22/07/2014 - 07:14

إسرائيل تلمح لاستعدادها للتهدئة وحماس مصممة على رفع الحصار ومصر تتمسك بمبادرتها

يعلون: إسرائيل تطالب بانتشار قوات تابعة للسلطة الفلسطينية في المعابر الحدودية خاصة معبر رفح، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

إسرائيل تلمح لاستعدادها للتهدئة وحماس مصممة على رفع الحصار ومصر تتمسك بمبادرتها

 نقلت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس عن مسؤولين سياسيين قولهم إن مهمة تدمير الأنفاق الهجومية شارفت على نهايتها، وهو الهدف الذي حددته إسرائيل للحملة البرية، وتلمح  بذلك إلى استعدادها للخوض في اتفاق وقف إطلاق نار وتهيئ الرأي العام الإسرائيلية إلى هذا الاتجاه.

ونقل موقع "واينت" العبري عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن «مهمة تدمير الانفاق شارفت على نهايتها ». فيما يتوقع وصول وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى تل أبيب، للبدء في محادثات لوقف إطلاق النار.

تراجع إسرائيلي

وفي تلميح آخر لنية إسرائيل التوجه لوقف إطلاق النار قال وزير الأمن، موشي يعلون، خلال مداولات في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن إسرائيل تطالب  بانتشار قوات تابعة للسلطة الفلسطينية في المعابر الحدودية  خاصة معبر رفح، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن عضوي كنيست شاركا في الجلسة أن يعلون أضاف قائلا إن المصريين من يطلبون عودة القوات التابعة لعباس لمعبر رفح، وإسرائيل تدعم هذا الموقف.  واضاف يعلون إن «إسرائيل لن تعترف بحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، لكن ترتيبات خاصة كالسيطرة على المعابر هذ أمر يمكننا قبوله. صحيح أن عباس سيسيطر على المعابر لكنه لن يسيطر على قطاع غزة».

واضاف يعلون: إسرائيل لن تستغل الحرب لتنصيب عباس ملكا في غزة أو لتقويض سلطة حماس، لكن «ابو مازن يكسب في هذه الحالة كتحصيل حاصل».  وأشار يعلون إلى أن إسرائيل «منفتحة إزاء اقتراحات مختلفة لحل مشكلة تحويل الرواتب لموظفي الحكومة». مضيفا: "حسب تقديرات "أمان" الرواتب هي أحد الأسباب التي دفعت "حماس" لتصعيد المواجهة مع إسرائيل من أجل صد الانتقادات الداخلية".

المقاومة تصر على كسر الحصار

 وفيما تصر مصر على التمسك بمبادرتها، تصر فصائل المقاومة الفلسطينية على عدم العودة إلى الواقع والظروف التي سبقت الحرب، مؤكدة على لسان أكثر من مسؤول فلسطيني بأن غزة عازمة على إنهاء الحصار. فيما اعترفت الولايات المتحدة مع وصول وزير خارجيتها جون كيري إلى القاهرة، مساء، أمس، من أجل الدفع باتفاق وقف إطلاق نار، بأن المهمة شاقة وتبدو أكثر صعوبة من الجهود التي بذلت للتوصل غلى اتفاق تهدئة بعد حرب عام 2012.

كيري: مهمة صعبة

 وبدأ كيري  مساء أمس مسعى دبلوماسيا من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة افلسطينية. وقال وهو يقف الي جوار الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون قبيل محادثاتهم "نحن قلقون بشدة بشان عواقب مسعى اسرائيل المناسب والشرعي للدفاع عن نفسها" حسبما نقلت وكالة "رويترز" عن صحفي أمريكي حضر الجلسة. واضاف قائلا "لا يمكن لأي دولة ان تقف موقف المتفرج بينما تهاجمها الصواريخ."

وقال كيري "لكن دائما -في أي نوع من الصراع هناك قلق بشان المدنيين،  بشأن الاطفال و النساء" معلنا ان الولايات المتحدة ستقدم مساعدات انسانية قيمتها 47 مليون دولار لمساعدة سكان غزة.

ويعتزم كيري البقاء في مصر حتى صباح الأربعاء فيما لم يتحدد بعد موعد لنهاية جولته التي قد تشمل أيضا اجراء محادثات مع مسؤولين من قطر التي لها علاقات وثيقة مع حماس وتستضيف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.

وأكد مسؤولون امريكيون كبار للصحفيين فور وصول كيري الى القاهرة مدى ضخامة التحدي المتمثل في إنهاء مواجهات بين الجانبين في ضوء أن الحكومة الحالية في مصر ليست لها علاقات قوية مع حماس مثلما كان الوضع خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الامريكية "هدفنا هو التوصل لوقف الاعمال القتالية بأسرع ما يمكن. الا اننا لا نتوقع ان يكون امرا يسيرا إنه موضوع معقد للغاية."

ومن بين هذه التعقيدات عدم وجود اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس لذا فان معظم الجهود ستجري من خلال وسطاء منهم مصر وقطر. وقال مسؤول امريكي "نعتقد ان جهود التوصل لوقف لاطلاق النار هذه المرة ستكون على نحو ما أكثر تعقيدا مما كان عليه الحال في 2012."

واضاف قائلا "المنطقة أكثر انقساما الآن مما كانت عليه من قبل" مشيرا الى "العلاقات المعقدة" لهذه الدول التي من المعتقد ان لديها قدرا من النفوذ على حماس.

وقال مسؤول مصري دون ان يذكر تفاصيل "مصر لا تعارض في اضافة بعض شروط حماس شريطة موافقة جميع الاطراف المعنية."

ومن بين شروط حماس رفع الحصار الاسرائيلي والمصري عن قطاع غزة والإفراج عن المعتقلين الفلسطينين الذين اعتقلتهم اسرائيل الشهر الماضي انتقاما لاختطاف ثلاثة مستوطنين قرب الخليل.

مصر متمسكة بمبادرتها

الا ان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال إن مصر لا تعتزم تعديل مبادرة وقف إطلاق النار مشيرا الى أن القاهرة تكفل فتح المعابر الحدودية بين مصر واسرائيل.

وقال في مؤتمر صحفي مع بان "المبادرة المصرية توفر فتح المعابر، المبادرة فيها نص صريح وواضح أنه بعد تنفيذ وقف إطلاق النار.. البند الثالث يؤدي للفتح التلقائي للمعابر عندما يتم استتباب الأمن."

ومن المتوقع ان يلتقي بان مع عدد من كبار المسؤولين المصريين بشأن الازمة في غزة في اطار جولته الحالية بمنطقة الشرق الاوسط.

وقال بان "اذا كنت تريد حقا مناقشة جميع هذه الشروط فسيستغرق الامر وقتا طويلا... اطالب بان يتوقف كل من الجانبين عن العنف دون أي شروط."

واوضح مسؤولون امريكيون انهم يأملون في وقف سريع لاطلاق النار قائلين انهم سيتطرقون بعد ذلك الي القضايا الاساسية للصراع بين حماس و اسرائيل.

وقال كيري أثناء لقائه بان "أي وقف لاطلاق النار -مؤقتا او طويلا- لن يحل أي شيء بدون معالجة تلك القضايا في مرحلة ما وذلك ما يجب ان نفعله."

 

التعليقات