23/04/2019 - 17:58

"حماس" تعمل على تشكيل هيئة وطنية عليا لمواجهة "صفقة القرن"

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الثلاثاء، أنها تبذل جهودا لتشكيل هيئة عُليا مكوّنة من قوى فلسطينية وعربية وإسلامية، لمواجهة الخطة الأميركية للتسوية السياسية في فلسطين والشرق الأوسط المعروفة إعلامية باسم "صفقة القرن". 

(أ ب أ)

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الثلاثاء، أنها تبذل جهودا لتشكيل هيئة عُليا مكوّنة من قوى فلسطينية وعربية وإسلامية، لمواجهة الخطة الأميركية للتسوية السياسية في فلسطين والشرق الأوسط المعروفة إعلامية باسم "صفقة القرن". 

جاء ذلك على لسان عضو المكتب السياسي للحركة، صلاح البردويل، خلال مشاركته في ندوة بعنوان "آليات مجابهة صفقة القرن"، نظّمها المكتب الإعلامي الحكومي، بمدينة غزة. 

وبيّن أن حركته وضعت إستراتيجية جديدة لها بعنوان "مواجهة صفقة القرن"، مؤكدا أنها ستكون "بخطوات عملية لا تعتمد على تصريحات الرفض والاستنكار للصفقة". 

وذكر أن تلك الإستراتيجية تنبثق منها عدة أهداف أولها "تحقيق الوحدة الفلسطينية القائمة على الشراكة والثوابت".  وأما الهدف الثاني، بحسب البردويل، فهو "مواجهة التطبيع العربي مع إسرائيل". 

وقال في ذلك الصدد إن "هذه الآفة (التطبيع) التي تنخر في جسد الأمتين العربية والإسلامية، لا يجب أن نجامل فيها أحدًا، ولا يجب أن نظل على مسافة الرفض أو الاعتراض أو النصائح وغير ذلك، فلا بد أن نتلاحم لوقف تلك السياسة التي تستهدف بالأساس القضية الفلسطينية والمقدسات". 

ويتمثل الهدف الثالث لإستراتيجية "حماس"، وفق البردويل، بـ"تعزيز صمود الشعب الفلسطيني سواء من الداخل الفلسطيني كرفع الإجراءات التي فرضتها الحكومة السابقة على قطاع غزة، أو من دول وأطراف عربية وإسلامية". 

وبيّن أن الهدف الرابع يتمثل في بناء شراكات مع الدول العربية والإسلامية، التي تواجه تهديدا وجوديا من صفقة القرن. 

وقال القيادي في الحركة إن "بعض الدول متخوفة، تخوفا وجوديا من الصفقة، إذن لماذا لا نبني شراكة في المقاومة لمواجهة الصفقة؟ المخاطر مشتركة بيننا وبينها؟ (...) حسب ما رشح عن الصفقة، إنها تمس الأردن ولبنان من خلال مشاريع توطين الفلسطينيين والسيطرة على بعض الأراضي". 

وكانت صحيفة "هآرتس"، قد نشرت ما قالت إنها تسريبات حول بعض بنود "صفقة القرن"، تتضمن نقل "الوصاية على المقدسات"، من الأردن إلى دول أخرى مثل، السعودية والمغرب. 

ودعا البردويل الدول العربية المتضررة من "صفقة القرن" كالأردن ولبنان إلى "بناء شراكة لمقاومة ومواجهة الصفقة". 

وفي 15 نيسان/ أبريل الجاري، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الخطة، من المحتمل أن تُسقط ضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة. 

موقف "الجهاد الإسلامي" 

من جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، على ضرورة وجود " حضور قوي للقيادة العربية الشعبية والجماهيرية، للوقوف بوجه الصفقة كونها تستهدف الأمتين العربية والإسلامية". 

وقال المدلل، في ذات الندوة، إن "وحدة المشروع الوطني الفلسطيني باتت ضرورة لمواجهة الصفقة". 

وتابع "طالما أن غزة في حالة اشتباك مستمر مع العدو، لا بد أن تسير الضفة الغربية على خطاها، فالمقاومة مهمة من أجل مواجهة التحديات وإفشال المخططات". 

وطالب المدلل السلطة الفلسطينية بـ" ترجمة رفضها للصفقة على أرض الواقع من خلال سحب اعترافها بإسرائيل، ووقف العمل باتفاقية أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، والإجراءات العقابية المفروضة على قطاع غزة".

الجبهة الشعبية: التصدي للصفقة يكون أولا بالمصالحة وتوحيد الصف

بدوره، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إياد عوض الله، إن "المرحلة السياسية الراهنة، تستدعي خطوات مباشرة من القيادة الفلسطينية لمواجهة الصفقة". 

وأضاف عوض الله، في مداخلته خلال الندوة:" الخطوات يجب أن تكون بداية في إطار إنجاز المصالحة، وتوحيد الموقف الفلسطيني". 

ودعا الرئيس الفلسطيني إلى "عقد اجتماع لبحث كيفية مغادرة مربع الانقسام، ووضع أجندة واضحة لتطبيق اتفاق المصالحة". وطالب بفتح "الطريق لمقاومة شعبية أوسع في الضفة الغربية" لمواجهة المخططات الإسرائيلية". 

وقال مصدر مطلع إن مستشار الرئيس الأميركي، وصعره، جاريد كوشنر، حث مجموعة من السفراء على التحلي بـ"ذهن منفتح" تجاه مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنتظر لـ"السلام في الشرق الأوسط"، والذي يعرف بـ"صفقة القرن"، مضيفا أن المقترح سيتطلب تنازلات من الجانبين.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قبل أيام، أنّ خطة ترامب من المحتمل أن تسقط ضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة.

ونقلت الصحيفة، في تقرير، عن أشخاص مطلعين على العناصر الأساسية من الخطة، أنّ ترامب يعد فيها بـ"تحسينات عملية" لحياة الفلسطينيين، من دون مزيد من التفاصيل.

وأبقى المسؤولون تفاصيل الخطة "سرية"، لكن تعليقات من كوشنر ومسؤولين أميركيين آخرين، وفق الصحيفة، تشير إلى أنّ الخطة تلغي إقامة دولة فلسطينية كمقدمة لانطلاق جهود السلام، كما جرى التعارف عليه على مدى العقدين الماضيين.

 

التعليقات