"المستعمرات اليهودية والطرق تغير معالم القدس"

-

(إعداد : ليوناردو حوش، نزار قطوش، إياد الأعرج، وسهيل خليلية بالتعاون مع خليل التفكجي (دائرة الخرائط - جمعية الدراسات العربية)



قامت "إسرائيل" منذ عام 1967 ومازالت حتى اليوم تقوم بانتهاج سياسة التغير الديمغرافي لمدينة القدس ضمن خطة إستراتيجية تهدف من خلالها إلى خلق واقع جديد في القدس عن طريق تجميد الوجود الفلسطيني في المدينة والسعي للقضاء عليه بصورة تدريجية واستبداله بأغلبية سكانية يهودية ، حيث عملت حكومة "إسرائيل" ممثلة ببلدية القدس بالأعداد لبناء عدد جديد من المستعمرات "الإسرائيلية" و شق المزيد من الطرق الالتفافية حول المدينة المقدسة هادفة إلى طرد سكانها الفلسطينيين من خلال تشديد الخناق عليهم والحد من تمكينهم من التمتع بحياة طبيعية عن طريق وضع العديد من القيود على حركتهم ونشاطاتهم والحد من توفير الخدمات اللازمة لعيشهم الكريم.
سعيا لفرض سيطرتها على مدينة القدس ، قامت الحكومة "الإسرائيلية" بتوسيع حدود المدينة وكثفت بناء المستعمرات حولها وعملت على توسيع العديد منها حتى يتسنى لها ضم أكبر مساحة من أراضي الضفة الغربية الموجودة حول القدس ضمن الخطة "الإسرائيلية" لتوسيع حدود المدينة لتصل إلى الحدود المرسومة للقدس الكبرى والتي تم اعتمادها بشكل عام ورسمي من قبل الكنيست "الإسرائيلي" في 28 أيار 1997 . وعلى صعيد أهم النشاطات التي قامت وتقوم بها الحكومات "الإسرائيلية" لتحقيق هذه الغاية يمكن إدراجها كما يلي:-

أ) مستعمرة راموت ألون :
تم إنشاء مستعمرة راموت ألون في عام 1970، حيث يبلغ عدد سكانها حالياً 39000 مستعمر "إسرائيلي" مما يجعلها ثاني أكبر مستعمرة في القدس الشرقية من حيث الحجم السكاني . يتم توسيع المستعمرة حاليا على مساحة 200 دونم في منطقة أطلق عليها اسم راموت 06 على أراضي تابعة لقرى بيت إكسا ، بيت حنينا والنبي صموئيل .

ب) مستعمرة ريختس شعفاط :
تعتبر مستعمرة ريختس شعفاط إحدى خروقات الحكومة "الإسرائيلية" لاتفاقية أوسلو ، والقاضية بعدم بناء أي مستعمرة جديدة في المناطق المحتلة . تم بناء هذه المستعمرة في عام 1994 على مساحة 2000 دونم من الأراضي الفلسطينية والتي صادرتها السلطات "الإسرائيلية" منذ عام 1970 وأعلنتها منطقة خضراء حيث قامت بزراعتها بأشجار حرجية في ذلك الوقت . وتضم المستعمرة المذكورة اليوم 8000 مستعمر متدين يقيمون في 2165 وحدة سكنية قائمة على أراضي فلسطينية تابعة لقرى شعفاط وبيت حنينا . وتهدف "إسرائيل" إلى توسيع المستعمرة وربطها مع منطقة عطروت الصناعية في الشمال .

ج) مستعمرة جفعات زئيف :
تم إنشاء مستعمرة جفعات زئيف في عام 1981 ، ويبلغ عدد سكانها حالياً حوالي 8000 مستعمر علماني . وتمتد المستعمرة على نحو 1300 دونم من أراضي قريتي الجيب وبيتونيا . تسعى حكومة "إسرائيل" إلى جعل جفعات زئيف أكبر مستعمرة في شمال غرب القدس عن طريق زيادة مساحتها إلى 20000 دونم . ففي 28/1/1996 وافقت حكومة "إسرائيل" على خطة التوسع الخاصة بالمستعمرة المذكورة ، (خطة رقم 1/3/220 (مشروع 3/220) والقاضية ببناء 2650 وحدة سكنية جديدة مما يرفع عدد القاطنين في المستعمرة إلى 20000 مستعمر .
إن التوسع المذكور للمستعمرة سيتم فوق الأراضي المصادرة للقرى الفلسطينية بالقرب من موقع التوسع والذي تم الإعلان عن بدايته في تاريخ 13/3/1997 تحت مشروع رقم 7/4/220 والقاضي بمصادرة 200 دونم من الأراضي الزراعية التابعة لقرية الجيب . كما وتم الإعلان في 24/3/1997 عن خطة توسع إضافية (تحت مشاريع ذات الأرقام 9/220، 1/220، 14/220) على أرضي قرى الجيب وبيتونيا من أجل بناء 1550 وحدة سكنية ، و لربطها مع مستعمرتي جفعون حدشه و جفعون . ويذكر أن التوسعات المذكورة لمستعمرة جفعات زئيف هي استمرار للحاجز العمراني "الإسرائيلي" والذي يصلها مع كل من مستعمرة راموت ألون ، مستعمرة عطروت ومستعمرة جديدة في طور البناء عند قرية النبي صموئيل . والجدير بالذكر أن خطة الحكومة "الإسرائيلية" كانت قد قضت باقتطاع مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية الخالية والمجاورة للمستعمرات تحسبا للنتائج المترتبة من المفاوضات النهائية حول القدس .

د) مستعمرة النبي صموئيل :
في عام 1993 قامت حكومة "إسرائيل" بالإعلان عن مصادرة قرابة 3500 دونم من أراضي الجيب ، بئر نبالا ، بيت حنينا والنبي صموئيل بدعوى أن المساحة المصادرة هي منطقة حرجية . وفي وقت لاحق كشفت الجرافات "الإسرائيلية" عن نوايا حكومتها عند قيامها بجرف مساحات كبيرة من المنطقة الحرجية الواقعة غرب قرية النبي صموئيل الفلسطينية وذلك تمهيدا لبناء مستعمرة جديدة أطلق عليها اسم "هار شموئيل" والتي تشكل نقطة وصل بين كل من مستعمرتي جفعات زئيف و راموت ألون .

هـ) مستعمرة هارآدار :
تم إنشاء المستعمرة عام 1986 ويبلغ عدد سكانها حاليا حوالي 1500 مستعمر يقيمون على 408 دونماً من أراضي قرى بدو وبيت سوريك . أما بالنسبة للخطط التوسعية لمستعمرة هارآدار ، فقد أعلنت حكومة "إسرائيل" مؤخرا عن بناء 800 وحدة سكنية جديدة على 620 دونم من الأراضي الزراعية الفلسطينية من قرى بدو وقطنة .

و) مطار القدس :
أوعزت الحكومة "الإسرائيلية" إلى سلطة الموانئ "الإسرائيلية"في القدس بتحضير الخطط لتوسيع مطار القدس بزيادة قدرها 4 كيلومترات لمدرج المطار ، وما يستلزم من مساحات إضافية لمرافق المطار والمنطقة الحرة فيه . الجدير بالذكر أن التوسعات المذكورة ستتم على أراضي زراعية تابعة لقرى بئر نبالا و الجيب في خطوة "إسرائيلية" هادفة للسيطرة على المطار من خلال فرض أمر واقع قبيل محادثات الحل النهائي .

ي) مستعمرة النبي يعقوب :
على الجزء الشمالي الشرقي لمدينة القدس الشرقية ، تم إنشاء مستعمرة النبي يعقوب عام 1970 على مساحة قدرها 1750 دونما من أراضي فلسطينية تابعة لقرى بيت حنينا ، حزما و الجبع ، حيث تتضمن الخطة التوسعية لهذه المستعمرة ، والبالغ عدد سكانها الحالي قرابة 18000 نسمة، إلى التوسع في مساحتها العمرانية نحو الشرق بهدف وصلها مع مستعمرة آدم المقامة أيضا على أراضي تابعة للقرى المذكورة أعلاه فتشكل بذلك حزاما جغرافياً وعمرانيا مانعا لأي توسع لمدينة القدس الفلسطينية وقراها المجاورة .

ب) مستعمرتي بسغات زئيف و بسغات أومر :
تم إنشاء المستعمرتين في عام 1985 على مساحة قدرها 4400 دونم من الأراضي الفلسطينية المصادرة التابعة لقرى بيت حنينا و شعفاط . يتم في هذه المرحلة تطوير كلا من المستعمرتين ضمن خطة هيكلية لربط مستعمرة بسغات زئيف مع مستعمرة بسغات أومر . توسعات إضافية تجري نحو الشرق على أراضي قرية عناتا وباتجاه الجنوب على أراضي مخيم شعفاط . وتشكل هذه التوسعات لكل من مستعمرة بسغات زئيف و بسغات أومر ، والبالغ عدد المقيمين فيهم 29000 مستعمر ، رسما للحدود الشرقية لمدينة القدس الشرقية .

ج) مستعمرة البوابة الشرقية
على أراضي قرية شعفاط الفلسطينية وبالتحديد على تله رأس خميس و تله رأس شحادة المحاذيتان للقرية يتم الإعداد لبناء مستعمرة البوابة الشرقية . من النتائج المترتبة عن بناء المستعمرة المذكورة خلق حلقة وصل بين مستعمرة التلة الفرنسية في الجنوب و مستعمرة بسغات أومر في الشمال محدثة بذلك وحدة جغرافية بين المستعمرات الجنوبية انطلاقا من مستعمرة النبي يعقوب . ولما كان لوجود مخيم شعفاط في تلك المنطقة الأثر الأكبر في إعاقة تنفيذ ما سبق ، فإن إزالته أصبحت أمراً حتميا لحكومة "إسرائيل" وبلدية القدس حتى يتسنى لهم تطبيق مشروعهم السري-العلني والساعي إلى خلق أغلبية "إسرائيلية/ يهودية" في القدس الشرقية .
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة "الإسرائيلية" قد قامت باتخاذ عدة خطوات كان من أهمها تعريض الـ 10.000 لاجئ المقيمين في مخيم شعفاط إلى الخطر الترحيل الدائم من المخيم الذي تبلغ مساحته 400 دونم . كذلك رفضت بلدية القدس منح المواطنين الفلسطينيين القاطنين في تلك المنطقة أي رخصة بناء جديدة وفرضت غرامات باهظة على عائلات فلسطينية وصلت إلى 150000 شيكل "إسرائيلي" (48000$) بحجة البناء بدون تراخيص كعقاب رادع .
وتتضمن خطة البناء لمستعمرة البوابة الشرقية إضافة إلى كونها منطقة سكنية لأكثر من 2000 "إسرائيلي/ يهودي" ، كذلك حدائق ومتنزهات وأحواض سباحة ومناطق صناعية .

د) مستعمرة علمون :
تقع مستعمرة علمون شرقي قرية عناتا الفلسطينية وقد تم إنشاؤها عام 1982 على مساحة قدرها 300 دونم ، ويقطنها حاليا 530 "إسرائيلي" علماني . قامت حكومة "إسرائيل" مؤخرا بمصادرة 1530 دونم من أرضي تابعة لقرية حزما الفلسطينية ضمن خطة لتوسيع مستعمرة علمون الهادفة إلى محاصرة وخنق قرية عناتا والقضاء على أية إمكانية لتوسعها من الناحية العمرانية وبالتالي السكانية.

هـ) مستعمرة معاليه ادوميم :
أقيمت مستعمرة معاليه ادوميم على الحدود الشرقية المرسومة من قبل حكومة "إسرائيل" للجانب الشرقي للقدس العربية . وقد أنشئت مستعمرة معاليه ادوميم والتي هي أكبر مستعمرة في الضفة الغربية في عام 1975 حيث تبلغ مساحتها 2100 دونم ويبلغ عدد سكانها 25000 نسمة .
وتشمل خطط التوسع لمستعمرة معاليه ادوميم زيادة في المساحة تبلغ 35000 دونم من أراضي الضفة الغربية ، ويسير تنفيذ البناء في المستعمرة على قدم وساق ، فقد تم طرد عشيرة عرب الجهالين القاطنين في المنطقة منذ عام 1952 والتي من المقرر أن يجري التوسع عليها .
قامت "إسرائيل" مؤخرا بالإعلان عن مصادرة منطقة إضافية تبلغ مساحتها 12440 ألف دونم لتوسيع مستعمرة معاليه ادوميم فوق أراضي تابعة للقرى الفلسطينية المحيطة بها ( أبو ديس، العيزرية، العيساوية، عناتا والزعيم ) وتم تعريف منطقة التوسع باسم E1 والتي من المقرر أن تستوعب 3500 وحدة سكنية و 50000 مستعمر "إسرائيلي" . من المقرر أن تستخدم المنطقة الجديدة E1 كحلقة وصل بين المستعمرة وكل من بسغات زئيف ، بسغات أومر ، النبي يعقوب و التلة الفرنسية ، بحيث يتم خلق حاجز من المستعمرات الهادفة إلى القضاء على الوجود الفلسطيني في المنطقة .

و) مستعمرة رأس العامود
تم تخصيص الأرض المقررة لبناء مستعمرة رأس العامود من قبل الحكومة "الإسرائيلية" والواقعة في وسط التجمع الفلسطيني لمنطقة رأس العامود الواقع على بعد عدة كيلومترات شرقي القدس القديمة . ومن المقرر أن تحتوي مستعمرة رأس العامود على 132 وحدة سكنية ومجمع تجاري .


إن استكمال أعمال البناء في المستعمرات المذكورة أعلاه سينهي مرحلة أخرى من خطط التوسع "الإسرائيلية" الرامية إلى بناء حزام من المستعمرات "الإسرائيلية" الهادفة إلى تطويق الجهة الشرقية لمدينة القدس العربية وحرمان الفلسطينيين من مساحات شاسعة من الأراضي اللازمة لنمو مجتمعاتهم .

أ ) مستعمرة تلبيوت الشرقية ورامات راحيل :
لقد تم بناء جزء من هذه المستعمرات على أرض تم تعريفها في الهدنة عام 1949 بالأرض الحرام . وفي عام 1970 قامت حكومة "إسرائيل" بخرق الهدنة وبناء مستعمرة تلبيوت الشرقية والبالغ عدد سكانها اليوم حوالي 15000 نسمة على أرض البقعة . تم الموافقة مؤخرا من قبل بلدية القدس على بناء 1300 وحدة سكنية على أرض واقعة بين مستعمرتي شرقي تلبيوت ورامات راحيل ، وخصص لمشروع البناء 100 مليون دولار أمريكي بمبادرة خاصة لبناء شقق فاخرة بتكلفة تتراوح ما بين 250.000 ألف دولار أمريكي و 500.000 ألف دولار أمريكي للشقة الواحدة . من المقرر أن يعمل المشروع الإسكاني في شرقي تلبيوت على مواصلة خط البناء الاستعماري ليصل إلى القدس الغربية . كما أنه سيتم بناء مجمع جديد للمستعمرة يشمل 400 فيلا و300 غرفة .

ب ) مستعمرة جفعات ها آربع :
تقوم حكومة "إسرائيل" بالتجهيز لبناء مستعمرة جديدة إلى الجنوب من رامات راحيل لجانب كنيسة مار الياس ، وستضم المستعمرة 3000 وحدة سكنية حيث ستكون بمثابة حائط آخر في حاجز المستعمرات "الإسرائيلية" الهادف إلى إغلاق الجهة الجنوبية لحدود القدس الشرقية وفاصل جغرافي بين مدينة بيت لحم والقدس الشرقية .

ج ) مستعمرة هار حومة :
يتم في هذا الوقت الإعداد لتجهيز البنية التحتية لمستعمرة هار حومة على جبل غابة أبو غنيم الواقع في الجزء الشمالي لمنطقة بيت لحم . وتضم غابة أبو غنيم أكثر من 60 ألف شجرة صنوبر حيث خصصتها بلدية القدس "الإسرائيلية" منطقة حرجية ضمن إطار المحافظة على البيئة وبهذه الطريقة استطاعت "إسرائيل" الإبقاء على جبل أبو غنيم بعيدا عن متناول يد أصحابه الفلسطينيين حيث رفضت إسرائيل إعطائهم أي رخصة للبناء على الجبل المذكور خلال سنوات طويلة مضت بحجة أن الجبل مصنف كمنطقة خضراء .
كان ذلك حتى كشفت الجرافات "الإسرائيلية" عن نوايا حكومتها الرامية إلى بناء مستعمرة هار حومة البالغة مساحتها 2700 دونم حيث أنه من المقرر أن يتم بناء 6500 وحدة سكنية ضمن المرحلة الأولى و التي من المقرر أن تتسع لـ 30000 مستعمر "إسرائيلي" متدين . بذلك تكون قد تمت مرحلة أخرى من الحاجز الجنوبي للمستعمرات الواقعة جنوب منطقة القدس واضعة بذلك حداً لأي تطور ديمغرافي وعمراني لقرية آم طوبا ومدينتي بيت لحم وبيت ساحور .

د ) مستعمرة جيلو :
تم إنشاء مستعمرة جيلو البالغ عدد سكانها 30000 مستعمر "إسرائيلي" عام 1970 على أراضي تابعة لمدينتي بيت جالا و بيت صفافا الفلسطينيتين . خلال العام المنصرم تمت توسعات كبيرة في الجهة الجنوبية والغربية للمستعمرة على حساب أراضي بيت جالا .
كما قامت الحكومة "الإسرائيلية" عام 1996 ببناء 93 وحدة سكنية لليهود الشرقيين على مساحة 16 دونم من أرض تابعة لسكان فلسطينيين من قرية بيت صفافا ، وأطلق أسم متسباة بيت لحم على المساحة التي فيها البناء الممتد باتجاه مدينة بيت لحم مقتلعة خلال البناء المئات من أشجار الزيتون المزروعة منذ عهد الرومان أي قبل ألفي عام .
أما دمج مستعمرة جيلو من خلال التوسع الجديد بطريق التفافي مع مستعمرة هار حومة فما هو إلا مواصلة للحاجز الديمغرافي الفاصل بين سكان القدس الشرقية والضفة الغربية .

هـ) مستعمرة جاني بيطار :
جاني بيطار هي مستعمرة "إسرائيلية" جديدة تقع غربي مستعمرة جيلو ويخطط لبناءها على أراضى تابعة لقرية الولجة ودير كريمزان (الساليزيان) ولم يكشف النقاب بعد عن مساحة المستعمرة أو أية معلومات أخرى .

و ) مستعمرة جفعات هامتوس :
تم تأسيس مستعمرة جفعات هامتوس عام 1992 على أراضي تابعة للكنيسة الأرثوذكسية ، ويوجد في المستعمرة 280 بيت متنقل بهدف استيعاب القادمين الجدد من إثيوبيا . أما بالنسبة لمساحة المستعمرة فتبلغ 256 دونم تم توسيعها مؤخراً إلى 980 دونم بهدف بناء 3600 وحدة سكنية جديدة على أراضي فلسطينية تابعة لقرية بيت صفافا . كان لهذا التوسع لمستعمرة جفعات هامتوس إلى جانب التوسع لمستعمرة جيلو وبناء الطرق الالتفافية في تلك المنطقة ، الأثر الأكبر في محاصرة بيت صفافا ، محدثا فيها تقسيمات جغرافية أشبه بالمجمعات الصغيرة (الكنتونات) ومكملا للحاجز الاستعماري المحاصر لجنوب مدينة القدس .
إن استكمال أعمال البناء في المستعمرات المذكورة أعلاه سينهي مرحلة أخرى من خطط التوسع "الإسرائيلية" الرامية إلى بناء حزام من المستعمرات "الإسرائيلية" الهادفة إلى تطويق الجهة الجنوبية لمدينة القدس العربية و حرمان الفلسطينيين من مساحات شاسعة من الأراضي اللازمة لنمو مجتمعاتهم وكذلك فصل بيت لحم عن القدس .

تقوم "إسرائيل" حاليا بشق العديد من الطرق في القدس الشرقية بهدف تسهيل تحركات المستعمرين بين المستعمرات المختلفة حول القدس الشرقية . إقامة هذه الطرق سيؤدي إلى مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية لتوسيع المستعمرات "الإسرائيلية" المجاورة وللقضاء على استمرارية وتطور التجمعات السكنية الفلسطينية في القدس الشرقية .

1) شارع (45)وشارع (5) :
يعتبر هذان الشارعان سوراً يطوق عنق مدينة القدس الشرقية وفاصلا ملموسا لها عن باقي الضفة الغربية ، و محتفظين بمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بغرض توسيع المستعمرات "الإسرائيلية" في المستقبل . حيث تم مصادرة أكثر من 16000 دونم من الأراضي الفلسطينية المحيطة بالقدس الشرقية تحت مظلة بناء الشوارع الأمنية والتي من خلال شقها سيهدم ما يزيد عن 38 منزل فلسطيني . هذا وسيعمل شارع 5 على ربط شارع 45 مع شارع 4 حيث سيمر من خلال قرية بيت صفافا محدثاً فاصل جغرافي في المنطقة الشرقية .

2) شارع (4) :
يربط شارع (4) ، و الذي يمتد على مساحة 2300 دونم ، كل من المنطقة الصناعية في عطروت ومنطقة مطار القدس مع مستعمرة ريختس شعفاط مستمراً في امتداده إلى مستعمرة جيلو . وقد بات واضحاً أن النتائج المدمرة لشارع (4) ستؤدي إلى مصادرة و القضاء على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية الزراعية لقرية بيت صفافا محدثا شرخا في قرية بيت حنينا مما يجعل توسعها باتجاه الغرب أمر مستحيلا . كما وسيتم هدم منزلين فلسطينيين لتسهيل عملية شق الطريق المذكور .

3) شارع (1) :
تم استكمال المرحلة الأولى من شارع رقم 1 في عام 1992 ، حيث يربط هذا الشارع منطقة باب العامود في القدس الشرقية مع التلة الفرنسية . أما المرحلة الثانية للشارع المذكور ما زالت تحت طور البناء الممتد نحو الشمال ليصل عند مدخل مستعمرة النبي يعقوب . هذا وسيؤدي شق الشارع (1) إلى مصادرة 380 دونم من الأراضي الفلسطينية وتدمير ما يزيد عن 17 منزلاً فلسطينياً . يذكر أن شارع (1) يحاذي شارع آخر يحمل رقم 13 وكذلك الطريق الرئيسة بين مدينة رام الله والقدس الشرقية .
الواضح للعيان أن شارع رقم (1) يخدم هدف "إسرائيلي" استعماري بحت ، حيث أن بناءه لن يساهم في تحسين شبكة المواصلات بقدر كونه فاصلا بين الأراضي الفلسطينية الزراعية والخالية من الحركة العمرانية عن أصحابها من قرى بيت حنينا و شعفاط والتي تهدف "إسرائيل" إلى مصادرتها والبناء عليها 3815 وحدة سكنية ومنطقة صناعية.

4) شارع (16) :
انطلاقاً من حي واد الجوز في القدس الشرقية سيمتد شارع 16 من خلال نفق يخترق جبل الزيتون أسفل مستشفى المطلع (اوغستا فكتوريا) مروراً بالقرب من قرية الزعيم ليلتقي مع شارع 5 و الشارع المؤدي إلى مستعمرتي جفعات زئيف ومعاليه ادوميم في الجهة الشرقية لمدينة القدس و حتى أريحا

التعليقات