26/05/2014 - 21:30

زيارة البابا للديار المقدسة: توازن نقائض

سجال دار بين البابا ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، بشأن اللغة التي كان يتحدث بها السيد المسيح قبل ألفي عام.

زيارة البابا للديار المقدسة: توازن نقائض

الأكثر مجازاً سياسيًا في زيارة البابا  ذاك السجال بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن اللغة التي كان يتحدث بها السيد المسيح قبل ألفي عام. إذ قال نتنياهو للبابا في اجتماع في القدس عن وجود صلة قوية بين اليهودية والمسيحية: "المسيح كان هنا.. على هذه الأرض. كان يتحدث العبرية". لكن البابا قاطعه قائلا "بل الآرامية". فرد نتنياهو بالقول "كان يتحدث الآرامية لكنه كان على دراية بالعبرية". وقال أستاذ اللغويات الإسرائيلي جلعاد زوكرمان: إن البابا على حق.


اختتم قداسة البابا، فرنسيس الأول، اليوم زيارته للديار المقدسة التي استمرت ثلاثة أيام حافلة باللقاءات، ومثل يومها الأخير، في القدس، نقطة الذروة حيث حملت اللقاءات الكثير  التناقضات التي حاول البابا موازنتها.

تعامل البابا خلال يومين مع كم هائل من التناقضات في هذه الديار المحتلة واستمع لروايات متضاربة، وحاول التعامل معها بحيادية وخلق توازن بينها.

بدأت زيارة البابا وتواصلت كسلسلة تناقضات وتوازنات، فقد أصر أن يصل إلى بيت لحم من عمان، لا من مطار بن غوروين (اللد)، لكن طريق عوته كانت عن طريق مطار اللد. زار الأقصى واجتمع مع المفتي، ثم التقى بعد ذلك بكبير حاخامات إسرائيل. قابل أبناء اللاجئين الفلسطينيين يوم أمس واستمع لآلامهم، وفي اليوم التالي وضع أكليلا من الزهور على قبر منظر الصهيونية بنيامين زئيف هرتسل الذي كان مشروعه أداة تهجير الشعب الفلسطيني وخلق قضية اللاجئين. التقى يوم أمس برئيس السلطة الفلسطينية، والتقى اليوم بالرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء .

غضب الإسرائيليون من خطوة البابا غير المدرجة في برنامجه والتي تمثلت بترجله من مركبته في طريقه إلى كنيسة المهد والتوجه لجدار الفصل العنصري وأداء الصلاة، لم يعرف أحد ماذا قال البابا حينما كان قرب الجدار الذي حول حياة الفلسطينيين إلى جحيم، لكن الإسرائيليين اعتبروا الخطوة إدانة للجدار، فجهد رئيس الوزراء الإسرائيلي في إقناع البابا بأن هدف الجدار هو «مكافحة الإرهاب»، ثم طالبه بتعويض على تلك الخطوة تمثلت بزيارة النصب التذكاري لما تسميه إسرائيل «ضحايا العمليات الإرهابية».

 كيف أثرت زيارة البابا على نظرته للصراع التاريخي، وهل وصله صوت أبناء اللاجئين والشهداء والأسرى، هل وصله صوت القدس وبيت لحم وإقرث؟ أم صوت نتنياهو وشمعون بيرس؟ كل ذلك سيتضح مستقبلا من خلال تعاطي الفاتيكان مع القضايا الحارقة في هذا الجزء الصغير من العالم.

وقد يكون أكثر تجسيداً لعنف الاحتلال ليس الجدار بل السجال الذي دار البابا ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن اللغة التي كان يتحدث بها السيد المسيح قبل ألفي عام. إذ قال نتنياهو للبابا في اجتماع في القدس عن وجود صلة قوية بين اليهودية والمسيحية "المسيح كان هنا.. على هذه الأرض. كان يتحدث العبرية". لكن البابا قاطع نتنياهو قائلا "بل الآرامية". فرد نتنياهو بالقول "كان يتحدث الآرامية لكنه كان على دراية بالعبرية". وقال أستاذ اللغويات الإسرائيلي جلعاد زوكرمان لوكالة رويترز: إن البابا على حق.

غادر البابا بعدما سمع آلام أهل الديار المقدسة وكأن لسان حاله يقول "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"،  لتتجه الأنظار إلى زيارة البطريرك الماروني (اللبناني) بشارة الراعي للديار المقدسة.

التعليقات