14/10/2013 - 14:54

التحقيق في ظروف وفاة عرفات: نتائج غير قاطعة وتؤكد التعرض لمادة البولونيوم المسمة

"عدد من العينات، بما في ذلك سوائل من جسد عرفات، عثر فيها على كمية كبيرة وغير مبررة من البولونيوم، وأن هذه النتائج من شأنها أن تدعم فرضية حصول عملية تسمم"..

التحقيق في ظروف وفاة عرفات: نتائج غير قاطعة وتؤكد التعرض لمادة البولونيوم المسمة

في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الاثنين، قالت إنه بعد 9 سنوات من وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وبعد أكثر من سنة من نشر تقرير "الجزيرة" الذي أكد على أن الوفاة ناجمة عن التسمم بمادة مشعة فتاكة (بولونيوم 210)، فإن ظروف الوفاة لا تزال غامضة. بحسب الصحيفة.

وأضافت أنه منذ شباط/ فبراير من العام الماضي فإن ثلاثة طواقم مختصة بالتسمم من سويسرا لا تزال تبحث في ظروف الوفاة، وأن هناك صعوبة في التوصل إلى نتيجة قاطعة.

وبحسب الصحيفة فإن الطواقم لم تبلور بعد النتائج التي توصلت إليها بشكل نهائي، كما لم يحدد بعد أي موعد نهائي لنشر النتائج. وأشارت في هذا السياق إلى أن مقالة نشرة في المجلة البريطانية "The Lancet"، وموقعة باسم 8 أخصائيين يحققون في وفاة عرفات، تصف جزءا من الفحوصات التي أجريت بناء على طلب سهى عرفات، والتي صادقت في شباط/ فبراير الماضي للطاقم على الاطلاع على الملف الطبي والأغراض الشخصية للرئيس الراحل من أجل إثبات إدعاءاته بأن الوفاة ناجمة عن التسمم.

وكتب المختصون أن سهى عرفات وافقت على فتح الملف الطبي والأغراض الشخصية للرئيس الراحل، وأن فحوصات الـ"DNA" أكدت بأن الحديث عن أغراضه فعلا. وبحسبهم فإن فحص السموم التي تم العثور عليها في شعره لم تكن ذات أهمية، ولم تقدم شيئا في التحقيق، كما أن الفحوصات التي أجريت على جزء من أغراضه لم تؤكد حصول عملية التسمم.

وأضاف المختصون أن من أجل فحص احتمال حصول تسمم بمادة "بولونيوم 210" عن طريق الشرب أو تناول طعام فإن الفحص يتركز على البقع التي ظلت على ملابسه الشخصية مثل الثياب الداخلية، وفرشاة الأسنان وقبعة المستشفى وأغراض أخرى. وأشاروا إلى أنه في إطار هذا الفحص أخذت عينات من 75 قطعة من أغراضه الشخصية.

وكتبت "هآرتس" أن النتائج التي توصل إليها المختصون ليست قاطعة، وأن المقالة التي نشرت تعتبر تخليصا غير نهائي للفحص.

في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أنه جاء في المقالة أيضا أن عددا من العينات، بما في ذلك سوائل من جسد عرفات، عثر فيها على كمية كبيرة وغير مبررة من البولونيوم، وأن هذه النتائج من شأنها أن تدعم فرضية حصول عملية تسمم.

وبحسب المختصين فإنه بحسب ما يسمى بـ"النماذج البيو – حركية" فإن قياس فعالية اليورانيوم الذي عثر عليها يناسب "وجبة فتاكة أعطيت في العام 2044 عن طريق البلع أو الشرب".

كما قال المختصون إن الوضع الصحي لعرفات لدى تسريره في المستشفى لا ينفي إمكانية حصول التسمم بواسطة البولونيوم، وأنه رغم تساقط شعر الرئيس المتوقع كنتيجة لتعرضه لأشعة خارج العلاجات، فمن الممكن أن يكون نابعا من أشعة أدخلت إلى جسده.

وأضاف المحققون في المقال أنه في حالة العلاج بالأشعة فإن الأعراض المرافقة تكون الغثيان والتقيؤ والإرهاق وآلام في البطن وتساقط الشعر. وأن التسمم قد يحصل أيضا في العظام وإلى حد كبير في الكليتين والكبد. وفي حالة الرئيس الراحل فقد تبين أن عدد الخلايا قليل في العظام، وأن ذلك قد يفسر على أنه نتيجة التسمم بالبولونيوم الذي لا يبقي أثرا في الجسم نفسه.
 

التعليقات