25/05/2022 - 23:31

تحذيرات فلسطينية: "مسيرة الأعلام" ستؤدي إلى "تفجير الأوضاع"

شرطة الاحتلال ستسمح بمرور ما يقدر بـ8 آلاف مستوطن من باب العامود ونحو 8 آلاف آخرين من باب الخليل؛ في حين ستعقد قيادة الشرطة جلسة لتقييم الأوضاع تتخذ خلالها قرارا بشأن طلب عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير، اقتحام الأقصى.

تحذيرات فلسطينية:

من القدس المحتلة (Getty Images)

حذرت الرئاسة والفصائل الفلسطينية، الأربعاء، من أن سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين بتنظيم "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، يوم الأحد المقبل، سيؤدي إلى مزيد من "التوتر وتفجير الأوضاع".

في المقابل، رفع الاحتلال الإسرائيلي من حالة التأهب في صفوف قواته وعززها في مدينة القدس المحتلة والمدن الفلسطينية التاريخية في مناطق الـ48 ونشر المزيد من بطاريات "القبة الحديدية"، وذلك تحسبا من اندلاع مواجهات وانفجار الأوضاع الأمنية نتيجة لـ"مسيرة الإعلام" الاستفزازية.

من جانبها، حذرّت السفارة الأميركية، مساء الأربعاء، رعاياها، من دخول البلدة القديمة بالقدس بالتزامن مع "مسيرة الأعلام"، يوم الأحد المقبل، حتى مساء الإثنين وفي أيام الجمعة.

وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، في بيان، إن "الاحتلال يسيء مجددا تقدير عزيمة الشعب الفلسطيني وقيادته وقدرته على الصمود والتحدي، من خلال إصراره على تنفيذ المسيرة في القدس القديمة"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ("وفا").

واعتبر أن ذلك "يأتي إذعانا رسميا للمتطرفين لليهود". فيما دعا المتحدث الرسمي الفلسطيني، حكومة الاحتلال إلى "التراجع عن هذه الاستفزازات التي لا تقود سوى إلى التوتر والعنف". وحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع".

وأضاف أن "المتطرفين تجاوزوا بتهور وبشكل غير مسؤول كل الخطوط الحمر من خلال التهديد بنسف قبة الصخرة المشرفة، وإصرار الاحتلال على مواصلة الاعتداءات على الأماكن المقدسة". ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي والإدارة الأميركية على وجه التحديد إلى "اتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية".

من جانبه، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فوزي برهوم، في بيان، إن "سماح قيادة الاحتلال للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى والمساس بقدسيته فيما تسمى بمسيرات الأعلام تجاوز للخطوط الحمراء، سيجعلها تتحمل الأثمان الباهظة لسلوكياتها العنصرية المتطرفة".

وأضاف برهوم "نحذر حكومة الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء، والتي من شأنها إشعال الساحة وتفجير الأوضاع". ودعا الوسطاء في المنطقة (لم يحددهم) إلى "الضغط على حكومة الاحتلال وكبح جماحها وسحب صواعق التفجير".

فيما اعتبرت حركة "الأحرار" الفلسطينية، في بيان، أن "إصرار الاحتلال على تنفيذ مسيرة الأعلام وأداء طقوس تلمودية في الأقصى سيكون المسمار الأخير في نعش حكومة نفتالي بينيت (رئيس الحكومة الإسرائيلي) الهشة والضعيفة، ونار ستحرق الاحتلال".

وأردفت أن "المقاومة أرسلت رسائلها لكل الوسطاء بأن الاحتلال يلعب بالنار ولن تسمح له بتمرير مخططاته، وأنها ستدافع عن الأقصى مهما بلغ الثمن". واعتبرت الحركة أن "ما يمارسه الاحتلال بالقدس والأقصى لعب بصاعق التفجير الذي سيزلزل الكيان.. القدس والأقصى خط أحمر ولن نسمح للاحتلال بتجاوزهما".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، نشر المزيد في بطاريات القبة الحديدية في جميع أنحاء البلاد، تحسبا من إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة المحاصر، على خلفية "مسيرة الإعلام".

وأصدر المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، أوامر برفع حالة التأهب في صفوف قواته إلى درجة واحدة دون الدرجة القصوى، وذلك في ظل سماح سلطات الاحتلال لـ"مسيرة الأعلام" بالمرور من باب العامود ومنه إلى طريق الواد مرورا بالحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة وصولا إلى حائط البراق.

كما أمر شبتاي بإلغاء الإجازات لدى قوات الشرطة وحشد جميع العناصر التي تخدم في منطقة القدس وفي المدن التاريخية المسماة بالمدن المختلطة في الخطاب الإسرائيلي، فيما تقرر نشر أكثر من 3 آلاف شرطي في القدس، وسط توقعات بنشر المئات من عناصر الشرطة في المدن التاريخية، "مع التركيز على عكا واللد"، بحسب ما أفاد موقع "واينت" الإلكتروني.

ولفتت "كان 11" إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية بما في ذلك الجيش والشرطة والشاباك يرون ضرورة في إقامة المسيرة بمسارها المقترح ومرورها من باب العامود، واعتبرت القناة أن ذلك يأتي في محاولة إسرائيلية لفرض "أمر واقع" في القدس يسمح بإقامة "مسيرة الأعلام" سنويا في المدينة المحتلة.

وتنطلق المسيرة من الشق الغربي لمدينة القدس، بمشاركة آلاف المستوطنين، ومن المقرر أن تمر عبر منطقة باب العامود في القدس الشرقية المحتلة، وذلك يوم الأحد 29 أيار/ مايو لإحياء ما يسمى "يوم توحيد القدس"، وهو ذكرى ضمّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حزيران/ يونيو 1967.

وفيما أفادت التقارير الإسرائيلية بأن أجهزة أمن الاحتلال لم تتلق إنذارات حول إمكانية وقوع عمليات تستهدف مسيرة المستوطنين، إلا أن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات تصفها بـ"الاحترازية" شملت اعتقال نحو 100 شخص تدعي أنهم قد يقودون المواجهات مع الاحتلال أو يشاركون فيها.

وبحسب القناة الرسمية الإسرائيلية، فإن شرطة الاحتلال ستسمح بمرور ما يقدر بـ8 آلاف مستوطن من باب العامود ونحو 8 آلاف آخرين من باب الخليل؛ في حين ستعقد قيادة الشرطة جلسة لتقييم الأوضاع تتخذ خلالها قرارا بشأن طلب عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير، اقتحام الأقصى.

التعليقات