28/11/2018 - 12:03

عملية خان يونس: الوحدة الخاصة دخلت عدة مرات بمساعدة عملاء

مصدر أمني في المقاومة الفلسطينية يقول إنه تم كشف طريقة دخول الوحدة الإسرائيلية الخاصة إلى جنوبي قطاع غزة، وتواصلها مع غرفة العمليات المتابعة لها، والمهمات التي نفذتها في السابق، والأشخاص الذين قدموا لها المساعدة في داخل القطاع

عملية خان يونس: الوحدة الخاصة دخلت عدة مرات بمساعدة عملاء

المركبة التي استخدمتها الوحدة الخاصة بعد تدميرها (نشطاء)

قال مصدر أمني في استخبارات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إن التحقيقات في عملية خان يونس، التي حاولت تنفيذها وحدة إسرائيلية خاصة قبل نحو ثلاثة أسابيع، وأسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر، أشارت إلى أن عناصر الوحدة سبق وأن دخلوا قطاع غزة عدة مرات في السابق لتنفيذ مهمات في عشرات الأهداف بمساعدة عملاء محليين.

وأشار المصدر إلى أن المقاومة وقفت على 80% من تحركات الوحدة الإسرائيلية الخاصة، وأن استخباراتها أنجزت، بشكل شبه كامل، ملف هذه الوحدة الخاصة، بعد كشف طريقة دخولها إلى جنوبي قطاع غزة، وتواصلها مع غرفة العمليات المتابعة لها، والمهمات التي نفذتها في السابق، والأشخاص الذين قدموا لها المساعدة في داخل قطاع غزة.

وتبين أن عناصر الوحدة دخلوا قطاع غزة في مطلع العام الجاري لتركيب جهازَي تجسس، وكان في استقبالهم عميل وصلت إليه الأجهزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تديره السلطة الفلسطينية حاليا. ثم نقلهم العميل بسيارة تشبه سيارات المقاومة إلى منطقة يوجد أسفلها أحد مراكز الاتصالات السرية التابعة لشبكة الاتصالات الأرضية للمقاومة في منطقة الزوايدة. بحسب تصريحات مصدر أمني فلسطيني لصحيفة "الأخبار".

وفي وقت لاحق، عاد العناصر أنفسهم لتركيب أجهزة تجسس ومراقبة في منطقة حدودية شرق مدينة غزة، وتخفوا حينذاك بزيّ أفراد صيانة لإحدى شركات الاتصالات الفلسطينية، لكن المقاومة استطاعت تفكيك تلك الأجهزة.

أما عن التسلل الأخير، بحسب المصدر الأمني نفسه، فذكرت التحقيقات الحديثة أن العناصر الإسرائيليين دخلوا هذه المرة عبر حاجز بيت حانون (إيريز) الذي تديره السلطة حاليا، ببطاقات هوية مزورة تحمل أسماءً وأرقاما لهويات أشخاص حقيقيين داخل غزة، لكن مع تغيير صور أصحاب الهويات بصور أفراد الوحدة. وقرروا الدخول فرادى وفي أوقات مختلفة كي لا يثيروا الانتباه، ثم هُرِّبت معداتهم الفنية من خلال معبر كرم أبو سالم لمصلحة أحد العملاء، والأخير كان قد وفّر سيارتين للوحدة في وقت سابق.

ورغم إطلاق الجيش الإسرائيلي عشرات الصواريخ على سيارة الوحدة الخاصة والمعدات التي معها، فإن الكثير منها لم يتضرر، ما مكن المقاومة من الحصول عليه، والتوصل إلى معلومات في غاية الأهمية تتعلق بالنشاط الذي كانت تفعله أو ما كانت تنوي فعله. ومن تلك المقدرات جهاز الاتصال بين عناصر الوحدة وغرفة العمليات الخاصة بها.

وجاء أن المقاومة استطاعت الوصول إلى معلومات عن عملاء محليين ساعدوا عناصر الوحدة الإسرائيلية داخل القطاع، إضافة إلى حصول القوة الإسرائيلية على أموال لتسهيل مهماتها إلى جانب أموال كانت ستوزع على عدد من العملاء عبر "نقاط ميتة" داخل القطاع.

وأكد المصدر أن أمن المقاومة تمكن من التعرف إلى أكثر من 80% من تحركات الوحدة، وهو ما مكنهم من فحص عشرات الأهداف التي وصلتها الوحدة. ولعل أبرز عمل كانت تنوي القوة الخاصة تنفيذه، هو زرع أجهزة يمكنها التشويش على شبكة اتصالات المقاومة الداخلية خلال أي معركة، بما يعوق عمل المقاومين ويجعلهم يستخدمون وسائل اتصال تقليدية يسهل على العدو التجسس عليها وتحديد أماكن مستعمليها، وما يتبع ذلك من أضرار أمنية وميدانية في غياب الشبكة الخاصة.

كما جاء أن المقاومة تعرفت على أساليب خطيرة كانت تستخدمها الاستخبارات الإسرائيلية في اختراق القطاع، وأماكن حدودية استفادت منها القوات الخاصة للتسلل، ووضعت المقاومة يدها على أماكن أعدها الاحتلال لتكون مراكز دعم لوجستي للقوات عند نجاح تسللها.

وفي سياق ذي صلة، أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم أمس الثلاثاء، أنه يجري تحقيقا في عملية خان يونس. وأعلن رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، عن تعيين الجنرال نيتسان ألون في رئاسة طاقم لفحص "العمليات الخاصة"، تشمل عملية اتخاذ القرارات بهذا الشأن.

التعليقات