11/05/2023 - 17:01

في الذكرى الأولى لاستشهادها: عائلة شيرين أبو عاقلة "ما تزال تبحث عن العدالة"

أعرب أنطون، شقيق الصحافية الشهيدة، شيرين أبو عاقلة، اليوم الخميس، عن أمل عائلته بتحقيق العدالة لها، بعد مرور عام على اغتيالها برصاص أحد قنّاة جيش الاحتلال.

في الذكرى الأولى لاستشهادها: عائلة شيرين أبو عاقلة

جدارية للشهيدة شيرين أبو عاقلة (Getty Images)

عام مَرَّ على اغتيال الصحافية الشهيدة، شيرين أبو عاقلة، وما يزال من ضغط على الزناد حرًّا دون محاكمة، فيما لا تزال عائلتها تأمل بتحقيق العدالة لها، بعد مرور عام على اغتيالها برصاص قناص إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

وتأتي الذكرى الأولى لاستشهاد شيرين أبو عاقلة، بالتزامن مع عدوان يشنّه جيش الاحتلال على قطاع غزة المحاصر، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

ومنذ أيام تعجّ حسابات فلسطينية كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، ولاسيما حسابات صحافيين، بصور ومقاطع مصورة للشهيدة شيرين، مراسلة قناة "الجزيرة".

وأعرب أنطون، شقيق الصحافية الشهيدة، شيرين أبو عاقلة، اليوم الخميس، عن أمل عائلته بتحقيق العدالة لها، بعد مرور عام على اغتيالها برصاص أحد قنّاة جيش الاحتلال.

وقال أنطون: "مرت سنة صعبة على العائلة، لقد فقدنا شيرين، فقدنا أما وأختا وعمة، لقد تركت فراغا كبيرا في العائلة، ومهما حاولنا أن نعزي بعضنا البعض وأن نواسي أنفسنا، إلا أن الأمر صعب".

وأضاف: "ولكن الحمد لله فإن وقفة الشعب الفلسطيني ووقفة الشعوب العربية ووقفة الشارع الدولي معنا، كان له الأثر الكبير في مواساتنا"، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء، نقلا عنه.

وفي 11 أيار/ مايو الماضي، استشهدت أبو عاقلة (51 عاما)، أثناء تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، شمالي الضفة.

وبعد أن ادعت سلطات الاحتلال أن شيرين قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين، فإنها لم تستبعد استشهادها برصاص قواتها إلى أن قالت إن هناك "احتمالا كبيرا" بأن يكون أحد جنود جيش الاحتلال، قد أطلق النار عليها، ولكن بالخطأ، على حدّ المزاعم الإسرائيلية.

الموقع الذي اغتيلت فيه الشهيدة شيرين أبو عاقلة (Getty Images)

فيما رفضت العائلة ما خلص إليه جيش الاحتلال، وأصرّت على وجوب محاسبة مطلق النار.

وفي هذا الصدد قال أنطون: "نأمل أن نحقق العدالة لشيرين، فقد حاولنا خلال السنة الماضية ولا زلنا نحاول وإن شاء الله نتمكن من ذلك في وقت قريب".

وذكر أن ملف التحقيق في قتل شقيقته، ما يزال مفتوحا في وزارة العدل الأميركية، وأن "العائلة ما زالت تبحث عن العدالة".

وأضاف أنطون: "هناك تحقيق مفتوح في وزارة العدل الأميركية، ونأمل أن يكون هذا التحقيق بناء، ويعتمد على قرائن وحقائق وأدلة تؤكد على اغتيال قناص إسرائيلي لشيرين أبو عاقلة".

ووضع أفراد من عائلة أبو عاقلة وأصدقاء، اليوم الخميس، أكاليل زهور وصورة لشيرين، وأعلاما فلسطينية على ضريحها، بالقرب من أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية.

(Getty Images)

وقالت الصحافية، شذا حنايشة، وهي التي كانت برفقة أبو عاقلة وقت استشهادها، وكانت قريبة جدا من الإصابة لولا احتمائها خلف جذع شجرة، وإنقاذها من شاب تحت وابل من إطلاق الرصاص الحي نحوها: "إذا سألتموني كيف حالك بعد سنة؟ فسأخبركم أني أشعر بالغضب، أشعر بالغضب لأنني وشيرين متنا تحت تلك الشجرة ذلك اليوم، شيرين تنتظر تحقيق العدالة من السماء وأنا أنتظرها على الأرض، وفي داخلي خذلان وغضب وقهر، يكبر ويزيد بعد كل جريمة تنفذ بحق الفلسطينيين".

"لم يتغيّر شيء"... القاتل لم يُحاسَب

وأضافت حنايشة: "ليس لدي ما يضاف إلى ما ذكرته منذ سنة، لم يتغير شيء. صار في بلادي أحداث كثيرة، ولم يحاسب أي جندي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مثلما لم يحاسب الجندي الذي قتل شيرين أبو عاقلة، وأصاب زميلي علي السمودي، واستمر بإطلاق النار نحوي ونحو شريف العزب، الذي مهما قلت عنه لا شيء يجزيه حقه، وسأظل ممتنة له بحياتي ما حييت".

وتابعت حنايشة: "أين الجندي الآن؟ هل هو في جنين، نابلس، طولكرم أو أريحا، كم مرة أطلق النار على الفلسطينيين؟ كم قتل منا؟ هل يقف الآن على حاجز بين مدن الضفة ويعيق حركة الناس؟"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلا عنها.

وأضافت: "أنا شخصيًا، أقول لكم إنه بعد سنة، لم يعد لدي أي ثقة بالمجتمع الدولي في محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وبحق كل ما هو فلسطيني على وجه الأرض، لا شيء يردع الاحتلال ويعاقبه، ولا يوقفه عند حده، على العكس، أصبح يتفنن في أساليبه في قتل الفلسطيني في كل مكان".

"هنا انتصرت الكلمة على الرصاص" (Getty Images)

وقالت حنايشة إن "جريمة قتل شيرين وإطلاق النار نحوي، مصور ومثبت وفيه كل الأدلة على المجرم، ولكن كل ما حدث هو جلسة استماع هنا وبيان استنكار هناك ثم ماذا؟ رسالتي إلى العالم ومنظمات المجتمع الدولي: توقفوا عن الاستنكار والتعاطف معنا، لا نريد تعاطفكم، إما أن تبدؤوا بالعمل على محاسبة المجرم، أو تشاهدونا نُقتل بصمت، لأن هذا الاحتلال لن يتوقف عن القتل باستنكار أو تعاطف!".

وأضافت: "ما زالت الاعتداءات والانتهاكات بحق زملائي الصحافيين مستمرة حتى هذه اللحظة، ما زال القمع والضرب والطرد متكررا وموجودا، لم يتغير شيء، اذهبوا إلى الصحافيين في الميدان واسألوهم: هل تشعرون بالغضب لأن العدالة لم تحقق لشيرين رغم كل الأدلة على المجرم؟ هل تؤرقكم فكرة أن تُقتلوا خلال عملكم ولا أحد يحاسب قاتلكم؟".

وختمت حنايشة كلامها، بالقول: "إلى شيرين، بعد سنة على غيابك، أصبحت أقرب منك، أصبحت أراقب كل ما هو مرتبط بكِ، أتابع وأحب كل من يحبك ويحب الحديث عنك. في غرفتي هنا (في بيروت) صورة لكِ وأنتِ مبتسمة، أينما وقفت أراكِ تنظرين إلي بابتسامتك الدافئة، فصرت دائما في خيالي بهذه الابتسامة. ذلك اليوم كتب القدر أن نظل معًا وحدنا، ومنذ ذلك اليوم أشعر بك حولي، دائمًا في كل لحظة وكل وقت، كنت أتمنى لو أن الحياة منحتني فرصة أن أشاركك قصة الطفلة شذا التي وقفت تردد يوما: شيرين أبو عاقلة – الجزيرة – فلسطين".

(Getty Images)

وأبو عاقلة من مواليد مدينة القدس المحتلة عام 1971، ومن أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، التي انضمت إليها عام 1997، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالأردن.

التعليقات