"كذا مرّة تعرّضنا للموت": ناجون يسردون أهوال ما شهدوا في غزّة قبل مغادرتها

إحدى الشهادات: "حرب مرعبة جدا ما في أي أهداف واضحة الضرب عشوائي، وعملية انتقام من الشعب الفلسطيني والحرب مرعبة لأي انسان عايش بالبلد".

(Getty Images)

لم يتمكن زوّار غزة قبل الحرب التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيليّ على القطاع، من قضاء رحلتهم كما كانوا يخططون، بل كانت تلك الزيارة مرحلة مفصلية في حياتهم، شاهدوا خلالها الدمار والموت في كل مكان.

واليوم، ولأول مرة منذ بدء الحرب، تمكنت دفعة من حملة الجوازات الأجنبية من مغادرة القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

وتمكن 335 شخصا من الأجانب والفلسطينيين مزدوجي الجنسية من مغادرة القطاع، بناء على طلبات تقدموا بها، عقب اندلاع الحرب، وفقا لسلطات المعابر الفلسطينية.

(Getty Images)

وبحسب شهاداتهم، فإن جميعهم تعرضوا لظروف مرعبة كادت أن تودي بحياة بعضهم خلال تواجدهم في القطاع بفعل حرب الجيش الإسرائيلي الذي قالوا إنه "لم يكن يميز أي هدف وكان يضرب بشكل عشوائي كل مكان".

الطفلة حلى السيد سعيد شقورة، فلسطينية تحمل الجنسية الليبية، قالت: "جينا (أتينا) من لبيبا وتعرضنا للترحيل والتهجير من بيتنا بغزة (نتيجة الغارات)".

وأضافت أنها كانت وأمها تمشيان وتتنقلان من مكان إلى مكان بسبب القصف والتهجير، ولا تدريان متى يمكن أن يخطفهما الموت، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء، نقلا عنها.

(Getty Images)

وتابعت: "نمشي بالموت، وأطفال غزة يتعرضون لموت ولإصابات".

وأضافت: "بدي (أريد أن) أطلع ما بدي أموت، أنا وامي أجينا هان (أتينا إلى هنا)، بدي أطلع عشان شفنا (شاهدنا) الويل وتهجرنا، وكذا مرة تعرضنا للموت".

وقالت وكلها أمل في حياة بعيدة عن الدمار والقتل خارج القطاع: "بدنا نطلع برة غزة حتى لو مش راح نرجع مرة ثانية".

بدوره، قال مازن الدنف، وهو فلسطيني يحمل الجنسية الألمانية: "آخر مرة جيت (أتيت) قبل سنتين، من ثم أجيت في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، وصارت الحرب في غزة وظللنا عالقين".

(Getty Images)

وأضاف: "لنا 25 يوما.. السفارة أبلغتنا أن هناك احتمالا كبيرا أن يتم فتح معبر رفح ويغادر أصحاب الجنسيات الأجنبية".

وتابع: "حرب مرعبة جدا ما في أي أهداف واضحة الضرب عشوائي، وعملية انتقام من الشعب الفلسطيني والحرب مرعبة لأي انسان عايش بالبلد".

ولفت إلى أنه "لا يوجد للجيش الإسرائيلي أي هدف، ويضرب بكل مكان بشكل عشوائي".

من جانبه، قال متحدث هيئة المعابر الفلسطينية، هشام عدوان، من أمام معبر رفح: "تم إبلاغنا من الجانب المصري أن المعبر سيعمل لخروج 81 جريحا من الإصابات الخطيرة نتيجة العدوان، إضافة لكشف وصلنا من الجانب المصري لأصحاب الجوازات الاجنبية ما يقارب 500 اسم".

(Getty Images)

وأضاف عدوان: "نعمل لتسهيل سفر هؤلاء الناس بكل أريحية". وتابع: "ندعو مصر لفتح المعبر بشكل دائم ومستمر لخروج المسافرين من غزة بشكل طبيعي بالإضافة أن لدينا أكثر من 20 ألف جريح وآلاف الإصابات خطيرة".

وشدد عدوان على ضرورة أن يظل معبر رفح مفتوحا بشكل كامل ومستمر لعلاج الجرحى في مستشفيات العالم.

ومنذ 26 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، دمر خلالها أحياء سكنية كاملة، مما أسفر عن استشهاد 8796 شخصا، بينهم 3648 طفلا، وإصابة 22219 آخرين، وتسببت بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.

(Getty Images)

التعليقات