"كارثة تقع تحت أنظار العالم": دخول 24 شاحنة مساعدات لغزة

الأمم المتحدة تشدد على أن القطاع يحتاج 100 شاحنة يوميا على الأقل لتوفير الأساسيات للسكان؛ بايدن يؤكد على ضرورة زيادة "مهمة" في المساعدات لغزة؛ وإسرائيل لا تزال تعيق ذلك. الهلال الأحمر يعلن عن دخول 24 شاحنة مساعدات لغزة.

(Getty Images)

قال الهلال الأحمر الفلسطيني، مساء الأحد، إنه تسلم 24 شاحنة تحمل مساعدات دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح، ما يرفع إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ أسبوع إلى 118، فيما تصاعدت الدعوات لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة، في ظل المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع المحاصر.

وذكر الهلال الأحمر، في بيان، "تسلمنا مساء اليوم (الأحد) 24 شاحنة من الأشقاء في الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، تحتوي على مواد غذائية ومستلزمات طبية". وتابع أن "عدد الشاحنات المستلمة وصل حتى اللحظة إلى 118 شاحنة، فيما لم يتم السماح بإدخال الوقود".

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الهلال الأحمر تسلمه 10 شاحنات مماثلة من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، تحتوي على مواد غذائية ومستلزمات طبية، دون أن يسمح بإدخال الوقود، وذلك لليوم الـ23 على التوالي، في ظل الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي والغارات المكثفة على القطاع، وتشديد الحصار مع قطع الكهرباء والماء.

وكانت غزة تتلقى حوالي 500 شاحنة من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات يوميا قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بما في ذلك 45 شاحنة وقود لتشغيل سيارات القطاع ومحطات تحلية المياه والمخابز، وفق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وشددت الأمم المتحدة على أن القطاع يحتاج 100 شاحنة يوميا على الأقل لتوفير الأساسيات للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

"كارثة إنسانية تقع تحت أنظار العالم"

وتشدد المنظمات الحقوقية والإغاثية أن وتيرة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بطيئة جدا، والأحد حذّرت الأمم المتحدة من انهيار "النظام العام" في القطاع بعد نهب عدد من مراكزها. وشدد الرئيس الأميركي، جو بايدن، على الحاجة إلى زيادة "مهمة وفورية" في تدفق المساعدات إلى قطاع غزة.

وجاءت تصريحات بايدن اتصالين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو. وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد لنتنياهو "الحاجة إلى زيادة مهمة وفورية في تدفق المساعدة الإنسانية لتلبية حاجات المدنيين في غزة".

وفي اتصال منفصل مع نظيره المصري، اتفق بايدن والسيسي على "التسريع المهم والزيادة في تدفق المساعدة الى غزة بدءا من اليوم وبشكل متواصل"، وفق ما أكد المصدر ذاته.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد قال إن "الوضع في غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة"، مبديا أسفه لـ"تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها".

وجدّد الدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية"، وتابع الأمين العام للأمم المتحدة "يشهد العالم كارثة إنسانية تقع تحت أنظارنا".

وأضاف "هناك أكثر من مليوني شخص محرومون من مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء وملجأ وعناية طبية من غير أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه، فيما يتعرضون لقصف متواصل. أحض كل الذين يتولون مسؤوليات على التراجع عن حافة الهاوية".

وشدّد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي "على أهمية إيصال دعم إنساني عاجل إلى غزة"، وفق الحكومة البريطانية.

وجاء في بيان أصدرته رئاسة الحكومة أن سوناك وماكرون "توافقا على العمل معا لإيصال الغذاء والوقود والمياه والأدوية الضرورية لمن يحتاجون إليها، ولإخراج الرعايا الأجانب" من غزة.

في الفاتيكان دعا البابا فرنسيس أمام نحو 20 ألف شخص تجمّعوا الأحد في ساحة القديس بطرس إلى وقف الأعمال القتالية. وقال الحبر الأعظم "لتُترك فسحات لضمان المساعدات الإنسانية ويتمّ إطلاق سراح الرهائن على الفور".

وشدد رئيس وزراء النروج، يوناس غار ستور، على أن رد جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة على الهجوم الذي شنته حماس غير متكافئ، منددًا بوضع إنساني "كارثي".

وقال رئيس الوزراء النروجي في تصريح لإذاعة "إن آر كي" العامة إن "القانون الدولي ينص على أن (رد الفعل) يجب أن يكون متكافئًا. يجب أخذ المدنيين في الاعتبار، والقانون الإنساني واضح للغاية بشأن هذا الموضوع".

وتابع "أعتقد أنه تم تجاوز هذا الحد بشكل كبير".

التعليقات