27/12/2011 - 08:28

مشعل: المصالحة قدرنا وخيارنا وعلينا أن نتحمل حتى نصل

"أصعب شيء في الحياة دائما هو أن تأخذ موقفا متوازنا يراعي الواقع. لدينا وفاء لهذا النظام الذي دعمنا دعما بلا حدود وفي نفس الوقت لدينا وفاء للشعب السوري الشعب الذي احتضننا"

مشعل: المصالحة قدرنا وخيارنا وعلينا أن نتحمل حتى نصل
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن الظروف الداخلية والإقليمية فرضت على الفلسطينيين انطلاق المصالحة، حيث بات الانقسام الفلسطيني عبئا على الجميع.
وأكد مشعل في برنامج "لقاء اليوم" أن "المصالحة قدرنا وخيارنا وعلينا أن نتحمل حتى نصل".
 
وأقر بأن الفلسطينيين أصيبوا بفتور جراء بطء تنفيذ المراحل المتوقعة من المصالحة، كما أقر بأن الأجواء بين أطراف المصالحة منذ مايو/أيار الماضي لم تكن مناسبة من حيث النضج النفسي لكن منذ أيلول/ سبتمبر الماضي أصبحت أفضل.
 
وقال مشعل إن نوعا من الكيمياء والتفاهم نشأ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث جرى بينهما لقاء أول في نوفمبر/تشرين الثاني وآخر ديسمبر/كانون الأول تفاهما فيه على ملفات عديدة.
 
ولفت إلى أن ظروفا مختلفة توافرت للمصالحة، منها انسداد الأفق السياسي والانحياز الأميركي، وانشغال العرب بربيعهم ما يفرض ترتيب البيت الداخلي، علاوة على أن الانقسام بات عبئا على الجميع ولا بد من التصالح والوحدة.
 
وفيما يتعلق بإنشاء إطار قيادي مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية تمثل حماس فيه، اعتبر مشعل أن يوم 22 ديسمبر/كانون الأول هو تاريخ الولادة الثالثة للمنظمة، متمنيا أن تكون ولادة حقيقية.
 
واعتبر أن دخول حماس في المنظمة التي لها تراث سياسي مغاير لا يدعو للاستغراب، مشيرا إلى أن لكل برامجه، وأنه جرى في مراحل عديدة الاتفاق على قضايا كثيرة وبرامج مشتركة.
 
وأكد مشعل أن قراري المصالحة والمقاومة الشعبية حظيا بإجماع الحركة، فميزة حماس أن قراراتها تصدر عن المؤسسة وليس عن فرد، والشورى الوعاء الأوسع والمكتب السياسي هو الوعاء الأضيق الذي يمارس دوره اليومي.
 
وأوضح أن الانتفاضة الأولى كانت مقاومة شعبية، لكن تطور الأحداث جعلها تتحول من حجر إلى مولوتوف ثم إلى عمليات استشهادية. أما في زمن الربيع العربي فأصبحت الشعوب مثل حركة الماء تتحول لتسونامي.
 
وأكد أن حماس تريد أن تمارس المقاومة الشعبية، لكنها تبقي كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب وهو ينوع عمله حسب المرحلة.
 
وفيما يتعلق بتأخر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، قال مشعل إن الحديث جرى عن أسماء شخصيات تكنوقراط وعن تشكيلة الحكومة في لقائه مع عباس، لكن تم الاتفاق على أن الأمر يحتاج لـ"طبخ على نار هادئة، وارتأينا تأجيلها حتى شهر يناير/كانون الثاني المقبل".
 
واعتبر أنه لا حرج من تأجيل تشكيل الحكومة، فالمصالحة نفسها تأجلت لسنوات، وأكد أنه مطمئن أن ذلك ليس نابعا من نوايا سيئة، فالجميع يريد المصالحة.
وبشأن القضية السورية, قال مشعل إن موقف حركة حماس متوازن ويراعي الواقع.
 
وأضاف أن حماس كانت تتمنى حل الأزمة عبر استيعاب تطلعات الشعب من خلال حل سياسي يقدم الإصلاح والحرية، مع بقاء سوريا بسياستها الخارجية المميزة والداعمة للمقاومة، مع رفضنا للعنف الداخلي والاستقواء بالخارج، لكننا لا نتدخل بسياسة النظام، فـ"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
 
وأكد أن "أصعب شيء في الحياة دائما هو أن تأخذ موقفا متوازنا يراعي الواقع. لدينا وفاء لهذا النظام الذي دعمنا دعما بلا حدود وفي نفس الوقت لدينا وفاء للشعب السوري الشعب الذي احتضننا".
 
ونفى مشعل ما تردد عن مغادرة قيادة حماس من العاصمة السورية دمشق، لكنه أشار إلى أن هناك عددا من كوادر الحركة غادروا إلى غزة والأردن لظروف تتعلق بدراسة أبنائهم، وكذلك بطبيعة العمل التي تتطلب التواجد خارج سوريا.
 
وعما يقال عن أن حماس استفادت من صعود التيار الإسلامي في الربيع العربي، قال مشعل إن التيار الإسلامي هو تيار أصيل، لكن إذا كانت حماس ستحسب عليه وحده فـ"إنا إذن قد ضيقنا واسعا"، معتبرا أن "هذه النهضة العربية العظيمة وتمتين الجبهة الداخلية مكسب لشعوبنا ومكسب لفلسطين".

التعليقات