شمال غزة... حينما يصبح الجوع أشدّ فتكا من الصواريخ

الأهالي في شمالي قطاع غزة لا يجدون الطعام أو الدواء وإضافة إلى ذلك فهم يعانون من ظروف صحية وبيئية خطيرة بسبب تراكم النفايات وانتشار الأمراض بشكل مروع خاصة في صفوف النازحين بالمدارس.

شمال غزة... حينما يصبح الجوع أشدّ فتكا من الصواريخ

(Getty Images)

يعيش النازحون الفلسطينيون داخل مراكز الإيواء في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، معاناة وصعوبات حولت حياتهم اليومية إلى كابوس يؤرق عيشهم، حتى أنهم باتوا يخافون الموت جوعا أكثر من خوفهم من أن تقتلهم الصواريخ الإسرائيلية.

ويتجاوز الوضع البائس داخل مراكز الإيواء حدود القسوة، مع طفح مياه الصرف الصحي في باحة المدرسة، وتراكم القاذورات والنفايات وانتشار الأمراض بشكل مروع في صفوف النازحين، ولا سيما الأطفال.

ويعاني النازحون من ظروف إنسانية صعبة للغاية، بسبب النقص الحاد في الطعام والمياه، مما يجعلهم عُرضة للأمراض والنقص الغذائي المتفاقم.

لا طعام

ولم يجد الطفل يزن بدر، الخبز لتناول حساء الخبيزة نبتة برية موسمية، ما أجبره لتناوله بالمعلقة.

ويقول بدر، ذو الجسد النحيل: "فش (لا يوجد) أكل ولا مياه ولا شيء بالشمال، بنروح (نذهب) على الحدود نلقط (نجمع) الخبيزة حتى نسد جوعنا".

ويصف الوضع في مدارس ومراكز الإيواء شمال قطاع غزة بـ"الصعب"، ولا سيما مع انتشار الأمراض المعدية وتكدس النفايات داخلها وطفح الصرف الصحي فيها، وهو تؤكده أيضًا النازحة إكرام البسيوني.

وتقول البسيوني: "الناس في المدارس يعانوا من أمراضٍ عديدة كالإسهال والجدري، وانتشار الجرب والقمل، وبخاصة في صفوف الأطفال".

وتشير إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية كالعدس والسكر، وعدم توفر دقيق القمح، ما دفعهم لشراء أعلاف الحيوانات بمبالغ باهظة تصل إلى 120 شيكل (نحو 35 دولار) للكيلوجرام الواحد، لطحنها واستخدامها في طهي الطعام.

ويسبب تناول أعلاف الحيوانات أمراضًا ومشاكل صحية، وفق البسيوني التي تؤكد تردي حالتها الصحية جراء تناولها، وعدم وجود تغذية صحيك وسليمة.

وتطالب النازحة البسيوني العالم بالنظر إلى معاناة الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها.

رعاية صحية مفقودة

وما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في مراكز الإيواء والمدارس، هو انعدام الرعاية الصحية الأساسية، حيث يواجه المرضى صعوبة في الحصول على العلاج الضروري، وفق النازحة أم محمد أبو الجديان.

وتقول أبو الجديان: "لم يعد لديّ أي نوع من الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، فالحالات المرضية الحرجة تحتاج إلى رعاية فورية، لكن الموارد المحدودة والحصار جعلا من الصعب الحصول على العناية الطبية اللازمة".

وتصف الوضع المعيشي بـ"المأساوي جدًا"، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية وشحّ المياه، واستخدام أعلاف الحيوانات في صناعة الخبز.

نخاف الموت جوعا

وتستغرب النازحة الفلسطينية فاطمة غبن، صمت العالم أجمع والدول العربية والإسلامية، تجاه ما يجري في قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية.

أما النازح أبو إياد أبو مطيبق فيطالب أحرار العالم بالتدخل لوقف الحرب المدمرة على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية.

ويقول أبو مطيبق: "نحن شعب لا نخاف الموت بصواريخ الاحتلال ولا بغاراته، لكننا نخاف الموت جوعًا"، مشيًرا إلى تناولهم لأعلاف الحيوانات.

ويواجه آلاف الفلسطينيين في شمال غزة خطر الجوع والعطش، ولا سيما الأطفال، حيث تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ومنذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".

التعليقات