24/05/2011 - 16:54

الزهار ينتقد مشعل وقيادة حماس ترد عليه بحزم

انتقد محمود الزهار، القيادي حركة حماس في قطاع غزة في مقابلة صحافية نشرت اليوم تصريحات لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل حول "اعطاء مهلة" للمفاوضات مع إسرائيل، في موقف ردت عليه قيادة الحركة في دمشق بحزم.

الزهار ينتقد مشعل وقيادة حماس ترد عليه بحزم

انتقد محمود الزهار، القيادي حركة حماس في قطاع غزة في مقابلة صحافية نشرت اليوم تصريحات لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل حول "اعطاء مهلة" للمفاوضات مع إسرائيل، في موقف ردت عليه قيادة الحركة في دمشق بحزم.

وكان مشعل أبدى بعض "المرونة" في الموقف السياسي لحركته في كلمة ألقاها لدى توقيع اتفاق المصالحة مع حركة فتح في الرابع من أيار/مايو الجاري في القاهرة، وأشار فيها إلى امكانية "إعطاء إسرائيل فرصة" من أجل التوصل الى حل للقضية الفلسطينية بالتفاوض.

إلا أن الزهار انتقد هذا الموقف في مقابلة نشرتها اليوم صحيفة "الأخبار" اللبنانية.

وقال الزهار: "موقف خالد مشعل لم نكن نعلم به ولم يستشرنا فيه أحد. بالتالي هذا موقف غير صحيح. نحن لم نعط فتح في يوم من الأيام فرصة أو تفويضا كي تفاوض عنا أو عن الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "من يقول إننا فوضناها أو نفوضها لمزيد من التفاوض فموقفه لا يمثل موقف الحركة".

وسارع المكتب السياسي لحماس ومقره دمشق إلى الرد بحزم على تصريحات الزهار، في تبادل علني نادر للانتقادات بين قادة الحركة التي تعرف بانضباط أعضائها.

وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس في بيان إن "تصريحات الأخ الدكتور محمود الزهار خطأ، ولا تعبر عن موقف الحركة ومؤسساتها، وتمثل خرقا للتقاليد التنظيمية المعمول بها في الحركة، ولا يجوز أن تصدر عنه بحق رئيس الحركة وقائدها".

وأضاف الرشق أن الزهار "ليس مخولا بالتعليق على كلمة رئيس الحركة أو الاستدراك عليها، والمكتب السياسي هو الجهة الوحيدة المخولة بأية توضيحات أو استدراكات ان وجدت على تصريحات القيادة".

إلا أنه نفى في الوقت نفسه أن تكون تصريحات الزهار تعكس خلافا داخل الحركة، مؤكداً "أن لا خلاف في حركة حماس، وأنها تتمتع بمسؤولية عالية، وأن قرارها واحد وموحد".

وفي بيان صدر في غزة/ قال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحماس إن تصريحات الزهار والرشق تأتي "من قبيل التلون داخل إطار الجسم الحركي الواحد"، نافيا بدوره أي خلافات داخل قيادة حماس "التي هي قيادة موحدة في الداخل والخارج بقيادة الـخ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي)".

وشدد البردويل وهو رئيس الدائرة الإعلامية في حماس على "وحدة الحركة وقوتها وتماسكها ووحدة برنامجها المقاوم في وجه الاحتلال وحفاظها على مصلحة الشعب الفلسطيني"، واصفا ما نشر في وسائل الإعلام حول خلافات بين الزهار وقيادة حركته بأنها أخبار "كاذبة ومدسوسة".

وقال الزهار لصحيفة "الأخبار"إن  المصالحة لا تعني أبداً أنّ برنامج «حماس» تغيّر إلى برنامج «فتح»، أو حتى اقترب منه. والعكس صحيح، «فتح» لم تقترب في هذه المرحلة من برنامج «حماس». المصالحة كانت الجواب عن سؤال كيف يمكن التعايش بين هذه البرامج المتناقضة والمتصارعة. والحل كان بالاتفاق على أن تكون الانتخابات هي الحكَم، وهو الأمر الذي لم تقبل به «فتح» في السابق، بعد انتخابات عام 2006، حيث رفضت نتائجها وحاولت أن تنقلب عليها.

ورداً على سؤال هل كانت الأحداث في سوريا عامل ضغط عليكم للموافقة على توقيع اتفاق المصالحة؟، قال: الوضع السوري ليس له أي أثر في موضوعة المصالحة. من عطل المصالحة هو النظام المصري السابق الذي منعنا لمدة 14 شهراً من الخروج، وأبو مازن لأنه ألغى بند القيادة المؤقتة ورفض التوافق حول تأليف لجنة الانتخابات المركزية واللجنة الأمنية العليا. وعندما جفّت بركة التفاوض تماماً وتبخّر كل ما فيها وانكشفت سياسة المفاوضين، جاؤوا وقبلوا باقتراحات حماس التي تريد أن تحصّن المصالحة بالتوافق وليس بإعطاء أبو مازن فرصة التلاعب فيها.

وفي ما يخص تأجيل زيارة رئيس السلطة، محمود عباس، إلى غزة بطلب من حماس، قال الزهار: لا يزال هناك عدم وضوح في قضية المصالحة وتخوفات منها. عندنا في غزة يسألون هل تريدون أن تعيدوا لنا الأجهزة الأمنية السابقة؟ يجب أن نطمئن الناس إلى أن هؤلاء لن يعودوا. أيضاً هناك من يقول لك أنت تريد أن تفتح غزة تماماً أمام هؤلاء الناس، بينما الضفة لم يجر التحرك فيها. أيضاً أبناء «فتح» الذين قُتلوا على أيدي أجهزة الأمن الوقائي والاستخبارات السابقة في مواجهاتهم مع «حماس»، يحمّلون أبو مازن وجماعته مسؤولية الموضوع. يجب تهيئة هذه الأجواء كي لا تدخل عملية المصالحة منذ بدايتها في أجواء أمنية غير مناسبة ترتدّ عكسياً على ما هو مطلوب. ثمّ ما الذي سنحققه من هذه الزيارة ما دامت الأمور لم تنضج ولم تُرتّب بعد؟

موقف حماس من الأوضاع في سوريا

قال الزهار في ما يخص الإحتجاجات في سوريا وموقف حركته منها، إن "موقفنا مما يحدث في سوريا هو ذاته موقفنا مما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن. نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي العربي في وقت الثورات ولا في وقت الهدوء. نحن ضيوف على القُطر هدفنا هو العودة إلى فلسطين. من يتدخل في الشأن السوري في هذا الاتجاه أو ذاك، عليه أن يدفع ثمن ذلك. علينا أن نحصّن الشارع الفلسطيني في سوريا وألا تتكرر معه تجاربنا في بلدان أخرى نتيجة سياسات خاطئة".

وعن إمكانية نقل مكاتب الحركة من دمشق، قال: المركز الرئيسي لحركة «حماس» في الأرض المحتلة، وثقلها الحقيقي فيها، والدماء تسيل فيها، والقيادة هنا، وإن كان الجزء المكمل في الخارج. وهذا موضوع تحت المراجعة حقيقةً. هذه تجربة مزّقت قيادة الحركة في أكثر من مكان وتحتاج إلى مراجعة. وهذه قضية شرعية حيث تجرى مراجعات بين الفترة والأخرى للاستفادة من السلبيات والإيجابيات والمتغيرات التي تحدث من حولنا.

التعليقات