بين نار الحرب وبرد الشتاء.. معاناة مضاعفة للنازحين في جنوب قطاع غزة

قال ياسر، إنه اضطر لمغادرة منزله مع أطفاله الخائفين والمجيء إلى المخيم بجانب مستشفى ناصر قبل 17 يوما، بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي مربعا سكنيا كاملا في حيّهم في شمال غزة.

بين نار الحرب وبرد الشتاء.. معاناة مضاعفة للنازحين في جنوب قطاع غزة

من مكان لجوء النازحين بجانب مستشفى ناصر (Gettyimages)

تتضاعف معاناة النازحين في قطاع بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة وفصل الشتاء الذي تركهم بلا مأوى ويواجهون مصيرهم إلى جانب البرد والمطر.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وفي محاولات هروبهم من القصف تارة وقساوة الشتاء تارة أخرى، لجأ النازحون إلى نصب خيم بمحيط مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وعند أول هطول للأمطار ومع اشتداد الرياح في القطاع، بدت الخيام التي نصبها النازحون لتكون ملجأ لهم، مهلهلةً غير قادرة على الصمود.

ولتشكيل هذه الخيام، استخدم النازحون ما تيسّر من أغراض وأكياس نايلون وأقمشة مهترئة وكرتون وألواح معدنية صدئة، تكاد لا تكون سوى حواجز وهمية بين الأجساد المثقلة بنار الحرب، وبرد الخارج.

يحاول ياسر الأخرسي، وهو أبٌ نازح تدفئة العائلة بإشعال النار باستخدام أي شيء داخل الخيمة، بينما تتسرب الرياح إلى الداخل، وفيما تغرق الأرضية بالوحل بفعل المطر، لا ينسى أن يحمد الله لأنه "رحمهم" ولم تهطل الأمطار بغزارة شديدة مع اندلاع الحرب قبل 45 يوما.

وقال ياسر، إنه اضطر لمغادرة منزله مع أطفاله الخائفين والمجيء إلى المخيم بجانب مستشفى ناصر قبل 17 يوما، بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي مربعا سكنيا كاملا في حيّهم في شمال غزة.

أما رشا أبو ماضي، نازحة من سكان خان يونس، فكان اللقاء معها وهي تغسل الأطباق بما تيسر بمياه الأمطار، وأطفالها تحت أغطية شتوية للتغلب على برد داهمهم قبل أن تغافل الحرب والدتهم، وتمنعها من أن تفرد كسوة مناسبة لشتاء عنوانه التشريد القسري.

وقالت رشا "أطفالنا صغار جدا، كان صعبا عليهم للغاية النوم في خيمة، والآن الطقس زاد الأمر صعوبة ونخاف أن يمرضوا بسبب البرد الشديد والمطر".

وقال النازح محمود أبو عنزة "نزحنا منذ أول يوم للحرب إلى مدرسة الشيخ جابر، وعندما استهدف مدخلها قصف إسرائيلي، أصبت بشظية سببت لي التهابا شديدا وتورّما في رجلي".

وتابع "جئنا إلى هذه الخيمة بعد أن أغرق المطر كل من في المدرسة عقب القصف، لكن وجدنا المشاكل نفسها"، بتسرب المطر والبرد إلى داخلها.

وجمع بعض النازحين مياه الأمطار لشرب قطرات مياه نظيفة، بعدما فرض الحصار الإسرائيلي المطبق عليهم منذ نحو شهر ونصف، شرب مياه مالحة أو ملوّثة أو الموت عطشا، بعد نفاد الوقود وتوقف محطات الكهرباء والمياه.

ويعيش نحو 1.5 مليون نازح جنوب القطاع أوضاعا صعبة، بعد تركهم منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة والمتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ومعظمهم ينامون في الشوارع، وفق تصريحات سابقة للهلال الأحمر الفلسطيني.

ومنذ 45 يومًا يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

التعليقات