تقرير أممي يحذر من مجاعة وشيكة: سكان غزة يواجهون أزمة جوع تتفاقم يوميا

تقرير يصدر عن 23 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة غير حكومية في اليوم السادس والسبعين من الحرب الإسرائيلية على غزة، يؤكد أن جميع سكان القطاع يواجهون أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايدان يومًا بعد يوم.

تقرير أممي يحذر من مجاعة وشيكة: سكان غزة يواجهون أزمة جوع تتفاقم يوميا

(Getty Images)

أكدت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة، في تقرير صدر عنها الخميس، إن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم.

وكشف التقرير المشترك لوكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أن نصف مليون شخص في قطاع غزة وهو ما يعادل 25% من السكان، يعانون من الجوع بسبب كميات الغذاء "غير الكافية بشكل بالغ"، التي تدخل القطاع منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول: أكتوبر.

وقال كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، عارف حسين، إنه "وضع يعاني فيه الجميع تقريبا في غزة من الجوع. أكثر من 500 ألف شخص، نصف مليون شخص، يتضورون جوعا. وهذا يعني أن واحدا من كل أربعة أشخاص يتضور جوعا في غزة بينما نتحدث".

وحذر من أنه في حال استمرت الحرب بنفس الوتيرة، ولم تتم استعادة إدخال الإمدادات الغذائية، فقد يواجه السكان "مجاعة كاملة خلال الستة أشهر المقبلة" مع تفشي الأمراض على نطاق واسع.

وتدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل متسارع منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مع تدمير القصف العنيف مناطق واسعة من القطاع.

وأوصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعض الأغذية والمياه والأدوية، لكن الأمم المتحدة تؤكد أن كمية الأغذية تساوي 10% فقط من الكمية التي يحتاج إليها سكان القطاع الذين نزح معظمهم.

وقالت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لغزة "يوجد خطر وقوع مجاعة ويتزايد كل يوم يستمر أو يتفاقم فيه الوضع الحالي من أعمال العنف المكثفة وتقييد دخول المساعدات الإنسانية".

وتسببت العمليات العسكرية وعمليات تفتيش المساعدات التي تطالب بها إسرائيل وانقطاع الاتصالات ونقص الوقود في عرقلة توزيع المساعدات في غزة.

ووجد التقرير الذي نشرته 23 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة غير حكومية أن جميع السكان يعانون من أزمة غذائية أو ما هو أسوأ، حيث يعيش 478 ألف شخص في مستويات الأزمة، و1.17 مليون في مستويات الطوارئ و576 ألف شخص في مستوى كارثي وهو مستوى المجاعة.

وتعلق بعض سكان غزة ممن أصابهم اليأس بشاحنات المساعدات لمحاولة الحصول على إمدادات الغذاء الشحيحة وبضائع أخرى.

ووردت تقارير أيضا تفيد بأن السكان يأكلون لحم الحمير وتتحدث عن المرضى الهزلى الذين يسعون إلى تلقي المساعدة الطبية.

"كارثة غير مسبوقة"

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث في برنامج الأغذية العالمي، حسين، إن "هذا التقرير يؤكد أسوأ مخاوفنا"، واصفا الأزمة بأنها "غير مسبوقة".

وأضاف "أفعل هذا منذ العشرين عاما الأخيرة أو يزيد. ذهبت إلى أفغانستان، وذهبت إلى اليمن وإلى سورية وجنوب السودان وإثيوبيا وشمال شرق نيجيريا".

وتابع "لكن لم أشهد قط حدوث أمر بهذا السوء بهذه السرعة".

وأكد "لم أر شيئا بحجم ما يحدث في غزة، وبهذه السرعة. كيف حدث كل ذلك في غضون شهرين فقط؟".

وتضع لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الناتجة عن شراكة تشمل منظمات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، المعيار العالمي لتحديد شدة أزمة الجوع باستخدام مجموعة معايير فنية معقدة.

وتذكر اللجنة أن الأزمة أو مستويات المرحلة الثالثة من الجوع تعني أن الأسر تعاني من ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد أو بوسعها فحسب تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات من خلال إستراتيجيات التعايش مع الأزمات أو استهلاك أصول أساسية.

وأشد تحذيرات اللجنة هو المرحلة الخامسة التي يوجد بها مستويان هما الكارثة والمجاعة.

وخلصت اللجنة إلى أن أسرة من كل أربع أسر على الأقل، (577 ألف شخص في غزة) تواجه بالفعل جوعا كارثيا وتعاني من النقص الشديد في الأغذية والتضور جوعا واستنفاد قدرات التعايش.

وقال حسين إن ذلك أكثر بأربعة أمثال من عدد من يُقدَّر أنهم يواجهون جوعا كارثيا في بقية أنحاء العالم.

وفي السودان، تقدّر اللجنة أن الحرب دفعت نحو 37% من سكانه إلى المرحلة الثالثة أو مستويات أزمة الجوع وأن 10% من السكان يواجهون المرحلة الرابعة وهي مستويات "الطوارئ".

وفي دولة جنوب السودان، خلصت اللجنة إلى أن 46% من السكان واجهوا مستويات أزمة جوع في الأشهر القليلة الماضية، بينما بلغ تقدير اللجنة في أفغانستان 29%.

وأُعلنت المجاعة مرتين فحسب على مدى الاثنتي عشرة عاما المنصرمة في مناطق في جنوب دولة الصومال في 2011، وفي مناطق بدولة جنوب السودان في 2017.

وقال حسين عن الوضع في غزة: "إذا استمرت الحرب بالشكل التي هي عليه، وإذا لم تدخل المساعدات بالشكل الذي ينبغي لها الدخول به، فسنشهد مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة".

وأضاف "أيا كان ما سيحدث خلال شهرين أو إذا ما حدث خلال ثلاثة أشهر، فسيكون من العسير التنبؤ به".

التعليقات