خوفًا على حياتهم: آلاف العمّال التايلانديّين يغادرون إسرائيل

وجد العمّال التايلانديّون أنفسهم على خطوط التماس في السابع من أكتوبر، حيث قُتل نحو 34 منهم، وأصيب 19 آخرون، وفقًا للأرقام التي نشرتها السلطات التايلانديّة، وهو ما أثار خوفًا لدى أكثر من 30 ألف تايلانديّ يعملون في مجال الزراعة...

خوفًا على حياتهم: آلاف العمّال التايلانديّين يغادرون إسرائيل

من مؤتمر صحافيّ سابق فور وصول العمّال إلى بانكوك (Getty)

ترك بورنشاي سومنوان عمله في حقول الأفوكادو في إسرائيل ليعود إلى بلاده، على غرار آلاف آخرين من التايلانديّين العاملين في الزراعة، هربًا من الحرب الدائرة.

ووجد العمّال التايلانديّون أنفسهم على خطوط التماس في السابع من أكتوبر، حيث قُتل نحو 34 منهم، وأصيب 19 آخرون، وفقًا للأرقام التي نشرتها السلطات التايلانديّة، وهو ما أثار خوفًا لدى أكثر من 30 ألف تايلانديّ يعملون في مجال الزراعة.

وقال الشابّ سومنوان "طلبت عائلتي منّي العودة. إنّهم قلقون… لديّ سبعة أصدقاء، عاد أربعة منهم، وثلاثة ما زالوا هُنا"، وتتكدّس صناديق المعكرونة التايلانديّة وزجاجات المياه أمام الغرفة حيث يقوم المرشّحون للمغادرة بملء الاستمارات اللازمة.

وأوضح نائب رئيس الشؤون القنصليّة في وزارة الخارجيّة التايلانديّة، ناروشاي نيناد، الّذي جاء لتنسيق عمليّات المغادرة أنّ "أولويّتنا هي إعادة أكبر عدد ممكن من التايلانديّين"، ونظّمت بانكوك عشرات الرحلات الجوّيّة لإعادة نحو 7500 شخص، بينما غادر حوالي 1500 آخرين بمفردهم، بحسب نيناد.

وحثّ رئيس الوزراء التايلانديّ سريثًا تافيسين رعاياه مرارًا على العودة إلى البلاد، ووافقت حكومته على منح تعويض بقيمة 50 ألف باهت (1300 دولار) لكلّ عامل يعود من إسرائيل، كما أعلنت الحكومة أنّ العائدين سيستفيدوا من قروض ذات فائدة مخفّضة.

أحد العمّال مغادرًا إسرائيل (Getty)

وبالتوازي، تجري تايلاند محادثات مع الجهات الفاعلة إقليميًّا من أجل إطلاق سراح مواطنيها المحتجزين في غزّة، والذين تعرقلت عمليّة الإفراج عنهم بسبب القصف العنيف الذي تشنّه إسرائيل على القطاع، والذي أوقع حتّى الآن أكثر من 10 آلاف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء.

وكانت كتائب القسّام قد أعلنت اليوم عن أنّها كانت قبل عدّة أيّام على وشك الإفراج عن بعض "من حملة الجنسيّات الأجنبيّة، إلّا أنّ الاحتلال عرقل ذلك"، وأضافت "لا زلنا نؤكّد أنّنا على استعداد للإفراج عنهم، ولكنّ الوضع الميدانيّ والعدوان الصهيونيّ الذي يهدّد حياتهم هو الذي يعيق إتمام ذلك".

وتوجّه وفد تايلاندي إلى إيران في 26 تشرين الأوّل/أكتوبر للتفاوض مع مسؤولين فلسطينيّين.

وقال الشابّ الّذي يعمل في مزرعة قريبة من الحدود الشماليّة مع لبنان، حيث يجري تبادل يوميّ للقصف بين الجيش الإسرائيليّ وفصائل مسلّحة مؤيّدة للفلسطينيّين، في مقدّمها حزب اللّه اللبنانيّ، إنّه "لا يشعر بالارتياح"، وأضاف "أرغب في العودة عندما تنتهي الحرب".

وكانت بانكوك قد وقعت اتّفاقًا مع إسرائيل لتسهيل عمل التايلانديّين في القطاع الزراعيّ منذ أكثر من عشر سنوات، وأشارت ياهيل كورلاندر، الاختصاصيّة في شؤون الهجرة، إلى أنّ الظروف المعيشيّة لهؤلاء المهاجرين غالبًا ما تكون غير مناسبة، مع عدم دفع أجر الساعات الإضافيّة بالكامل، والافتقار إلى التدفئة أو تكييف الهواء في أماكن إقامة ضيّقة.

ولا تحتوي المقطورات أو الحاويات الّتي يقيم فيها العمّال التايلانديّون عادة على غرفة آمنة. ففي حال الإنذار، عليهم التوجّه إلى ملجأ متنقّل.

وأشارت كورلاندر من معهد تل حاي، إلى أنّه في ظلّ هذه الظروف "كان العمّال أكثر عرضة للخطر" في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر.

التعليقات