إحياء أحد الشعانين في غزة بالصلاة "من أجل السلام": كلنا في مركب واحد ونعاني ويلات الحرب نفسها

قالت راهبة: "كلنا في مركب واحد ونعاني من الصعوبات نفسها وويلات الحرب نفسها، ونتمنى أن تحمل السنة المقبلة الخير والسلام لوطننا الغالي فلسطين بكل ربوعه".

إحياء أحد الشعانين في غزة بالصلاة

أهال يحيون أحد الشعانين في غزة (Getty Images)

بوجوه شاحبة وخطوات ثقيلة، شارك مصلّون في قدّاس أحد الشعانين في كنيسة العائلة المقدّسة للاتين، الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، حيث صلّوا "من أجل السلام"، مؤكّدين أن جميع أهالي القطاع يعانون "ويلات الحرب نفسها".

وتجمّع عشرات الأشخاص من أطفال وبالغين وراهبات في أحد الشعانين الذي ينطلق معه أسبوع الآلام، في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب الإسرائيلية.

تحت أشعة شمس ربيعية قرعت الأجراس، وفي باحة الكنيسة التي ازدانت بسعف النخيل، شارك المصلون في الطواف التقليدي حول الكنيسة في حي الزيتون ورنّموا حاملين أغصان الزيتون.

(Getty Images)

وقال مدبّر الكنيسة "احتفالنا بأحد الشعانين هو لحظة رجاء من أجل الخير والسلام لنا وللعالم أجمع"، وشدّد على أنها مناسبة "لتنقية قولبنا وملئها بالمحبة والكرم والسلام".

في الصف الأمامي وقف خدّام المذبح بزيّهم الأحمر والأبيض. ومن خلفهم مصلّون بملامح حزينة.

وقالت الراهبة نبيلة صالح: "في هذا العيد لا نحس بالأجواء. صحيح أننا زيّنّا لأن لدينا شجرة نخيل، لكننا لا نحس بالأجواء كما كل سنة".

(Getty Images)

وأضافت: "كلنا في مركب واحد ونعاني من الصعوبات نفسها وويلات الحرب نفسها، ونتمنى أن تحمل السنة المقبلة الخير والسلام لوطننا الغالي فلسطين بكل ربوعه".

ولا يزال مبنى الكنيسة التي يضم مجمّعها مدرسة، صامدا على الرغم من أنه لم يسلم من الحرب.

ولجأت عائلات مسيحية كثيرة في غزة إلى مجمّع الكنيسة، هربا من الهجوم الانتقامي الإسرائيلي الذي أسفر عن استشهاد 32226 شخصًا، وإصابة 74518 بجروح، غالبيتهم نساء وأطفال، وفق حماس.

(Getty Images)

وفي كانون الأول/ ديسمبر، استشهدت في المجمّع امرأتان هما أم وابنتها، بعدما أصيبتا بطلقات لدى توجّههما نحو الدير.

ووفق بيان للبطريركية اللاتينية في القدس المحتلة، فقد "اغتال قناص من الجيش الإسرائيلي سيّدتين مسيحيتين داخل رعيّة العائلة المقدّسة في غزة".

ولفت البيان إلى أن "صاروخا أطلق من دبابة إسرائيليّة" كان قد استهدف "دير راهبات الأم تريزا... الذي يأوي أكثر من 54 شخصًا من ذوي الإعاقة".

(Getty Images)

وفي القدس أيضا أحيا مصلّون أحد الشعانين الذي يحتفل فيه وفق تعاليم الإنجيل بدخول يسوع ملكا إلى المدينة.

وأعرب حنا طمس وهو مصمم رقصات فلسطيني يبلغ 30 عاما، عن أسفه لأن العديد من أصدقائه في الضفة الغربية المحتلة لم يتمكنوا من المجيء للمشاركة في الطواف التقليدي الذي انطلق من جبل الزيتون، بسبب عدم منحهم تصاريح إسرائيلية.

(Getty Images)

وإذ لفت إلى أن "هذا الأمر يفطر القلب"، أسف لتعذّر مجيء "أبناء هذه الأرض" للاحتفال، آملا الأفضل لسكان غزة ومتمنيا حضورهم "هنا معنا".

(Getty Images)

التعليقات