24/12/2011 - 20:10

بيت لحم تحتفل بالميلاد المجيد وتنتظر قداس منتصف الليل

احتشد آلاف الفلسطينيين والأجانب السبت، في ساحة كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، مع بدء احتفالات عيد الميلاد حسب التقويم الغربي. وكانت المدينة قد اكتست حلة جديدة، وسط ابتهاج مواطنيها وزوارها من مختلف الطوائف الدينية، إيذانا باحتفالات أعياد الميلاد، التي تشكل مناسبة للمزيد من التقارب والتعايش الديني والوحدة.

بيت لحم  تحتفل بالميلاد المجيد وتنتظر قداس منتصف الليل

احتشد آلاف الفلسطينيين والأجانب السبت، في ساحة كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، مع بدء احتفالات عيد الميلاد حسب التقويم الغربي.

وكانت المدينة قد اكتست حلة جديدة، وسط ابتهاج مواطنيها وزوارها من مختلف الطوائف الدينية، إيذانا باحتفالات أعياد الميلاد، التي تشكل مناسبة للمزيد من التقارب والتعايش الديني والوحدة.

وقد شق موكب البطريرك فؤاد طوال، بطريرك اللاتين، طريقه بصعوبة وسط المحتشدين في ساحة كنيسة المهد، قادما من مدينة القدس عبر حاجز الـ "300" العسكري، الواقع إلى الشمال من بيت لحم.

وكان في استقبال غبطته على بلاط الكنيسة، محافظ بيت لحم، الوزير عبد الفتاح حمايل، ووزيرة السياحة والآثار، الدكتورة خلود دعيبس، ووزير الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، والدكتور فيكتور بطارسة، رئيس بلدية بيت لحم، ورؤساء الأجهزة الامنية، ورؤساء البلديات والقادة الكشفيين، ورجال الدين المسيحيين، إلى جانب حشد كبير من المواطنين والسياح الأجانب الذين قدموا من مختلف أنحاء المعمورة للمشاركة في هذه المناسبة.

وقال البطريرك طوال للصحفيين عند المدخل الشمالي للمدينة مهد السيد المسيح: "المدينة (بيت لحم) اليوم بدها تفرح رغم كل الجدران"، وذلك في إشارة إلى جدار الفصل العنصر الذي يحيط بالضفة الغربية.

ودخلت مئات عناصر الكشافة من مختلف الطوائف المسيحية وهم يعزفون ألحانا متعددة، وسط الآلاف من المسيحيين والمسلمين الذين اصطفوا على جنبات ساحة كنيسة المهد، والتي يقع بجوارها مسجد عمر بن الخطاب، وذلك لمشاهدة العروض الكشفية ورؤية دخول موكب البطريرك.

السلام

وتمنى البطريرك طوال أن يحل السلام في العالم وفلسطين، وقال: "نطلب من طفل بيت لحم أن يعطينا السلام الذي نسعى إليه.. السلام في كل بلاد الشرق الأوسط، وسلام في الأرض المقدسة بنوع خاص، سلام في القلوب والعائلة، ويعطي شبابنا ما يبحث عنه من كرامة وعمل وديمقراطية."

وتعلو شجرة عيد الميلاد وسط ساحة كنيسة المهد التي تزينت بالأضواء إيذانا ببدأ الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، وقال فيكتور بطارسة، رئيس بلدية بيت لحم، وفقا لرويترز، خلال انتظاره وصول موكب البطريرك: "هذه هي مدينة بيت لحم، هي أهم مدينة لاحتفالات عيد الميلاد، ولكن نحن نقول إن عيد الميلاد مميز لأننا نحتفل بعيد ميلاد الأمل... الأمل للشعب الفلسطيني أن يحصل على حقه في الحياة على هذه الأرض المقدسة، حقه بإنشاء دولته الديمقراطية الحرة على أرض فلسطين."

وأضاف: "هذا هو أملنا ونحتفل بهذا الامل لعل وعسى رؤساء ما يدعون العالم الحر ان يعطوا الشعب الفلسطيني حقه في أرضه وإنشاء دولته الفلسطينية."

"سجن كبير"

ويرى بطارسة أن الجدار حول مدينة بيت لحم إلى "سجن كبير"، وقال: " بيت لحم محاطة بهذا الجدار العنصري، وهناك 22 مستوطنة اسرائيلية على أراضي بيت لحم، مما جعل بيت لحم سجنا كبيرا لأهاليها، ومما يعيق الحجيج والسياحة إلى هذه المدينة"، وأضاف: "الحضور جيد وجدا، ونأمل من هنا حتى ساعات المساء أن يزداد الحضور إلى هذه المدينة."

وقال مدير معهد إدوارد سعيد للموسيقى في بيت لحم، خليل الياس، إن "التعاون والتآلف بين الطوائف بكاملها موجود منذ القدم، ولا فرق بين طائفة غربية أو شرقية، فالجميع يشارك بهذه الاحتفالات سواء كان من الطائفة الغربية أو الشرقية"، مشيرا إلى أن الاحتفالات هذا العام اقتصرت على الطقوس الدينية، نظرا لضيق الحال والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون جراء الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل حول المدينة، والذي يسلبهم أرضهم وحياتهم."

40 – 50 ألفا سيشاركون في الاحتفالات

وتوقعت وزيرة السياحة الفلسطينية، خلود دعيبس، أن يصل عدد المشاركين في احتفالات عيد الميلاد يوم السبت، ما بين أربعين وخمسين ألف زائر منتصف الليل.

وقالت دعيبس خلال تواجدها في ساحة كنيسة المهد: "فلسطين تحتفل بالأمل والصمود، وتبعث برسالة إلى الجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن ينهي الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني."

وأضافت: "احتفالات أعياد الميلاد هي احتفالات دينية ووطنية وعالمية، لا تقتصر على بيت لحم، يشاركنا فيها أناس من كل أنحاء العالم."

هذا وتسنى لأكثر من خمسمائة من مسيحيي قطاع غزة، المشاركة في احتفالات أعياد الميلاد بعد حصولهم على تصاريح اسرائيلية لمغادرة قطاع غزة باتجاه الضفة الغربية.

يذكر أن البطريرك فؤاد طوال، سيرأس عند منتصف هذه الليلة قداس منتصف الليل، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء سلام فياض، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، ورئيس وزراء سانت فنسينت.

وتتجاوز كلفة الأعياد لهذا العام مبلغ مائة ألف دولار، وهي عبارة عن تبرعات حكومية وأهلية في ظل الأزمة المالية التي تعانيها بلدية المدينة.

في هذه الأثناء، استغل شبان فلسطينيون المناسبة من أجل الترويج لدعوات مقاطعة البضائع الاسرائيلية، والتنديد بالاستيطان وبناء جدار الفصل في عمق الضفة الغربية.

وعمد هؤلاء إلى توزيع كتيبات صغيرة على السياح الوافدين إلى بيت لحم، يدعون فيها إلى مقاطعة بضائع إسرائيل حتى تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتقدم شرحا عن حجم مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني الاسرائيلي.

التعليقات