الولايات المتحدة صوتت وحدها ضد القرار: قرار بتشكيل لجنة تحقيق في الاستيطان

المجلس لحقوق الإنسان يقرر تشكيل لجنة تقوم بدراسة أبعاد وتأثيرات البناء الاستيطاني على الفلسطينيين، وإسرائيل والولايات المتحدة تصفان القرار بـ"غير الشرعي وغير المجدي وغير المنصف وغير المتزن"..

الولايات المتحدة صوتت وحدها ضد القرار: قرار بتشكيل لجنة تحقيق في الاستيطان
قرر المجلس لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، مساء اليوم الخميس، تشكيل لجنة تحقيق دولية تقوم بدراسة البناء الاستيطاني وتأثيره على حقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة.
 
وجاء أن 36 دولة صوتت إلى جانب قرار تشكيل اللجنة، في حين كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب إسرائيل وصوتت ضد القرار، في حين امتنعت 10 دول عن التصويت، كان من بينها تيشيكيا ورومانيا وهنغاريا وبولندا وكوستاريكا وإيطاليا وإسبانيا.
 
وبحسب قرار المجلس فسوف يتم "إرسال لجنة تحقيق دولية مستقلة، يقوم بتعيينها رئيس المجلس لحقوق الإنسان، وذلك للتحقيق في أبعاد البناء الإسارئيلي في المستوطنات على الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية".
 
وقرر المجلس أيضا أن التفويض الممنوح للجنة يشتمل على تقديم تقرير للمجلس لحقوق الإنسان، ويدعو إسارئيل إلى "عدم الإزعاج خلال عملية التحقيق، والتعاون بشكل كامل مع اللجنة".
 
وإضافة إلى القرار بتشكيل لجنة التحقيق، فقد تبنى المجلس أربعة قرارات تنتقد إسرائيل، وهي ذات صلة بالاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ووضع حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس، ومتابعة تطبيق توصيات "تقرير غولدستون" بشأن الحرب العدوانية على قطاع غزة في كانوني 2008-2009.
 
إلى ذلك، علم أن مندوب إسرائيل في هيئات الأمم المتحدة في جنيف، روني لشنو – ياعر، هاجم القرار، وادعى أنه "يتفاجأ من تلون المجلس"، كما ادعى أن هذه القرارات، التي وصفها بغير الشرعية وغير المجدية، سوف "تزيد من حدة التوتر والمراة في وضع متفجر أصلا"، وأن المجلس يصب الزيت على النار التي يجب إخمادها.
 
ونقل عن مندوب فلسطين إبراهيم خريشة قوله "نحن لا نريد أن نعزل إسرائيل، ولكنها لا تتوقف عن عملية السيطرة على أراضينا". وأضاف أنه يجب تشكيل اللجنة بشأن الاستيطان، لأنه لا يمكن تطبيق حل الدولتين مع استمرار الوضع الحالي، مشيرا إلى أنه يجب إدانة الاحتلال لخرقه لحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية.
 
كما هاجم مندوب سورية إسرائيل، مشيرا إلى أنها تسرع من عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الجولان السوري المحتل، وهو ما اعتبره خرقا لميثاق جنيف وعمليات قرصنة.
 
من جهته ادعى مندوب الولايات المتحدة في جنيف أن القرار يمس بمحاولات تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولا يساعد في الدفع بحقوق الإنسان للإسرائيليين والفلسطينيين. كما أكد على أن الولايات المتحدة سوف تصوت ضد القرار، وطالب باقي الدول بأن تحذو حذوها.
 
وقال أيضا إن الولايات المتحدة قلقة من عدد القرارات، التي وصفها بـ"غير المنصفة وغير المتزنة"، ضد إسرائيل في المجلس لحقوق الإنسان. وادعى أن المجلس يميز ضد إسرائيل. وبحسبه فإن من يدعم إقامة دولة فلسطينية يجب أن يدعم محاولات تجديد المفاوضات بين الطرفين وأن يتجنب الخطوات التي تمس بذلك.
 
وأضاف أن "الحديث هو عن إقامة جهاز أمم متحدة من جانب واحد ضد إسرائيل. وأن ذلك لا يخدم السلام، وإنما يبعد الطرفين". ورغم أنه قال إن الولايات المتحدة لا توافق على شرعية البناء في المستوطنات، إلا أنه قال إن الولايات المتحدة قلقة من القرار من جانب واحد ضد إسرائيل، وأن المجلس لا يعترف بأن هناك طرفين في هذا الصراع. وبحسبه فإن "تشكيل اللجنة سوف يعقد عملية السلام ولن يحقق شيئا".
 
وضمن ردود الفعل الإسرائيلية على القرار، قال المتحدث باسم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إن الأخير أصدر بيانا اعتبر فيه المجلس لحقوق الإنسان منافقا، وأن له أغلبية أوتوماتيكية ضد إسرائيل، ولا علاقة له بحقوق الإنسان.
 
وأضاف البيان أن المجلس أصدر 91 قرارا حتى اليوم، منها 39 قرارا ذات صلة بإسرائيل، وثلاثة قرارات بسورية وقرار واحد بإيران.
 
واعتبر بيان نتانياهو أن حديث المندوب السوري عن حقوق الإنسان ودعوة ناشط في حركة حماس لحضور الجلسة كان كافيا "لفهم مدى انقطاع المجلس عن الواقع".

التعليقات