15/04/2022 - 23:56

اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى: تمديد اعتقال 114 شخصا لمدة 48 ساعة

أُصيب 152 شخصا على الأقلّ، واعتُقِل 476 فلسطينيا خلال مواجهات اندلعت بين المصلين في المسجد الأقصى المبارك وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت المسجد اليوم الجمعة، بعد صلاة الفجر، في اقتحام استمرّ لساعات

اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى: تمديد اعتقال 114 شخصا لمدة 48 ساعة

أُصيب 152 شخصا على الأقلّ، واعتُقِل أكثر من 500 فلسطينيا خلال مواجهات اندلعت بين المصلين في المسجد الأقصى المبارك وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت المسجد اليوم الجمعة، بعد صلاة الفجر، في اقتحام استمرّ لساعات، فيما دعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية المحتلة "للتوجه لنقاط الاحتكاك والتماس إسنادا لأهلنا في القدس، وردا على انتهاكات الاحتلال بحق المصلين في المسجد الأقصى".

واقتحمت قوات الاحتلال، المسجد القبلي في ساحات المسجد الأقصى، واعتدت على المعتكفين فيه ونكّلت بهم، وشنّت حملة اعتقالات واسعة بين صفوفهم.

وقررت سلطات الاحتلال، مساء اليوم الجمعة، الإفراج عن غالبية المعتقلين والإبقاء على تمديد اعتقال 114 فلسطينيا من أصل 500 معتقل وأكثر، وفقًا لما قال المحامي خالد الزبارقة.

وبشكل استثنائي قررت النيابة العامة تمديد اعتقال الـ114 شخصا لمدة 48 ساعة لغاية يوم الأحد، بدلا من 24 ساعة.

وقال محامي هيئة الأسرى، كريم عجوة، إن "غالبية المفرج عنهم يتم توقيعهم على قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى".

وكانت قد قررت سلطات الاحتلال، في وقت مسبق عصر اليوم الجمعة، الإفراج عن جميع الأطفال المعتقلين (من هم دون 14 عامًا) من المسجد الأقصى. وسيجري نقلهم عند حاجز قلنديا الاحتلالي، وفق ما قال رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب.

وكان قد اقتحم العشرات من عناصر شرطة الاحتلال، المصلى القبلي، بعد أن أمطروا من في داخله بقنابل الغاز، واعتدت قوات الاحتلال على المرابطين بالضرب المبرح واعتقلت أكثر من 80 منهم.

وأفاد بيان صدر عن مجموعة محامين فلسطينيين، بأن 200 من بين المعتقلين، قد نُقِلوا للتحقيق إلى مركز التوقيف المعروف بـ"المسكوبية"، بالقدس المحتلة.

وطالب البيان ذاته، المحامين، بـ"التوجه إلى محطة الشرطة في المسكوبية، من أجل إعطاء استشارات للشبان الموقوفين".

وكانت قوات الاحتلال أعادت اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وأفرغت المسجد من المصلين وأغلقت جميع أبوابه. كما أغلقت قوات الاحتلال، كافة الأبواب المؤدية إلى المسجد الأقصى، عدا باب حطة. كما وضعت شرطة الاحتلال، المتاريس الحديدية عند مدخل باب العامود، وأغلقت كذلك شوارع في محيط البلدة القديمة، ومنعت دخول الشبان من باب العامود إلى البلدة القديمة. ولاحقا، أعادت قوات الاحتلال فتح أبواب المسجد أمام المصلين.

نقل المعتقلين بحافلات (Getty Images)

وأكّد مصلون أنهم مُنعوا من الدخول إلى المسجد من قِبل عناصر الاحتلال.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز على الشبان والنساء والمسنين، وردّ الفلسطينيون بإلقاء الحجارة والمفرقعات النارية تجاه قوات الاحتلال.

وحدّثت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني حصيلة عدد الإصابات المُحصاة، وقالت: "117 إصابة خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى". وبعد ذلك بوقت وجيز، أفادت "بارتفاع عدد المصابين خلال اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى إلى 152".

وأوضحت أن "الإصابات كانت بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والضرب".

وفي حين أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ، اعتقال أكثر من 300 شخص، وقالت في بيان إن "مئات من المشتبه بهم اعتُقلوا وتحصنوا داخل المسجد، وألحقوا أضرارا وألقوا الحجارة، وألقوا الألعاب النارية، وأثاروا أعمال شغب عنيفة لساعات طويلة"، ذكر مدير المسجد الأقصى المبارك، أن "400 معتقل فلسطيني (اعـتُقلوا) خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى".

خلال تنكيل عناصر الاحتلال بالمصلين المعتقلين

كما أفاد رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين، أمجد أبو عصب، بأنه تمّ اعتقال "قرابة 400 معتقل من داخل المسجد القبلي"، مشيرا إلى أنه "تمّ نقل المعتقلين إلى مركز شرطة ’متسودات أدوميم’ بالقرب من مستوطنة ’معاليه أدوميم’".

وصدر عن مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، بيان، قال فيه: "وصلنا 40 إصابة من الأقصى تم إدخال ثمانية منها إلى غرفة الإنعاش وإصابتين إلى العمليات".

وفي المقابل زعمت شرطة الاحتلال في بيان أن 3 عناصر شرطة أصيبوا جرّاء إلقاء الحجارة عليهم.

وأشار الهلال الأحمر إلى أن "قوات الاحتلال تعيق عمل طواقم الإسعاف التي تصل إلى منطقة باب الأسباط".

وأعلن الهلال الأحمر عن "افتتاح مستشفى ميداني لعلاج الإصابات في مركز إسعاف القدس".

واعتدت قوات الاحتلال على الصحافيين وطواقم الإسعاف بالضرب وباستهدافهم بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأغلقت قوات الاحتلال كافة البوابات المؤدية إلى المسجد الأقصى باستثناء باب حطة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأوضحت "وفا" أن "عددا من المصلين لا يزالون محاصرين داخل المسجد الأقصى وفي مسجد قبة الصخرة".

وقال المتحدث باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، صباح اليوم الجمعة، إننا "ندين بشدة الاعتداءات الوحشية لجنود الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، والذي يتحمل كل ما يترتب على ذلك من مخاطر تمس بمشاعر شعبنا الفلسطيني وأهلنا في القدس الذين يخوضون معركة حقيقية في الدفاع عن المسجد الأقصى".

كما ندد رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، باقتحام المسجد الأقصى، وقال في بيان: "أمام العربدة الصهيونية واقتحام المسجد الاقصى المبارك: هناك خياران فقط إما الاحتلال والبطش والقرابين في المسجد الأقصى، أو الرباط وترسيخ إسلامية القدس ومسجدها الأقصى".

وأضاف: "نحن الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية من يقرر، وقرارنا الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته مهما كان الثمن. فلا مكان للغزاة في قدسنا وأقصانا وسوف ننتصر في صراع الإرادة والهوية مهما طال الزمن"

فيما ذكرت "الجهاد الإسلامي"، أن "الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى جريمة عدوانية يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنها".

وفي تصريح لخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري قال إن "الاحتلال استخدم أسلوب الغدر وهاجم المصلين العُزل بطرق حربية وبالأسلحة النارية ونُحذر بشدة من إدخال القرابين إلى الأقصى".

وكان قد وصل آلاف الفلسطينيين، فجر اليوم الجمعة، إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة فجر الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك.

ونصب الشبّان المتاريس الحديدية والخشبية بالقرب من باب المغاربة ومداخل مسديْ قبة الصخرة والقبلي خشية وتحسبا من اعتداء أو اقتحام على يد قوات الاحتلال أو المستوطنين.

وقبل انعقاد صلاة فجر الجمعة بدقائق، اقتربت مجموعة من شرطة الاحتلال من ساحات المسجد الأقصى، فتصدى الشبان لقوات الاحتلال بإلقاء الحجارة وإطلاق المفرقعات النارية.

التعليقات