02/05/2021 - 23:12

أهالي الشيخ جراح: لا صفقة مع المستوطنين... لن نرحل

أمهلت المحكمة العليا، اليوم، الأحد، أهالي حيّ الشيخ جرّاح حتى يوم الخميس المقبل للتوصّل إلى اتفاق مع المستوطنين حول منازلهم قبل إخلائها، لكنّ الجواب عند الأهالي محسوم: لن نرحل.

أهالي الشيخ جراح: لا صفقة مع المستوطنين... لن نرحل

"لن نرحل" على جدران الحيّ ("عرب ٤٨")

أمهلت المحكمة العليا، اليوم، الأحد، أهالي حيّ الشيخ جرّاح حتى يوم الخميس المقبل للتوصّل إلى اتفاق مع المستوطنين حول منازلهم قبل إخلائها، لكنّ الجواب عند الأهالي محسوم: لن نرحل.

وقال الناشط كرمل القاسم، أحد المهدّدين بالإخلاء، لـ"عرب ٤٨"، إنّ أهالي المنازل سيرفضون أي شيء يمسّ بوجودهم في المنازل والأراضي وحقّهم فيها. وتابع أن عرض المستوطنين هو تثبيت ملكيّتهم (أي المستوطنين) للأرض والمنازل، واعتبار الأهالي "مستأجرين محميّين".

وتابع "ليس بمقدورنا الاعتراف بشيء كهذا. هذه المنازل والأراضي ورثناها عن أجدادنا".

وقالت مصادر لـ"عرب ٤٨" إن عرض المستوطنين هو ألا يخرج الأهالي من منازلهم الآن، لكن بعد وفاة أصحابها فستنتقل ملكيّتها إلى المستوطنين، لا إلى الورثة.

وتصارع العائلات في الحيّ التهجير منذ العام 1972 في المحاكم، وهو ما اعتبره نبيل الكرد، وهو صاحب أحد المنازل، بأنّه "أطول محاكمة مرّت على البلاد.. واستمرت أكثر من 40 عاما".

ويوضح الكرد أن الحي تسكنه العائلات منذ العام 1956، "بعد أن تسلّمنا منازلنا من الحكومة الأردنية التي وعدت في حينه أن تسجّلها باسمنا، ولكن لغاية الآن لم تسجل البيوت، الأمر الذي أدى إلى ما نحن عليه اليوم".

وتابع الكرد أنّ "الإستراتيجية الإسرائيلية واضحة، لا تقتصر على حي الشيخ جراح، ولكنّ لهذا الحي موقعًا إستراتيجيًا مهمًّا، لأنه يربط بين شطريّ المدينة، ويشكّل بالنسبة لهم عائقا للمخطط الذي يطمحون إليه، تحت اسم ’الحوض المقدس’".

من الحيّ ("عرب ٤٨")
من الحيّ ("عرب ٤٨")

ويرى الكرد أنّ قضية الشيخ جراح ليست قضية قانونية، فـ"الهدف من هذه الخطوات والإجراءات يندرج تحت السياسة العامة للاحتلال الإسرائيلي، وهي تفريغ السكان العرب من كل أنحاء البلاد وخاصة مدينة القدس".

وختم الكرد أنّه "بهمة الفلسطينيين وأهالي الحي لن يستطيعوا تمرير مخططهم، يجب على السلطات الفلسطينية والأردنية التوجّه إلى المحكمة الجنائية الدولية، لأننا لا نعول على القضاء الإسرائيلي وندخل المحاكم هنا مرغمين بحكم واقع الاحتلال".

بينما قالت الناشطة منى الكرد لـ"عرب ٤٨" إنّ الاحتلال يحاول سلب الأراضي الفلسطينية العربية في القدس رويدًا رويدًا، "كي لا تفوح رائحة أعمالهم" على حد قولها.

وتابعت "لا نتأمل من المحكمة الإسرائيلية أي شيء، ونعتبرها محكمة احتلال تريد أن تفرغ هذه الأراضي من العرب الفلسطينيين. انحيازها لصالح الجمعيات اليهودية واضح".

وطالبت الكرد بأن تمرّر السلطات الأردنية كل الأوراق المهمة في هذه القضية لنا في الوقت العاجل، وأن تتّخذ موقفا سياسيا واضحا في هذه مع الاحتلال، ما يحصل في الشيخ جراح هو جريمة حرب يجب أن يُعاقب الاحتلال عليها".

واعتبرت قضيّة الشيخ جراح "قضيّةَ كل الفلسطينيين والعرب عامة، اليوم الشيخ جراح يواجه التهجير، غدا سيكون التهجير في حي آخر، والمؤازرة هي للقدس عامة لا تقتصر علينا".

وأضافت الكرد بأنّ تخوّفاتها تزداد يوما بعد يوم، "نحن نتعامل مع قضاء استعماري يريد أن يطهّرنا عرقيا، وضعنا النفسي مأزوم جدًا، تخيّلوا أنّك مهدد بكل لحظة أن تخلي بيتك الذي بنيتَ فيه كل ذكرياتك وأحلامك، ورأيت فيه طفولتك وشبابك، لكن يبقى الأمل في قلوبنا والصمود حليفنا، نحن أصحاب الحق".

التعليقات