بعد مرور عام ونصف من العمل الشبابيّ المثابر والدؤوب، قطف المزارعون الشباب يوم أمس، الجمعة، ثمار تعب دام واستمر لأكثر من عام ونصف، والقطف هنا يحمل معناه الرمزيّ والفعليّ معاً، فقطف الشباب المؤسسين يوم أمس ثمار الفطر الأولى التي نبتت في مزرعة الفطر 'أمورو'، وهي مشروع فلسطيني مستقل أخذ من مدينة أريحا مركزاً له، يهدف إلى طرح البديل عن الفطر الإسرائيلي الموجود في الأسواق.
وقال أحد مؤسسي المشروع، محمود كحيل، لـ'عرب 48' إن 'الفكرة انطلقت من حاجة السوق الفلسطيني للفطر المنتج وطنياً، وحاولنا التركيز على فكرة المنتج الوطني، الفطر موجود في السوق الفلسطيني، ولكن للأسف جميعه إسرائيلي معلّب غير طازج'.
وتابع: 'الفطر بالنسبة للقطاع الزراعي في فلسطين يعد منتوجاً جديداً، وكانت محاولة واحدة من قبل لزراعة الفطر في بيت أمّر إلّا أنها لم تنجح، وكان المنتوج يذهب مباشرة للإسرائيلي'.
وعن مسيرة 'أمورو'، قال كحيل إن 'الفكرة بدأت منذ عام ونصف تقريباً عندما سجّلنا الشركة في غرفة التجارة والجهات المعنية، وباشرنا بعدها بالبحث عن قطعة أرض في مدينة أريحا، وبعد استئجار قطعة الأرض بنينا المخازن وزرعنا نسبة 5% من قدرتنا الإنتاجية ليتم قطفها الآن، أمّا التراب والبذور فهي مستوردة من هولندا'.
ولا تخلو الفكرة من الرؤية، ولا تقتصر على الفطر، فقال كحيل، إن 'الطموح هو أن نستطيع تغطية السوق الفلسطيني بالمنتجات التي يفتقدها القطاع الزراعي، كالكزبرة التي نشتريها بأكياس من إسرائيل، وأعشاب طبيعية وطبية، وذلك انطلاقا من الهدف الأساسي وهو إمداد السوق الفلسطيني والقطاع الزراعي بالمنتجات الجديدة من خلال الزراعة الصناعية'.
وعن أول زراعة قال كحيل، إن 'ما قطفناه الآن هو 5% من قدرتنا الإنتاجية، كاختبار للظروف المناخية والزراعية التي نوفّرها للفطر، وابتداء من 15/01/2015 سيكون باستطاعتنا إمداد السوق الفلسطيني بشكل مستمر بلا انقطاع'.
ولا تقتصر الفكرة على الزراعة والانتاج، فالمحور الاقتصادي حاضر وبقوة، وأضاف كحيل: 'للمشروع أيضا أبعاده الاقتصادية التي تتمثل في خلق فرص عمل وتحسين للواقع الاقتصادي من الجانب الآخر'.
يشار إلى أن شركة 'أمورو الزراعية' انطلقت بمبادرة أربعة شبان فلسطينيين يطمحون إلى بناء صناعة زراعية فلسطيني، وهم: الطيب عقل ووديع نصّار وسمير خريشة ومحمود كحيل.
التعليقات