاحتلال وندعو للاستمرار في هذه الفعاليات".
التعليقات