"استثمار للحرب على غزة": "بتخطيط رسميّ" مستوطنون بزيّ الجيش الإسرائيليّ.. وجه جديد للقمع بالضفة

105 اعتداءات لمستوطنين بزي الجيش منذ 7 أكتوبر وحتى الأسبوع الأول من يناير || الجيش الإسرائيلي يوفر الحماية للمستوطنين من الملاحقة القانونية || المستوطنون شنوا منذ 7 أكتوبر اعتداءات بزي عسكري.

جنود احتياط ومستوطنون يتدرّبون على الأسلحة في مستوطنة بالقرب من بلدة سوسيا (Getty Images)

يؤكد أهال في الضفة الغربية المحتلة، أن مستوطنين بزي عسكري للجيش الإسرائيلي يعتدون عليهم، ويضيقون عليهم، ويزيدون من معاناتهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في ظاهرة وصفت بالخطيرة، وبأنها تأتي "بتخطيط وتوجيهات رسمية".

وتصاعدت اعتداءات المستوطنين في الضفة المحتلة تزامنا مع الحرب على قطاع غزة، حيث يفرض الجيش الإسرائيلي واقعا صعبا على الفلسطينيين، ويوفر غطاء قانونيا للمستوطنين.

وفي حديث مع الأناضول، يشير مسؤول فلسطيني ونشطاء في مقاومة الاستيطان إلى أن "الجيش الإسرائيلي تحول إلى ميليشيا يقوده مستوطنون بزي عسكري".

105 اعتداءات للمستوطنين بزيّ عسكريّ

أمير داوود، مسؤول التوثيق بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير، يذكر أنه تم توثيق 105 اعتداءات نفذها مستوطنون بزي الجيش الإسرائيلي في الضفة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى الأسبوع الأول من كانون الثاني/ يناير الجاري.

جنود احتياط ومستوطنون يتدرّبون على الأسلحة في مستوطنة بالقرب من بلدة سوسيا (Getty Images)

ويؤكد داود أن الاعتداءات "تمت بزي عسكري وبسلاح الجيش"، وشدد على أن الظاهرة خطيرة.

ويذكر أن "ما يجري تبادل وظيفي، ونحن لا نعتقد أن اعتداءات المستوطنين عشوائية بل يتم التخطيط لها وتوجيهها بالأروقة الرسمية".

ويقول: "ما جرى في السفوح الشرقية من تهجير لم يكن فقط بسبب الاعتداءات، فعمليات التهجير جاءت وفق مخطط منذ العام 2014، حيث تم بناء بؤر استيطانية وتركزت في محيط التجمعات البدوية بصورة مدروسة".

إلى جانب تدريب المستوطنين المسلحين من جماعات "تدفيع الثمن" و"شبيبة التلال"، للتضييق على السكان البدو ومطاردتهم ودفعهم للرحيل القسري دون تدخل المؤسسة الرسمية، وفق داوود.

طفل فلسطيني في تلال جنوب الخليل بالضفة (Getty Images)

ويلفت إلى أن 22 تجمعا تم تهجيرهم منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وإلى أن "الجيش الإسرائيلي يوفر الحماية للمستوطنين من الملاحقة القانونية، الأمر الذي أسفر عن قتلهم 10 فلسطينيين في الأشهر الأخيرة".

"جزء من المستوطنين نفذوا اعتداءات خلال أوقات الخدمة العسكرية"

من جهته، يقول الناشط الفلسطيني بتجمع "شباب ضد الاستيطان"، عيسى عمرو، إن المستوطنين شنوا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر اعتداءات بزي عسكري.

ويضيف: "جزء من المستوطنين نفذوا اعتداءات خلال أوقات الخدمة العسكرية كونهم جنود احتياط، تصرفوا كما هم مستوطنين ليسوا جيشا وبأوامر المتطرفين السياسيين ومجموعاتهم الاستيطانية".

مركبات أحرقها المستوطنون قرب رام الله (Getty Images)

ويتابع: "هناك مستوطنون يرتدون الزي العسكري للجيش وهم خارج الخدمة، ويتم تنفيذ اعتداءات دون القدرة على ملاحقتهم أو مواجهتهم كونهم يرتدون زيا عسكريا ويحملون سلاحا".

ويشير عمرو إلى أن "هذا الأمر شكل غطاء للمستوطنين، حيث يمنع التصدي للجيش حتى لو اقتحم بيتك، وهنا المستوطنون يستثمرون هذا الأمر ويشنون حربا خاصة جنوب الضفة بما فيها البلدة القديمة من الخليل ومنطقة مسافر يطا".

ويقول: "أنا شخصيا تهجموا على بيتي مجموعة جنود وسرقوه، قدمت شكوى وتم الرد علي أنهم جيش وليسوا مستوطنين".

ويضيف: "إذا المستوطن اليوم يتصرف كما يريد، وهم عبارة عن جماعة إرهابية منظمة، ويحظون بتغطية سياسية وعسكرية".

ويتابع: "في الخليل القديمة لا يوجد مستوطن غير مسلح، الكل يحمل سلاحا، الكل عبارة عن جندي، ويستخدم هذا السلام فقط لإرهاب الفلسطيني وحتى لإرهاب نشطاء السلام الأجانب والإسرائيليين على حد سواء".

توثيق مستوطنين اعتدوا على مزارعين (Getty Images)

ويشير عمرو إلى قرار تسليح المستوطنين الصادر عن وزير الأمن القومي الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، ويقول إن "الحكومة وبشكل رسمي تصنع مليشيات هدفها تهجير وقتل الفلسطيني".

إطلاق نار... استثمار للحرب على قطاع غزة

الناشط بمواجهة الاستيطان، بشار القريوتي بدوره يؤكد أن عشرات الاعتداءات التي تم رصدها على بلدته قريوت وقرى مجاورة جنوب نابلس من قبل مستوطنين، كانت بزي عسكري.

ويقول: "تتعرض قريوت منذ سنوات لاعتداءات المستوطنين وبشكل متصاعد، ونحن نعرف تلك الجماعات، بعد 7 أكتوبر نفس الأشخاص يهاجمون المنازل ولكنهم بزي عسكري".

وأوضح أن المستوطنين عادة ما يطلقون الرصاص الحي على المنازل والمزارع الفلسطينية، وحتى دور العبادة.

ويعتبر القريوتي أن "هناك استثمارا للحرب على قطاع غزة من قبل المستوطنين، يقتحمون المنازل يخربون كل شيء فيها ويسرقون ما استطاعوا، وكل ذلك بزي عسكري الأمر الذي يوفر لهم الحماية".

(Getty Images)

وتتصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وكانت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، قد كشفت النقاب في 5 كانون الثاني/ يناير الجاري عن طفرة غير مسبوقة بالنشاط الاستيطاني في الضفة منذ بداية الحرب على القطاع.

وأضافت: "المستوطنون منذ بداية الحرب في غزة، أنشأوا أو أعادوا إنشاء ما لا يقل عن 10 بؤر استيطانية، تم إخلاء بعضها في الماضي، ثم أعيد بناؤها".

ومنذ اندلاع الحرب على غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، ووسّع الاقتحامات والمداهمات التي أسفرت عن استشهاد 372 فلسطينيا، وإصابة نحو 4 آلاف و250 آخرين.

مستوطن في الضفة (Getty Images)

فيما خلفت الحرب المدمرة على غزة والتي يشنها الجيش الإسرائيلي، حتى اليوم الخميس، 25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

التعليقات