07/04/2024 - 23:39

الفصائل الفلسطينية تنعى الشهيد وليد دقة: وفاته جريمة مكتملة الأركان... ووقفة احتجاجية في رام الله

بالتزامن مع صدور البيانات من قِبل الفصائل الفلسطينية، شارك محتجّون في تظاهرة، مساء الأحد، في وقفة وسط مدينة رام الله، عقب الإعلان عن استشهاد الأسير وليد دقة.

الفصائل الفلسطينية تنعى الشهيد وليد دقة: وفاته جريمة مكتملة الأركان... ووقفة احتجاجية في رام الله

سناء سلامة زوجة الشهيد الأسير بتظاهرة في باقة الغربية ("عرب 48")

نعت الفصائل الفلسطينية الشهيد الأسير وليد دقة، الذي استشهد مساء الأحد، بعد أكثر من 38 عاما قضاها في الأسر، وتعرّض خلالها للإهمال الطبيّ من قِبل السلطات الإسرائيلية، بالرغم من أنه كان مصابا بمرض السرطان، مشيرة إلى أن وفاته "جريمة مكتملة الأركان".

وبالتزامن مع صدور البيانات من قِبل الفصائل الفلسطينية، شارك محتجّون في تظاهرة، مساء الأحد، في وقفة وسط مدينة رام الله، عقب الإعلان عن استشهاد الأسير وليد دقة.

ورفع المشاركون في الوقفة صور الشهيد الأسير دقة، وهتفوا هتافات منددة بسياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية تجاه الأسرى في سجونها.

ونعت حركة "فتح" في بيان، "الشهيد الأسير القائد الوطني وليد دقة الذي استشهد في معتقلات الاحتلال، اليوم الأحد، بعد تعرّضه لجريمة الإهمال الطبيّ المتعمد من قبل إدارة ’مصلحة السجون’ التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيليّ، مؤكدة أن "سياسة الإهمال والتسويف والمماطلة التي مارستها سلطات الاحتلال بحقّ الأسير الشهيد دقة بالرغم من تدهور وضعه الصحيّ؛ تعدّ جريمةً مكتملةَ الأركان، وتدلّل على مدى استفحال النزعة الفاشيّة لدى منظومة الاحتلال الاستعماريّة التي رفضت الإفراج عن الأسير الشهيد دقة متجاهلةً التدخلات والمطالبات والالتماسات في هذا الصدد".

وذكرت أنّ "هذه الجرائم تُمارَس بشكل ممنهج حيالَ الأسرى في معتقلات الاحتلال، يُضاف إلى ذلك؛ الاعتداءات ذات الدوافع التصفويّة مثلما جرى مع عضو اللجنة المركزيّة لحركة ’فتح’ المناضل القائد مروان البرغوثي مؤخرًا".

وحمّلت "فتح" "منظومة الاحتلال الاستعماريّة المسؤوليّة الكاملة عن جريمة إعدام الأسير دقة، مؤكدةً أنّ منظومة الاحتلال التي أخلّت باتفاق الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التي أصرت القيادة الفلسطينيّة أنْ يتم الإفراج عنهم، وفي مقدمتهم؛ الأسير الشهيد دقة تتحمّل المسؤوليّة أيضًا عن حياة الأسرى القابعين في معتقلاتها، وعلى وجه الخصوص؛ الأسرى المرضى".

وأشارت إلى أنّ "ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بداية العدوان على شعبنا في السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، يكشف بما لا يدع مجالًا للشك أنّ منظومة الاحتلال تسعى من خلال الإجراءات الانتقاميّة التي أقرتها إلى استهداف حياة الأسرى؛ من خلال سياسة الإعدام الطبيّ، وحرمانهم من أبسط الاحتياجات الإنسانيّة".

ودعت "المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقيّة إلى ممارسة دورها في إلزام منظومة الاحتلال بالانصياع للقانون الدولي والاتفاقات ذات الصّلة، وأهمها؛ اتفاقيّة (جنيف) الرابعة، مطالبةً بعدم الاكتفاء بالبيانات الورقيّة والإدانات الشفهيّة تجاه ما يتعرّض له الشعب الفلسطينيّ وأسراه".

من جانبها، شدّدت حركة حماس في بيان صدر عن رئيس مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في الحركة، زاهر جبارين، أن الشهيد الأسير قد "عانى من مرض السرطان، ومن الإهمال الطبي المتعمّد والمفضي للقتل في سجون الاحتلال النازي".

وأضاف جبارين: "إننا وفي خضم معركة طوفان الأقصى المباركة وما تبذله المقاومة وشعبنا الفلسطيني العظيم في غزة دفاعا عن القدس والأقصى ووفاء للأسرى والمسرى، لنجدّد عهدنا مع أسرانا على الحرية القريبة رغم أنف الاحتلال وقادته النازيين الجدد".

وشدّد البيان على أن "جرائم المأفون (وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار) بن غفير في حق الأسرى، والتي كان آخرها استشهاد وليد دقة، هي محاوة لإفشال جهود الوسطاء، ووضع العراقيل أمامهم".

بدورها، نعت "الجهاد الإسلامي"، إلى "شعبنا وأمتنا عميد الأسرى وجنرال الصمود الأسير المجاهد وليد دقة".

وقالت إن استشهاد دقة داخل السجون بعد انتهاء مدة أسره، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه، رغم إصابته بأمراض خطيرة، جعل منه تجسيدا حيا للمعاناة التي يعيشها الأسرى البواسل داخل الزنازين والمعتقلات.

ونعت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في بيان، "القائد الوطني والجبهاوي الكبير الأسير المثقف والمفكر الثوري والأديب/ وليد نمر أسعد دقة (أبو ميلاد)، أحد أبرز قيادات الحركة الأسيرة ومنُظريها ومفكريها والذي استشهد.... جراء سياسة الإهمال الطبي بعد معاناة طويلة من المرض".

وتقدمت الجبهة الشعبية "من الرفيق القائد الأمين العام أحمد سعدات والرفاق في فرع السجون والحركة الأسيرة وزوجته المناضلة سناء وابنته ميلاد وعموم عائلته، وجميع رفاقه بأحر التعازي باستشهاد هذا الرفيق القائد والملهم، وأحد جنرالات الصمود، والقادة الوطنيين والجبهاويين الأفذاذ والأدباء الذين نقشوا اسمهم بحروف من ذهب، لما قدمه من تجربة نضالية غنية وملهمة لأجيالٍ عديدة من الأسرى في سجون الاحتلال".

وقالت في البيان ذاته، إن دقة "كان له تجربة فكرية وأدبية غنية ومميزة قلّ نظيرها بتأثيرها على حياة الأسرى، ومعانيها وثوريتها ومآثرها، فقد كان من أبرز رموز أدب السجون؛ بل عميدها وأديبها الأول، كما قَدمّ للمكتبة الفلسطينية والعربية والدولية دراسات فكرية وأديبة مهمة".

وشدّدت على أنه "بموازاة ذلك كان الشهيد من أبرز القيادات الوطنية وأسرى الداخل المحتل الذين تقدموا الصفوف في مواجهة ممارسات وانتهاكات الاحتلال، والمشاركة في كافة المعارك النضالية للحركة الأسيرة".

الخارجية الفلسطينية تدين جريمة إعدام الأسير وليد دقة

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، "بأشدّ العبارات، جريمة إعدام الأسير المريض بالسرطان وليد دقة (62 عاما) داخل مستشفى ’آساف هروفيه’، وطالبت الدول والمنظمات الدولية الوقوف عند مسؤولياتها بتوفير الحماية لشعبنا".

كما أدانت، في بيان صادر عنها، "الجرائم البشعة التي ترتكبها حكومة الاحتلال الإسرائيلية وأذرعها ذات العلاقة، بحق أسرانا الأبطال، والتي تتمثل باعتماد قوانين وتشريعات عنصرية بحقهم، وسياسة القمع والتنكيل وتعمّد الإهمال الطبي لصحتهم، والتي أدت إلى استشهاد الأسير دقة وغيره من الأسرى".

وطالبت الوزارة، "الدول والمنظمات الدولية، الوقوف عند مسؤولياتها بوقف جرائم إسرائيل ومحاسبتها، حماية للشعب الفلسطيني، وحفاظا على القانون الدولي ومؤسساته".

بدوره، نعى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، الشهيد الأسير وليد دقة، الذي "استشهد في معتقلات الاحتلال، الأحد، بعد تعرّضه لجريمة الاهمال الطبي وسياسة الموت البطيء المتعمد التي تمارسها إدارة ’مصلحة السجون’ التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيليّ، بحق الأسرى الفلسطينيين.

وأكد الشيخ أن "إسرائيل تضرب بعرض الحائط، جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان فيما يتعلق بالأسرى وحقوقهم، خاصة حرمانهم من حقهم في تلقي العلاج، معتبرا أنها جريمة مكتملة الأركان تضاف إلى سلسلة جرائم هذا الاحتلال".

وأضاف أن دقه "ترك خلفه إرثا من النضال والتضحية الذي سيشكل مصدر إلهام للاجيال القادمة، في تشكيل وعيهم، وإنتمائهم للأرض، والقضية العادلة".

التعليقات