أعربت مصر التي تلعب دور الوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، عن شكوك في التوصل لاتفاق مع ظهور المزيد من التفاصيل حول مقترح "سد الفجوات" في محادثات وقف إطلاق النار، قبل يوم واحد من استئناف المفاوضات في القاهرة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ويبدو أن التحديات المحيطة بما يسمى مقترح "سد الفجوات" تقوض التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق وشيك، والذي حمله وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في زيارته الأخيرة للشرق الأوسط هذا الأسبوع؛ علما بأن مسؤولين في الإدارة الأميركية اعتبرت أن تصريحات بلينكن بشأن قبول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للعرض الأميركي الأخير، منحت نتنياهو ضوءا أخضر لإبداء "مواقف متشددة لا تساعد في التوصل إلى اتفاق".
وتضاعفت الجهود الدبلوماسية مع تنامي المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا بعد عمليات الاغتيال الأخيرة التي نفذتها إسرائيل بحق رئيس المكتب السياسي بحركة حماس، إسماعيل هنية، والقيادي العسكري في حزب الله، فؤاد شكر، في لبنان، والتهديدات بالانتقام؛ وترى واشنطن أن إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يساهم في تجنّب اتساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط.
وقال مسؤولون في مصر، في إطار دورها كوسيط وطرف متضرر لأنها تقع على حدود غزة، في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، إن "حركة حماس لن توافق على مقترح سد الفجوات لعدة أسباب - بالإضافة إلى الحذر الطويل الأمد بشأن ما إذا كان الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى سحب القوات الإسرائيلية حقا من غزة وينهي الحرب".
وأوضح المسؤول المصري الذي وصفته الوكالة الأميركية بأنه "مطلع بشكل مباشر على المفاوضات" أن الاقتراح الذي يهدف إلى سد الفجوة بين الجانبين يتطلب تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تقضي بإطلاق حماس سراح الرهائن المدنيين الأكثر ضعفًا الذين تم أسرهم في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وسوف تتفاوض الأطراف خلال المرحلة الأولى على المرحلتين الثانية والثالثة دون أي "ضمانات" لحماس من إسرائيل أو الوسطاء. وقال المسؤول إن "الأميركيين يعرضون وعودا وليس ضمانات. ولن تقبل حماس هذا، لأنه يعني عمليا أن حماس ستفرج عن الرهائن المدنيين في مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع دون ضمانات بوقف إطلاق نار دائم عن طريق التفاوض".
وأفاد المسؤول كذلك بأن الاقتراح لا ينص بوضوح على أن إسرائيل ستسحب قواتها من محورين إستراتيجيين في غزة؛ محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على طول الحدود مع مصر، ومعبر نتساريم من الشرق إلى الغرب عبر القطاع. وأضاف أن إسرائيل تعرض تقليص قواتها في محور فيلادلفيا، مع "وعود" بالانسحاب من المنطقة.
وقال المسؤول المصري إن "هذا غير مقبول بالنسبة لنا وبالطبع بالنسبة لحماس".
وعلى صلة، حضّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مكالمة هاتفية أجرياها مساء أمس، الأربعاء، على التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار مع حركة حماس في غزة، وفق ما أعلن البيت الأبيض مع تعثّر محادثات الهدنة.
وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن "الرئيس شدّد على الضرورة الملحّة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وناقش المحادثات المرتقبة في القاهرة لإزالة أي عقبات متبقية". كما أبلغ الرئيس الأميركي رئيس الحكومة الإسرائيلية بـ"الجهود الأميركية المبذولة لدعم الدفاع عن إسرائيل في مواجهة التهديدات الآتية من إيران والجماعات الإرهابية" المرتبطة بها.
وشاركت في المكالمة الهاتفية نائبة الرئيس كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، بحسب البيان. وأتت هذه المكالمة الهاتفية غداة اختتام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة شرق أوسطية سعى خلالها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وارتفع منسوب التوتر في الشرق الأوسط منذ اغتالت إسرائيل القيادي العسكري الكبير في حزب الله شكر بغارة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هنية، في عملية اغتيال وقعت في طهران واتّهمت الجمهورية الإسلامية إسرائيل بالوقوف خلفها. وتزايدت المخاوف من حصول تصعيد عسكري كبير في المنطقة مع توعّد حزب الله وإيران بالردّ على الاغتيالين.
التعليقات