خيام غارقة: معاناة النازحين من شماليّ غزّة تتفاقم بدون المساعدات

منذ بدء الحرب، قطعت إسرائيل عن قطاع غزّة جميع الإمدادات الأساسيّة، من كهرباء وماء ووقود وغذاء وعلاج، وأطبقت حصارها الخانق مسبّبة كارثة إنسانيّة غير مسبوقة، وفقًا لتقارير أمميّة ودوليّة...

خيام غارقة: معاناة النازحين من شماليّ غزّة تتفاقم بدون المساعدات

طفلة مهجّرة من غزّة (Getty)

تتحدّث ألفت الكرد، وهي نازحة من شماليّ غزّة حول معاناتها مع أسرتها الّتي نزحت من حيّ الشجاعيّة، إلى مركز تدريب أمميّ في مدينة خانيونس، وتقول "لم يطرأ أيّ تغيير على حالنا، ولم تصلنا مساعدات إغاثيّة رغم دخولها القطاع".

تقول الكرد إنّ أوضاع النازحين رغم حلول اليوم السابع من الهدنة الإنسانيّة بين حركة "حماس" وإسرائيل وما يرافقها من دخول مساعدات إنسانيّة محدودة "ما زال كارثيًّا".

وتضيف الكرد الّتي لجأت إلى مركز تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (الأونروا): "لم يطرأ أيّ تغيير على حالنا، ولم تصلنا مساعدات إغاثيّة رغم دخولها للقطاع".

وتوضّح أنّ الجيش الإسرائيليّ حرمهم من العودة إلى منازلهم في المناطق الشماليّة من القطاع، للحصول على بعض المستلزمات كالملابس وغيرها.

وتشير إلى أنّها كانت تأمل بالحصول على فرصة للاطمئنان على منزلهم بعد 48 يومًا من الحرب المدمّرة على القطاع.

وأعربت الكرد عن أملها في وصول الفصائل الفلسطينيّة وإسرائيل لـ"وقف إطلاق نار كامل يتيح لنا العودة إلى المنازل وتحسين شروط حياتنا".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، خلّفت أكثر من 15 ألف شهيد، بينهم 6150 طفلًا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، ودمارًا هائلًا في البنية التحتيّة وكارثة إنسانيّة غير مسبوقة، وفقًا لمصادر فلسطينيّة وأمميّة.

نازحون آخرون يشكون من تفاقم معاناتهم مع هطل الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، في ظلّ عدم توفّر إمكانات ماليّة تمكّنهم من شراء ملابس وأغطية وموادّ غذائيّة أساسيّة.

معاناة كبيرة

أطفال مهجّرون في غزّة (Getty)

هبة أبو حجر الّتي نزحت من شمال القطاع إلى مدينة خانيونس، تقول إنّ المنخفضات الجوّيّة تفاقم من معاناة النازحين المشتّتين.

وتضيف أبو حجر: "الحياة باتت صعبة جدًّا والمعاناة كبيرة، المياه تغرق خيامنا وما حصلنا عليه من فراش".

وتشير إلى أنّها وعائلتها خرجت من منزلها "بما كنّا نرتديه من ملابس، دون أن نحصل على أيّ قطعة ملابس إضافيّة من المساعدات".

من جانبها، تؤكّد الشابّة ملك أبو حجر أنّ انقطاع المياه "يفاقم المعاناة الّتي نعيشها داخل خيام النزوح".

أزمة اقتصاديّة

طفلة مهجّرة من غزّة (Getty)

من جانب آخر، تذكّر أبو حجر أنّها تصنع الخبز بشكل يوميّ باستخدام النار في ظلّ انقطاع الوقود وغاز الطهي.

وتوضّح أنّ ارتفاع أسعار الموادّ الغذائيّة والخضار في ظلّ انعدام توفّر مصادر الدخل يحرمهم من شراء الأغذية الّتي يحتاجونها يوميًّا.

أمّا سعيد أبو حجر الّذي صنع الشاي الساخن على القشّ، فيشكو من غلاء الحطب الّذي يتمّ استخدامه بديلًا عن الوقود في قطاع غزّة.

ويقول أبو حجر: "أسعار الحطب ارتفعت كثيرًا في الفترة الأخيرة، فوجدت القشّ بديلًا مناسبًا، في ظلّ عدم وجود مصدر دخل لدينا".

ويلفت الرجل إلى أنّه يجمع الحطب بشكل دوريّ صباح كلّ يوم، لتأمين احتياجات أسرته فيما يتعلّق بطهو الطعام وغيره.

وشهدت أسعار العديد من السلع الأساسيّة منذ بدء الحرب ارتفاعًا كبيرًا، نظرًا للحصار الإسرائيليّ المفروض على القطاع الّذي تسبّب بندرة السلع وارتفاع سعر نقلها.

ومنذ بدء الحرب، قطعت إسرائيل عن قطاع غزّة جميع الإمدادات الأساسيّة، من كهرباء وماء ووقود وغذاء وعلاج، وأطبقت حصارها الخانق مسبّبة كارثة إنسانيّة غير مسبوقة، وفقًا لتقارير أمميّة ودوليّة.

التعليقات