منّسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزّة: لا يمكن لأي منظّمة أن تحلّ مكان أونروا

أكدت "العفو الدولية" أن القرار سيكون "ضربة مدمرة" لأكثر من مليوني لاجئ في قطاع غزة. وقالت منسقة الأمم المتحدة: "لا يمكن أي منظمة إطلاقا أن تحل مكان الإمكانية الهائلة ونسيج الأونروا، ومعرفتها بسكان غزة".

منّسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزّة: لا يمكن لأي منظّمة أن تحلّ مكان أونروا

(Getty Images)

قالت منسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة، الثلاثاء، إنه لا يمكن لأي منظمة أن "تحل مكان" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والتي اتهمت إسرائيل عددا من موظفيها بالضلوع في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي الذي نفّذته حماس.

وعلّقت العديد من الدول من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان، تمويلها للوكالة، وجاءت تصريحات المسؤولة الكبيرة مع استعداد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش للقاء الدول المانحة.

وقالت سيغريد كاس المنسقة التي عُينت أخيرا: "لا يمكن أي منظمة إطلاقا أن تحل مكان الإمكانية الهائلة ونسيج الأونروا، ومعرفتها بسكان غزة".

"العفو الدولية" تدعو دولا للتراجع عن تعليق تمويلها لـ"أونروا"

ودعت منظمة العفو الدولية، الدول التي قررت تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، للتراجع عن هذا "القرار الظالم".

وقالت المنظمة في بيان الثلاثاء، إن قرار تلك الدول تعليق تمويل الأونروا، سيكون "ضربة مدمرة" لأكثر من مليوني لاجئ في قطاع غزة المحتل.

وطلبت منظمة العفو من تلك الدول الرجوع عن قرارها، ومواصلة تقديم الدعم المالي للوكالة الأممية.

ووفقا للبيان، ذكرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامارد، أنه "من الصادم للغاية أن تتخذ بعض الحكومات هذا القرار بعد أيام قليلة من توصل محكمة العدل الدولية إلى أن حياة الفلسطينيين في غزة معرضة للخطر".

وأضافت أن "هذا القرار في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني فلسطيني خطر الإبادة الجماعية والمجاعة المدبرة، مثير للدهشة وغير إنساني".

كما أعربت عن صدمتها جراء صدور هذا القرار على خلفية مزاعم تتعلق بـ12 موظفا من أصل 30 ألف موظف في الأونروا.

وأشارت إلى أنه يجب التحقيق بشكل مستقل في الادعاءات ضد بعض موظفي الأونروا، مضيفة أن "كل شخص توجد ضده أدلة مقبولة كافية يجب أن يحصل على محاكمة عادلة".

وشددت على ضرورة ألا يتم استخدام المزاعم بحق عدد قليل من الموظفين، كذريعة لقطع المساعدات المنقذة للحياة، الأمر الذي قد يصل إلى حد "لعقاب الجماعي".

21 منظمة غير حكومية دولية تندد بتعليق تمويل دول لأونروا

في السياق، أعربت 21 منظمة غير حكومية دولية، الثلاثاء، عن "استيائها" من إعلان 12 دولة تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الوقت الذي تشهد غزة "كارثة إنسانية".

وقالت 21 منظمة بينها "أوكسفام" و"أطباء العالم" و"سيف ذا تشيلدرن" و"المجلس الدنماركي للاجئين" في بيان مشترك إن الأونروا هي "المزوّد الرئيسي للمساعدات" في غزة والمنطقة، وإن وقف التمويل "سيؤثر على المساعدات الأساسية لأكثر من مليونَي مدني أكثر من نصفهم من الأطفال وجميعهم يعتمدون على مساعدتنا".

وأعلنت 12 دولة بينها الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة واليابان تعليق تمويلها للأونروا بعدما اتهمت إسرائيل الجمعة بعض موظفي الوكالة بالضلوع في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

وتابعت المنظمات: "نشعر بالقلق والغضب العميقين لفكرة أن بعض المانحين الرئيسيين وافقوا على تعليق تمويلهم" للأونروا فيما "تتفاقم الكارثة الإنسانية يومًا بعد يوم في غزّة".

وذكّرت المنظمات أن الأونروا فقدت 152 من موظفيها قُتلوا منذ بدء الحرب، فيما تضررت 141 من منشآتها بسبب القصف.

ونوّهت المنظمات إلى أن "مليون نازح فلسطيني لجأوا في 154 ملجأ للأونروا أو على مقربة منها" فيما واصلت الوكالة الأممية عملها "في ظروف شبه مستحيلة" لتوفير الغذاء ومياه الشرب واللقاحات لسكان غزة.

وشددت المنظمات على أن "مواصلة تعليق التمويل من شأنها أن تجعلنا نشهد على الانهيار الكامل للاستجابة الإنسانية المحدودة بالأساس في غزة"، داعية الدول المعنية إلى "إلغاء تعليقها للتمويل".

منظّمة الصحة العالمية تحذّر من "صرف الانتباه" عن الأزمة الإنسانية في غزة

من جانبها، اعتبرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن الجدل القائم حول عمل أونروا، "يصرف الانتباه" عن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة حيث قُتل 26751 شخصًا منذ بداية الحرب.

وقال الناطق باسم المنظمة، كريستيان ليندماير، خلال إحاطة صحافية يومية في جنيف: "لا يجب أن تمرّ الأفعال الإجرامية دون عقاب. لكن النقاش الحالي لا يؤدي إلّا إلى صرف الانتباه عمّا يحدث فعليًا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة في غزة".

وأضاف: "دعونا لا ننسى المشاكل الحقيقية على الأرض".

وذكّر ليندماير بأن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس قد دعا المانحين إلى "عدم تعليق تمويلهم للأونروا في هذه الفترة الحرجة جدًا" لأن ذلك "لن يؤدّي إلّا للإضرار بسكان غزة الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة".

وأسف ليندماير لأن يكون هذا النقاش حول الأونروا "رغم أهميته يصرف الانتباه عن القتلى البالغ عددهم 27 ألف تقريبًا 70% منهم من النساء والأطفال".

وتابع: "يصرف ذلك الانتباه عن أن شعبًا كاملًا محروم من الوصول إلى مياه الشرب والغذاء والملاجئ. يصرف ذلك الانتباه عن أن الكهرباء ممنوعة من الوصول إلى غزة منذ أكثر من مئة يوم".

وأشار إلى أن ذلك "يصرف الانتباه كذلك عن أن شعبًا كاملًا يتعرض لقصف متواصل حتى في مناطق حُددت على أنها آمنة قبل فترة".

التعليقات