26/01/2023 - 17:08

9 شهداء بينهم مسنة و20 إصابة بعدوان للاحتلال في جنين

تركزت الاقتحامات في محافظات جنين، وبيت لحم، ورام الله والقدس، حيث تضمنت اقتحام عشرات المنازل وتفتيشها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.

9 شهداء بينهم مسنة و20 إصابة بعدوان للاحتلال في جنين

جانب من تشييع بعض جثامين شهداء جنين ("أ ب")

استشهد 9 فلسطينيين على الأقل، بينهم مسنة، وأصيب 20 بجروح تراوحت بين المتوسطة والخطيرة، اليوم الخميس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت بأعداد كبيرة مخيم جنين، فيما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق.

وندّدت الرئاسة الفلسطينية، بمجزرة الاحتلال في جنين، مؤكدة على لسان الناطق باسمها، نبيل أبو ردينة، أن ما يجري في جنين ومخيّمها "مجزرة تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلية، في ظل صمت دولي مريب"؛ كما توالت ردود الفعل الفلسطينية، وبضمنها حركة "الجهاد الإسلامي"، التي حذّرت من اندلاع "معركة قريبة ومفتوحة في قطاع غزة"، في حال لم تتوقف مجزرة الاحتلال في مخيم جنين.

ولاحقا، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن "معظم الإصابات التي وصلت المستشفيات اليوم من مخيم جنين كانت في الرأس والصدر، ما يعني أن إطلاق النار على المواطنين كان بقصد القتل، ونتج عن عداون الاحتلال ارتقاء 9 شهداء، وعشرات الإصابات بينها 4 في حالة الخطر".

وشهداء عدوان الاحتلال في مخيم جنين التسعة هم: الشهيد عبد الله مروان الغول (18 عاما)، والشهيد معتصم محمود أبو الحسن (40 عاما)، والشهيد وسيم أمجد عارف الجعص (22 عاما)، والشهيد نور الدين سامي غنيم (25 عاما)، والشهيد محمد سامي غنيم (28 عاما)، والشهيد محمد محمود صبح (30 عاما)، والشهيد صائب عصام زريقي (24 عاما)، والشهيد عز الدين ياسين صلاحات (22 عاما)، والشهيدة ماجدة عبيد (61 عاما). وقد جرى تشيييع جثامين معظمهم بمشاركة غفيرة، إلى مثواهم الأخير.

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في محافظات الضفة التضامن مع مخيم جنين، وإغلاق المحال، والإضراب الشامل؛ كما دعت للتصعيد في نقاط التماس، فيما أكد شهود عيان لاحقا، أن الاحتلال بدأ بالانسحاب من معظم مناطق جنين.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 9 أشخاص استشهدوا بإصابات مباشرة بالرصاص الحي لقوات الاحتلال، بينهم الشاب صهيب الزريقي (24 عاما)، الذي استشهد جراء إصابته برصاصة في الصدر، حيث كان قد وصل مستشفى ابن سينا بحالة حرجة جدا.

الشهداء التسعة

كما اسشتهد الشاب عز الدين صلاحات، وهو أحد أفراد الشرطة الفلسطينية ولاعب اتحاد الشرطة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 9 شهداء و20 إصابة بينها 4 بحالة خطيرة.

ووفقا لروايات شهود عيان من داخل المخيم، "هناك شهداء وجرحى لا تستطيع الطواقم الطبية أن تصل إليهم حتى الآن".

وتعالت استغاثات لفلسطينيين في مخيم جنين تتحدث عن وجود مصابين وشهداء داخل عدد من المنازل.

وأكد شهود عيان أن الاحتلال بدأ بالانسحاب من معظم مناطق جنين، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن "المطلوب الرئيس من العملية تم اعتقاله".

وزعمت أن العملية في جنين استهدفت 3 مطلوبين من حركة الجهاد، خطّطوا لعملية كبيرة، ضد أهداف إسرائيلية.

الاحتلال ينسحب وإضراب في الضفة تضامنا مع جنين ومخيمها

في السياق، أطلقت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية دعوات في مختلف محافظات الضفة الغربية، لإغلاق المحال التجارية، وأعلنت الإضراب الشامل إسنادا لجنين ومخيمها، فيما توجه طاقم طبي من نابلس إلى جنين لمساعدة الطواقم هناك في ظل الظروف الصحية الصعبة.

ودمرت قوات الاحتلال نادي مخيم جنين الذي تشهد ساحاته بيوت عزاء الشهداء.

المنزل الذي استهدف بشكل أساسي وكان بداخله مجموعة من المسلحين

وأعلنت مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، اليوم "إضرابا شاملا، وتصعيدا مستمرا في مناطق تواجد الاحتلال".

كما أعلن اتحاد المعلمين في الضفة الغربية تعليق الدوام بعد الساعة 11 صباحا في جميع المدارس والمديريات والوزارات، حدادا على أرواح شهداء جنين.

وقال الهلال الأحمر: "بحسب ما ورد من طواقمنا لحد اللحظة، تعاملت طواقم الإسعاف تعاملت ونقلت 16 إصابة بينهم إصابات خطيرة، هذه ليست الحصيلة النهائية لصعوبة الوصول لعدة اصابات أخرى في مخيم جنين".

(Getty Images)

وأضاف الهلال الأحمر "في بداية الأحداث، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي طواقمنا من الوصول، وبعد التنسيق مع الصليب تم السماح لهم بالدخول".

ولاحقا، أكد شهود عيان أن الاحتلال بدأ بالانسحاب من معظم مناطق جنين.

الصحة الفلسطينية: الوضع في مخيم جنين حرج للغاية

وسجلت إصابات بالاختناق في صفوف المرضى بينهم أطفال داخل مستشفى جنين الحكومي، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز تجاه المستشفى الذي قامت باقتحامه، فيما قامت جرافات الاحتلال بتدمير مركبات الفلسطينيين في المخيم.

الاحتلال يدمر نادي مخيم جنين الذي تشهد ساحاته بيوت عزاء الشهداء

وبعد وقت وجيز من اقتحام جنين، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، إن "الوضع في مخيم جنين حرج للغاية، تبلغنا من الهلال الأحمر بوجود إصابات عديدة يصعب إنقاذها وإخلاؤها حتى الآن".

وصرحت وزيرة الصحة أن "هناك 9 شهداء على الأقل جراء عدوان الاحتلال على مخيم جنين، وهذه ليست الحصيلة النهائية".

وتابعت أن "الاحتلال الإسرائيلي أعاق دخول مركبات الإسعاف إلى داخل مخيم جنين لإنقاذ الجرحى".

وأكدت د. الكيلة أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى لإصابة أطفال بحالات اختناق.

وأشارت إلى أنها دعت إلى اجتماع عاجل مع منظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية، لوقف هذا العدوان والتدخل لإنقاذ حياة أبناء شعبنا.

وناشدت كافة المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي بضروري التحرك الفوري والعاجل لكبح الممارسات العنصرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الآن في جنين.

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن "عملية غير عادية تجري في مخيم جنين بإدارة ومتابعة كاملة من جهاز الشاباك لوجود معلومات استخباراتية دقيقة".

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن "قوات من اليمام وحرس الحدود اقتحمت صباح اليوم مخيم جنين في مهمة لاعتقال مطلوبين فلسطينيين، تخلل ذلك تبادل إطلاق نار كثيف"، وحسب التقارير فإن القوة الأولى التي اقتحمت المنطقة وصلت متخفية داخل شاحنة ألبان.

الاحتلال يزعم: العلمية في جنين منعت هجوما كبيرا بإسرائيل

وأفادت "إذاعة الجيش"، بأن الهدف من العملية في جنين، اعتقال مطلوب كبير من حركة الجهاد الإسلامي، دون الكشف عن هويته وتفاصيله، فيما أكدت الإذاعة نقلا عن مصدر أمني، سقوط مسيّرة استطلاع في مخيم جنين، والذي زعم أنه لا يوجد خوف من تسرّب معلومات.

ولتبرير العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، زعم مراسل موقع "واللا"، أن الشاباك يعمل مع الجيش لإحباط هجوم كبير يخطط له من داخل مخيم جنين لتنفيذه في إسرائيل.

وذكر المراسل العسكري لموقع صحيفة "ماكور ريشون" أن العملية في جنين منعت هجوما خطيرا للغاية، على حد تعبيره.

رفع حالة التأهب في "غلاف غزة" بسبب الأحداث في جنين

وأفاد المراسل العسكري لـ "معاريف" بأن الجيش الإسرائيلي استخدم صواريخ مضادة للدروع في استهدافه لعدد من المطلوبين في جنين، ولذلك التقديرات بأن هناك العديد من "القتلى" الشهداء الفلسطينيين، وفق ما ذكر.

وقال المراسل العسكري لـ "يديعوت أحرونوت" إن "العملية في وضح النهار بجنين وبهذا الحجم يشير إلى أهميتها وإلحاحها، في المؤسسة الأمنية يتحدثون عن إحباط هجوم كبير خطط له لأول مرة منذ سنوات".

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على حدود قطاع غزة في أعقاب العملية في جنين، بيد أن القناة 13 الإسرائيلية، رجحت أن الجيش يستعد لاحتمالية إطلاق صواريخ من قطاع غزة، في أعقاب الأحداث في جنين.

العدوان على جنين: نتنياهو يجري تقييما للوضع الأمني

وعقب العلمية العسكرية في جنين، يجري رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تقييما للوضع الأمني في وقت لاحق من اليوم، في أعقاب التطورات الأخيرة في جنين، حسب ما أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وفي بيان مشترك لجيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك"، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إنه "تم تنفيذ عملية مشتركة لقوات الجيش والشاباك والوحدة الشرطية الخاصة، خلال العملية تم الاشتباك وقتل 3 من المسلحين من حركة الجهاد الإسلامي في مخيم جنين".

وزعم جيش الاحتلال في البيان المشترك أن "الحديث يدور عن مطلوبين أمنيين من نشطاء الجهاد الاسلامي كانوا ضالعين في الآونة الأخيرة في نشاطات وعمليات مسلحة واسعة، ويشتبه في ضلوعهم بعمليات إطلاق نار ضد قوات الجيش، بالإضافة إلى التخطيط لتنفيذ عمليات مسلحة كبيرة".

وخلال العملية قامت قوات الاحتلال بمحاصرة مبنى تحصن داخله المسلحون، حيث تم، وفقا لبيان جيش الاحتلال، "رصد مسلحين يهربان من داخله لتقوم القوات بإطلاق النار نحوهما وقتلهما. كما قام أحد المطلوبين الذين تواجدوا في المبنى بتسليم نفسه للقوات".

وأضاف الاحتلال في بيانه "بعد دخول القوات الهندسية إلى المبنى بهدف تفجير عبوتين ناسفتين استخدمها المسلحون، تم إطلاق النار على شاب كان مسلحا داخل المبنى".

وذكر البيان المشترك أنه "خلال محاولة الاعتقال تعرضت قوات الأمن لإطلاق نار، حيث ردت باستهداف المسلحين ورصدت إصابة عدد منهم، دون أن تسجل إصابات في قوات الجيش"، بحسب زعم المتحدث العسكري، الذي قال إن "العملية في جنين، جاءت ة بناء على معلومات قدمها جهاز الشاباك والتي دفعت القوات نحو مبنى اختباء للعناصر المسلحة داخل مخيم جنين".

مواجهات واعتقالات في الضفة والقدس

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، حملة مداهمات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق، فيما اعتقلت القوات عددا من الفلسطينيين واقتادتهم للتحقيق، بزعم المشاركة في أعمال مقاومة شعبية.

وأفاد نادي الأسير باعتقال قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين من الضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال، بزعم المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.

وتركزت الاقتحامات في محافظات جنين، وبيت لحم، ورام الله والقدس، حيث تضمنت اقتحام عشرات المنازل وتفتيشها، وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.

وقالت كتائب شهداء الأقصى في بيان مقتضب "مقاتلونا ومقاومون يستهدفون جيش الاحتلال الذي اقتحم مخيم جنين بإطلاق النار وتفجير العبوات الناسفة محلية الصنع".

كما أفادت سرايا القدس - كتيبة جنين في بيان مقتضب " مقاتلونا تمكنوا من استهداف قوات الاحتلال في المخيم بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة".

وتمكن مسلحون من إسقاط طائرة مسيرة لجيش الاحتلال في مخيم جنين.

اعتقالات في الضفة

واعتقلت قوات الاحتلال الطالب في الثانوية العامة أحمد محمد أبو نفيسة، بعد مداهمة منزله في بلدة طمون جنوب طوباس، كما اعتقلت الشاب أحمد أبو لطيفة من مدينة رام الله، والشاب عيسى المعطي بعد مداهمة منزله في مخيم الدهيشة ببيت لحم.

كما اقتحمت قوات الاحتلال، مخيم الأمعري في محافظة رام الله والبيرة، واعتقلت قوات الاحتلال الرائد في جهاز الاستخبارات العسكرية والأسير المحرر، صلاح برغال، بعد مداهمة منزله والعبث بمحتوياته، علما أن برغال أمضى 9 سنوات في سجون الاحتلال.

مواجهات وإصابات في القدس

وشهدت بلدات سلوان، وصور باهر، والطور، والعيسوية، ومخيم شعفاط، مواجهات مع قوات الاحتلال، عقب الإعلان، مساء الأربعاء، عن استشهاد الفتى محمد علي محمد علي (17 عاما)، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال بالصدر في مخيم شعفاط.

وأصيب شابان بالرصاص، واعتقل آخر، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة سلوان، بحسب ما أفاد مركز معلومات وادي حلوة.

التعليقات