07/08/2022 - 20:47

كواليس اتصالات التهدئة: المقترح المصري لوقف إطلاق النار في غزة

تتواصل جهود الوساطة بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمسؤولين في حركة "الجهاد الإسلامي" في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك مع وصول وفد أمني مصري إلى تل أبيب، اليوم الأحد، وسط تقارير عن تقدم في

كواليس اتصالات التهدئة: المقترح المصري لوقف إطلاق النار في غزة

(Getty Images)

تتواصل جهود الوساطة بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمسؤولين في حركة "الجهاد الإسلامي" في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك مع وصول وفد أمني مصري إلى تل أبيب، اليوم الأحد، وسط تقارير عن تقدم في الاتصالات.

وكشف تقرير أوردته صحيفة "العربي الجديد" عبر موقعها الإلكتروني، عن كواليس المباحثات التي أجراها الوفد المصري، وذلك نقلا عن مصادر مصرية مطلعة (لم تسمها)، موضحة أن مصر طرحت اتفاقًا لـ"هدنة مؤقتة" تدخل حيز التنفيذ مساءً.

وأفادت مصادر أخرى بأنه تم الاتفاق على إعلان مصر بيانا يدعو لوقف إطلاق النار بحلول الساعة 8 مساء اليوم، علما بأن الموقف الرسمي الذي يعبر عنه المسؤولون الإسرائيليون وقيادة حركة "الجهاد الإسلامي"، هو أن المباحثات تتقدم، غير أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.

ووفقا للتقارير فإن الضمانات التي تطالب بها حركة الجهاد الإسلامي من الجانب المصري تتعلق ملاحقة منتسبي حركة "الجهاد الإسلامي" في الضفة، وإطلاق سراح القيادي في الحركة، بسام السعدي، الذي اعتقل من مخيم جنين، الأسبوع الماضي.

توقعات: وقف إطلاق النار... الإثنين

ومن المتوقع أن يدخل الاتفاق المرتقب حيّز التنفيذ عمليا، يوم غد، الإثنين، بسبب ما اعتبرت المصادر أنه "إصرار من حركة ‘الجهاد الإسلامي‘ على مواصلة قصف المواقع الإسرائيلية"، وذلك إلى حين تنفيذ الحكومة الإسرائيلية، التزامات يضمنها الوسيط المصري.

ولفتت المصادر إلى أن التفاهمات التي يتوقع المسؤولون في حركة "الجهاد الإسلامي" تنفيذها، تتعلق بإجراءات تخفيف الحصار على قطاع غزة، وإدخال شاحنات الوقود، في حين قال عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي"، أنور أبو طه، في تصريحات تلفزيونية، إن "شروط الحركة لوقف إطلاق النار تشمل "التزامات تضمن وقف ملاحقة منتسبي حركة الجهاد في الضفة، وإطلاق سراح القيادي في الحركة، بسام السعدي".

وبحسب "العربي الجديد" فإنه المقترح الرسمي ينص كذلك على أن يكون وقف إطلاق النار متزامنا من الجانبين. ولفتت المصادر ذاتها إلى أنه قبل ذلك، عبّرت "حركة الجهاد" عن رفضها للهدنة التي اعتبرت أنها تأتي بـ"دفع إسرائيلي بالأساس".

في المقابل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله إن "وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ قبل منتصف الليل". وشدد المسؤول على أن إسرائيل أبلغت الوسيط المصري بأنها ليست معنية بالاستجابة لأي شروط، وأن التهدئة سوف تقابل بتهدئة. وقالت المصادر الإسرائيلية إنه إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن ذلك لن يكون قبل منتصف الليل، وأضافت أنه "ربما لن يتم التوصل إلى اتفاق حتى صباح الغد (الإثنين)".

اغتيال منصور عثّر الاتصالات

وأوضحت المصادر أن رفض الجهاد للمقترح المصري جاء بعد إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال قائد الجبهة الجنوبية في "سرايا القدس"، الجناح العسكري للحركة، خالد منصور، ولفتت إلى أن الجهود المصرية "كانت قد بدأت في أن تؤتي ثمارها، قبل عملية استهداف منصور، الذي تم والوفد المصري موجود في تل أبيب".

وقالت المصادر المصرية إن الوفد المصري أكدت خلال المباحثات مع الجانب الإسرائيلي، أن استمرار العمليات العسكرية لن يكون في صالح إسرائيل، وأوضحت أن "التطورات الخاصة بالقدس واقتحام ساحات الأقصى من جانب المتطرفين الإسرائيليين، صباح الأحد، جاء بمثابة نسف لكافة جهود الوساطة التي سبقت تلك الخطوة".

كما كشفت المصادر أن وفدا أمنيا مصريا يزور قطاع غزة من أجل محاولة إقناع قادة الفصائل بضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وهو أمر مرجح حدوثه خلال ساعات، رغم أن "حركة الجهاد"، متمسكة بعدم وقف إطلاق النار قبل الرد الكافي على استشهاد قيادييها تيسير الجعبري قائد الجبهة الشمالية، وخالد منصور قائد الجبهة الجنوبية.

وذكر التقرير أن "الوفد الأمني يسعى لإقناع قادة الفصائل بأن ما حققوه كان كافيا لإحراج الحكومة الإسرائيلية، بعدما وصلت الصواريخ إلى تل أبيب وسقط عدد كبير منها داخل المستوطنات"، وأشارت إلى أن "التقديرات والمعلومات المصرية تشير إلى خسائر معنوية ومادية ليست بالهينة، مشددة على أن "إقدام تل أبيب على اغتيال الجعبري ومنصور، هدفه الأساسي البحث عن انتصار معنوي قبل الانتخابات المقبلة".

لبيد: أهداف العملية تحققت

في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) إنه "لا شيء مؤكد"، بشأنّ اتفاق تهدئة مع حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع (لم تسمه)، قوله: "على الرغم من الاتصالات المتقدمة حول اتفاق وقف إطلاق النار، لا شيء مؤكد حتى الآن". وأضاف أن سبب عدم التواصل إلى اتفاق توقف إطلاق نار بعد، هو "مطالب الجهاد الاسلامي"، دون تفاصيل إضافية.

وتابع أنه "ليس من المؤكد أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، لكن الاتصالات تتقدم". وذلك في ظل التقارير الصحافية عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، يدخل حيّز التنفيذ عند الساعة الثامنة مساء.

من جانبه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، خلال لقاء جمعه برؤساء السلطات المحلية المحاذبة لقطاع غزة المحاصر، مساء اليوم، الأحد، إن "أهداف العملية (العسكرية ضد قطاع غزة) تحققت"، مشيرا إلى أنه "نحن في مراحلها النهائية".

واعتبر لبيد، وفقا للتصريحات التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه "لا فائدة من استمرار العملية".

"اقتراب نجاح" جهود الوساطة المصرية

هذا ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، عن مصادر مسؤولة في القاهرة (لم تسمها) "اقتراب نجاح جهود القاهرة لوقف التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني". ولفتت المصادر ذاتها أن "اتصالات مصرية مكثفة جرت خلال الساعات الأخيرة مع كافة الأطراف للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة".

وشددت المصادر على أن "القاهرة تؤكد استمرار جهودها المضنية لتحقيق التهدئة المنشودة بين الجانبين"، دون تحديد موعد بشأن بدء الهدنة.

وكان القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خالد البطش، قد قال في وقت سالق، اليوم، إن الجهود التي يبذلها "وسطاء"، لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، "لم تنضج بعد، ولم تصل إلى نتائج ملموسة".

وأضاف البطش أن "هناك جهودا واتصالات عديدة نتلقّاها للتهدئة، على رأسها الجهود التي تبذلها مصر، وهناك أيضا اتصالات أُممية وقطرية". وأردف "لكن حتّى الآن، كل هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة بعد".

وقال مسؤول أمني مصري تحدث لوكالة "فرانس برس" إن "الجانب الاسرائيلي وافق على الاقتراح المصري. الوفد المصري يحاول مع الطرفين منذ 48 ساعة"، مشيرا إلى أن القاهرة تنتظر الآن الرد الفلسطيني.

فيما أكد مصدر في حركة "الجهاد الإسلامي" أن "المفاوضات لا تزال جارية"، وقال: "تجري مباحثات على أعلى المستويات للتهدئة ولن تتوقف المقاومة إذا لم يتوقف العدوان وجرائم الاحتلال".

التعليقات