26/09/2022 - 14:01

الاحتلال يحاصر الأقصى: اعتقالات وإصابات والقدس ثكنة عسكرية

أفادت دائرة الأوقاف بأن مئات المستوطنين اقتحموا ساحات الحرم على مجموعات، إذ تألفت كل مجموعة من 50 مستوطنا، وذلك بعد انتشار أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال في ساحاته، حيث قامت بإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحامات المستوطنين.

الاحتلال يحاصر الأقصى: اعتقالات وإصابات والقدس ثكنة عسكرية

مجموعات من المستوطنين تقتحم الأقصى اليوم (gettyimages)

اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الإثنين، ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي حولت القدس القديمة إلى ثكنة عسكرية في أول أيام "رأس السنة العبرية".

مستوطنون يستأنفون اقتحاماتهم للأقصى والاحتلال يجدد قمعه للمصلين

وجدد مستوطنون بعد ظهر يوم الإثنين، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل محاصرة المسجد وتعرقل دخول الفلسطينيين لساحات الحرم التي تحولت إلى ثكنة عسكرية لتأمين اقتحامات المستوطنين، بمناسبة ما يسمى عيد "رأس السنة العبرية".

وتواصل شرطة الاحتلال فرض إجراءات مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى، وتسمح فقط لمن هم فوق الأربعين عاما بالدخول. فيما اعتدت قوات الاحتلال تعتدي بوحشية على المتواجدين عند باب حطة وباب الأسباط في المسجد الأقصى.

كما اعتدت قوات الاحتلال وعناصر الوحدات الخاصة على الفلسطينيين والمسنين والمصلين، ممن سمح لهم بالدخول لساحات الحرم، وذلك تزامنا مع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.

وبعد أن اقتحم 264 مستوطنا ساحات الأقصى في الفترة الصباحية، تجددت الاقتحامات في الفترة المسائية، حيث قامت مجموعة جديدة تضم 37 مستوطنا باقتحام ساحات الحرم بحراسة عناصر شرطة الاحتلال.

وقامت مجموعتان جديدتان تضمان 38 مستوطنا باقتحام ساحات الأقصى ليرتفع عدد المجموعات المقتحمة خلال الفترة المسائية إلى 3 وعدد المقتحمين إلى 75.

وقبل الظهر، عاد الهدوء للمسجد الأقصى، عقب انسحاب قوات الاحتلال وتوقف اقتحامات المستوطنين للأقصى في الفترة الصباحية، وذلك بعد ساعات من التوتر والمواجهات التي بدأت عند الساعة السابعة صباحا، مع بدء اقتحام مئات المستوطنين لساحات الحرم.

وأظهرت المعطيات الأولية أن 264 مستوطنا اقتحموا الأقصى بالفترة الصباحية.

وأفادت دائرة الأوقاف بأن مئات المستوطنين اقتحموا ساحات الحرم على مجموعات، إذ تألفت كل مجموعة من 50 مستوطنا، وذلك بعد انتشار أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال في ساحاته، حيث قامت بإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحامات المستوطنين، وقمعتهم بالغاز المدمع.

وذكرت الأوقاف أن قوات الاحتلال اعتدت على الفلسطينيين في ساحات المسجد، واعتقلت عددا، وأخرجت بعضهم من الأقصى، كما أطلقت قنابل الغاز المدمع على المصلين والمرابطين.

اعتقالات واعتداءات على الفلسطينيين بالأقصى

وأوضحت أن عناصر شرطة الاحتلال اعتلوا سطح المصلى القبلي بالمسجد، كما أطلقوا طائرة تصوير في سماء المسجد لمراقبة حركة الفلسطينيين داخله، وقامت باعتقال 6 شبان من داخل الساحات بعد الاعتداء عليهم، كما اعتقلت أحمد الدجاني من مقبرة باب الرحمة.

ومنعت قوات الاحتلال منذ ساعات الفجر، دخول الفلسطينيين دون سن الأربعين إلى المسجد.

وحولت سلطات الاحتلال القدس إلى ثكنة عسكرية واستنفرت قواتها في القدس القديمة وحول الأسوار، حيث قامت بنصب الحواجز في مناطق مختلفة بالمدينة المحتلة.

وفرضت شرطة الاحتلال قيودا مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.

الاحتلال يلقي قنابل غاز تجاه الشبان بالمصلى القبلي

وحاصرت قوات الاحتلال المصلى القبلي، حيث قام عناصر من الوحدات الخاصة بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز تجاه المعتكفين والشبان داخل المصلى القبلي.

الاعتداء على الفلسطينيين عند باب الأسباط

ومنعت قوات الاحتلال من الفلسطينيين من التوافد والرباط عند باب الأسباط، وقامت بالاعتداء عليهم بالضرب وقمعهم بغاز الفلفل بعد أن منعتهم من دخول ساحات الحرم القدسي الشريف، ما أدى إلى إصابة بعضهم بجراح طفيفة، حيث قدمت لهم طواقم الهلال الأحمر الإسعافات الميدانية.

وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل القدس القديمة والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى وساحة البراق منذ ساعات الفجر الأولى تمهيدا لتأمين اقتحامات المستوطنين للأقصى وجولاتهم الاستفزازية بالقدس القديمة.

وتصاعد الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط والحشد الدائم في القدس والأقصى، وحمايته والدفاع عنه من اقتحامات المستوطنين المتطرفين ومخططاتهم خلال موسم الأعياد اليهودية المقبلة، الذي يبدأ اليوم.

الاحتلال يفرض حصارا مشددا على الأقصى

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري "لا يجوز ترك المقدسيين وحدهم في الميدان للدفاع عن الأقصى، ويجب أن تتحرك الدول العربية والإسلامية لنصرة المسجد الأقصى وحمايته من الاحتلال".

وأوضح صبري أن قوات الاحتلال استباحت حرمة الأقصى، وحولته إلى ثكنة عسكرية، مما يؤكد أن "المسجد ليس مقدسًا لهم".

وأضاف "لو كان المسجد الأقصى مقدسا لليهود لما استباحوه وحولوه إلى ثكنة عسكرية، ومنعوا دخول المسلمين دون الـ40 عاما إليه منذ صلاة الفجر، ما يعني نواياهم مبيتة في الاعتداء على الأقصى والمساس بحرمته".

وتابع "العرب والمسلمون يتفرجون على ما يحصل في الأقصى، دون أي تحرك عاجل لنصرته والدفاع عنه، ولا يجوز ترك أهل القدس وحدهم".

وبين الشيخ صبري أن سلطات الاحتلال تستغل الأعياد لتنفيذ إجراءاته العدوانية بحق المسجد الأقصى وضد المسلمين، كما يحصل في كل عيد.

وأكد رفضه لاقتحام المتطرفين اليهود والقوات الإسرائيلية لباحات الأقصى، واصفًا إياه بالاستفزازي، وأنه يتعارض مع الحريات الدينية.

وقال الناشط المقدسي فخري أبو دياب إن "سلطات الاحتلال تفرض حصارا مشددا على المسجد الأقصى، وتقيم مجموعة متاريس عسكرية على مداخله، وكل الطرقات التي تؤدي إليه، وتغلق البلدة القديمة وتقيم الحواجز العسكرية فيها، وتسيطر على أسطح المنازل وأسوار البلدة القديمة، للحيلولة دون وصول أهل القدس للمسجد".

من جانبه، قال مدير دائرة الوعظ والإرشاد بالأوقاف الإسلامية، الشيخ رائد دعنا "سندافع عن القدس بأرواحنا وأنفاسنا حتى يأذن الله ببزوغ فجر الأقصى، وهناك ثلة تدافع بصدورها عنه رغم إبعاد 100 مرابط في محاولة لتفريغه".

قمع للصحافيين وإبعادهم على الأقصى

وللمرة الثانية منذ الصباح كررت شرطة الاحتلال اعتداءاتها بحق الصحافيين خارج أبواب الأقصى، وعرقلة عملهم ومنعت من تغطية الأحداث. وتجبرهم على مغادرة المكان بعد أن منعتهم من دخول ساحات الحرم، وهددت باعتقال بعضهم.

وطالت اعتقالات شرطة الاحتلال 6 شبان، فيما قام عناصر الوحدات الخاصة بقمع الفلسطينيين في ساحات الحرم بالغاز المدمع.

واعتدت قوات الاحتلال على عدد من الصحافيين والمسعفين وعلى مسن فلسطيني تعرض للإغماء وإصابة بالرأس وبالرقبة، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه ودفعه مما أدى إلى ارتطام رأسه بالدرج وتم نقله لمستشفى المقاصد لتلقي العلاج.

مستوطنون ينفخون في البوق قرب أبواب الأقصى

قامت مجموعات كبيرة من المستوطنين بالنفخ في البوق بالقرب من أسوار المسجد الأقصى وباب القطانين، وسط توتر شديد في باحات المسجد، بينما يقوم المقتحمون وبعد مغادرتهم الساحات بأداء رقصات صاخبة على أبواب المسجد ومحاولة الاعتداء على المواطنين المتجهين للمسجد.

كما تتجمع مجموعات أخرى من المستوطنين بالقرب من مقبرة باب الرحمة محاولين اقتحامها والنفخ في البوق هناك، حيث كان متطرفون يهود وأعضاء كنيست من بينهم الحاخام يهودا غليك قاموا بالنفخ داخل المقبرة.

وتستغل "منظمات الهيكل" المزعوم فترة "الأعياد اليهودية" في التحريض على زيادة أعداد المقتحمين، وفر ض واقع جديد فيه، من خلال "فرض الصلوات التلمودية والنفخ بالبوق، واقتحام المسجد بثياب كهنوتية بيضاء، ومحاكاة لطقوس القربان النباتية".

ودعت لاقتحامات متتالية للمسجد الأقصى، بحجة الأعياد اليهودية، تبدأ، بعيد "رأس السنة العبرية"، ومن ثم عيد "الغفران" الموافق 5 -6 تشرين أول/أكتوبر المقبل، و"عيد العرش" الذي يبدأ بتاريخ 10 -17 أكتوبر.

الرئاسة الفلسطينية: اقتحام الأقصى سيؤدي إلى انفجار الأوضاع

أدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الإثنين، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه باحات المسجد الأقصى المبارك، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع بمزيد من التوتر والعنف.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن اقتحام الاحتلال ومستوطنيه للمسجد الأقصى يأتي في إطار التصعيد الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدسـاته، محملًا إسرائيل تداعيات التصعيد الخطير بحق "الأقصى".

وأوضح أبو ردينة، أن قيام عدد من المستوطنين بالنفخ بالبوق عند بوابات المسجد الأقصى تحت بصر وسمع شرطة الاحتلال تصعيد خطير في مسلسل الاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى، ومحاولة فرض أمر واقع جديد.

وأكد أن أبناء الشعب الفلسطيني لن يسمحوا بالمساس بالمسجد الأقصى أو تدنسيه بأي شكل من الأشكال، وسيقفون سدًا منيعا في مواجهة الاحتلال وقطعان مستوطنيه.

التعليقات