16/06/2016 - 14:19

"الشريف كان على قيد الحياة لحظة إطلاق النار عليه"

طبيبة إسرائيلية في المحكمة: لو تلقى الشريف العلاج الطبي أو حتى من دون تلقيه العلاج، كان من الممكن أن يبقى على قيد الحياة...

"الشريف كان على قيد الحياة لحظة إطلاق النار عليه"

إعدام مع سبق إصرار: أكدت طبيبة إسرائيلية من معهد التشريح القضائي في أبو كبير، اليوم الخميس، أن الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، الذي أعدمه جندي إسرائيلي في مدينة الخليل في آذار/ مارس الماضي، كان على قيد الحياة عندما قام الجندي إليئور أزاريا إطلاق النار على رأسه من مسافة أمتار معدودة. وهو ما أكدته أيضًا شهادة الضابط المسؤول عن الجندي القاتل، الذي قال إن الجندي كان على علم بأن الشريف حيًا.

وقال الضابط المسؤول عن الجندي القاتل في المحكمة اليوم إن الجندي قال له بعد إعدام الشريف إن 'المخرب كان حيًا، يجب أن يموت'، وذلك بعدما سأله من أمره بإطلاق النار على الشريف بعد إصابته والسيطرة عليه، ما يؤكد أن الجندي نفذ عملية الإعدام عن سبق إصرار.

 وحاول الضابط توم نعمان تبرئه نفسه من الجريمة وعدم تحمل مسؤولية جريمة جنديه، من خلال الزعم بأنه لم يشهد لحظة إطلاق النار على الشريف، أنه لم يشعر بأن الشريف شكل خطرًا عليه، وأنه أمر الجندي لاحقًا بالوقف جانبًا وعدم التحرك من المكان.

وأوضحت الطبيبة المختصة بالتشريح، هداس غيبيس، خلال محاكمة الجندي القاتل في المحكمة العسكرية في يافا، اليوم، إن 'النزيف في الدماغ يؤشر إلى أن المرحوم كان على قيد الحياة عندما أصابته رصاصة برأسه، لأن الدم كان يصل إلى هذه المنطقة'.

وبحسب تقرير عملية التشريح الذي قدمته غيبيس للمحكمة، فإن سبب وفاة الشهيد الشريف هو اختراق رصاصة للرأس والتسبب بضرر في الدماغ.

ونقل موقع 'يديعوت أحرونوت' عن غيبيس قولها في المحكمة رداً على سؤال عن استنتاجاتها من تقرير التشريح، بأن 'باقي الإصابات في جسد المرحوم لم تكن قاتلة بشكل فوري، ومع تلقيه العلاج الطبي المناسب كان سيبقى على قيد الحياة، حتى من دون تلقيه العلاج الطبي كان من الممكن أن يبقى على قيد الحياة'.

ورفضت غيبيس الجزم بأن الشهيد الشريف كان في حالة 'موت دماغي' قبل إطلاق الجندي القاتل الرصاص نحو رأسه، إذ زعم محامي الجندي أن الشهيد كان في حالة 'موت دماغي' وأن حركة يده التي قام بها قبل إطلاق النار عليه بلحظات هي حركات لاإرادية تسبق حالة 'الموت السريري'، وهو ما رفضت الطبيبة المختصة تأكيده وقالت إنها لم تطلع على مثل هذا الادعاء من قبل، وقالت إن الإجابة ليست من اختصاصها وإنما من اختصاص أطباء متخصصين بالأعصاب.

يذكر أن طاقم الدفاع عن الجندي القاتل حاول في السابق الادعاء بأن الشهيد الشريف حرك يده باتجاه السكين التي كانت ملقاة على مقربة منه قبل إعدامه، لكن شريط الفيديو الذي وثق الجريمة دحض ذلك، وعلى ما يبدو قرر المحامون اختلاق رواية أخرى وهي أن الشهيد كان في حالة 'موت دماغي' لحظة إطلاق النار عليه.

وفي الأسبوع الماضي، أكد خبير تشخيص جنائي أمام المحكمة العسكرية أنه لم تُجر عملية مونتاج، أي تدخل تقني، في الشريط المصور الذي يوثق إعدام الشريف 

وفي رده على سؤال القاضي العسكري كرمل وهبي، شدد خبير التشخيص الجنائي، رون غور إل، أن 'أي تدخل في الشريط المصور يترك أثرا. وأحيانا يكون ضئيلا وأحيانا يكون واضحا جدا. وهنا، في جميع المواد، مع التشديد على شريحة ذاكرته، أوليت أهمية قصوى للمادة الأصلية، ولم أجد أي إشارة تدل على أنه جرى التدخل في المضمون. ولو كان هناك تدخل تقني لرأيت ذلك'.

وكان أحد المزاعم التي تم طرحها في أعقاب الكشف عن جريمة إعدام الجندي أنه تم إجراء عملية مونتاج للشريط المصور.

وأكد غور إل على أن السكين التي جرى الادعاء بأن الشهيد الشريف استخدمها لتنفيذ عملية طعن، تحركت عدة مرات. وكان شريط مصور وثق قيام مستوطنين بتقريب السكين من جثة الشريف.

وأدلى المتطوع في منظمة 'بتسيلم' والذي وثق بشريط مصور إعدام الشريف، بسام أبو شمسية، بشهادة أمام المحكمة العسكرية. وكان محامي أزاريا قد زعم أن شمسية لم يتواجد صدفة في موقع عملية الإعدام، وأن أزاريا وضابطا كانا قد اعتقلا نجل أبو شمسية في بداية شباط الماضي.

إلا أن شمسية أكد أمام المحكمة أن 'ابني اعتقل، لكني لا أعرف من اعتقله. وقد اتهموه بأمور وأخذوه إلى الشرطة وتم إطلاق سراحه. ولو كانت هناك شبهات ضد ابني لحاكموه'.

وحضر أبو شمسية إلى المحكمة اليوم تحت حراسة مشددة من جانب أفراد حرس الحدود، في أعقاب تهديدات عليه.

اقرأ/ي أيضًا| مصور إعدام الشريف يروي شهادته في المحكمة

ويذكر أن منظمة 'بتسيلم' أعلنت أمس أن زميل الشهيد الشريف في الحدث نفسه رمزي قصراوي قد استشهد في أعقاب إطلاق أحد جنود الاحتلال النار على رأسه بعد أن أصيب بجروح ولم يقو على الحراك. 

التعليقات