صفقة التبادل: " ثلاثة معايير وأربع مراحل"

على الاحتلال أن يتوقف عن المماطلة والاستجابة لمطالب "حماس" لو كان يريد بالفعل أن يعود شاليط إلى أهله، ولو رفض ذلك فلن يخسر الفلسطينيون أكثر مما خسروا

صفقة التبادل:
قال مصطفى الصواف، أحد الأقطاب الإعلامية لحركة "حماس" اليوم الأربعاء إن الاحتلال " يماطل ويمارس التسويف ومحاولة تعطيل صفقة تبادل الأسرى وإلقاء الكرة في نفس الوقت بملعب حركة المقاومة الإسلامية، حماس".

واوضح الصواف في تصريحات لـ " المركز الفلسطيني للاعلام" أن "حماس" لم تكتف فقط بتقديم كشوف، بل وضعت برنامجًا تفصيليًّا لكيفية إطلاق سراح الأسرى بالأرقام والمعايير والمواصفات، وحددت نوعية الأسرى.

وكشف أن المطروح لعملية تنفيذ الصفقة الشاملة أن تجرى وفق ثلاثة معايير وعبر أربع مراحل؛ وذلك في ضوء المفاوضات غير المباشرة التي جرت.

وأوضح أن مطالب "حماس" والفصائل الآسرة هي أن يتم أولاً الإفراج عن 450 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية، وممن أمضَوا عشرات السنين، بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو موقعهم الجغرافي؛ فالمعيار أن يكونوا من أسرى الحرية، سواء من غزة أو الضفة الغربية أو القدس أو فلسطين المحتلة من عام 48 والأسرى العرب.

وأضاف: "ثانيًا: يتم الإفراج عن الأسرى من الأطفال وكذلك الأسيرات النساء والأسرى المرضى"، لافتًا إلى أن الخطوة الثالثة هي الإفراج لاحقًا فيما لا يتعدَّى شهرين عن 550 أسيرًا من كافة الأسرى في سجون الاحتلال دون تحديد معايير معينة.

وأوضح أن الخطوات العملية لتنفيذ الصفقة -كما هو مقترح- أن يسلم الجندي شاليط إلى مصر؛ عندها يتم الإفراج عن 100 من الأسرى المذكورين في قوائم "حماس" ووفق المعايير التي حددتها في المرحلة الأولى التي تضم 450 أسيرًا.

وأضاف: "عندما تستلم مصر الأسير شاليط ويقوم طواقم الأطباء الصهاينة بفحصه، وقبل أن يُسلَّم إلى الكيان الصهيوني يتم الإفراج عن 350 أسيرًا بقية العدد في المرحلة الأولى والذي حدد بـ450".

وقال: "عندما تتسلم إسرائيل شاليط تقوم بالإفراج عن الأطفال من الأسرى والنساء والمرضى منهم"، لافتًا إلى أن "بعد إتمام أولاً، وثانيًا، وثالثاً، يتم الإفراج عن 550 من الأسرى تحت أي مسمَّى، دون أن تُحدد أسماء أو معايير".

وشدد الصواف على أنه حول هذا الطرح تدور المعايير التي وضعتها "حماس" للصفقة، والتي يجري عليها التفاوض، "ولكن إسرائيل ترفض الاستجابة لهذه الشروط، وتريد أن تغيِّر المعايير ولا تريد أن تفرج عن الأسرى كما تريد حماس".
وأشار إلى مرحلة التردد والتسويف والمماطلة التي مارستها اسرائيل لافتًا إلى أنها رفضت في البداية الحديث فيما طرحته "حماس"، ثم عاودت وطرحت بعض الشروط، ثم تراجعت واقتربت من شروط المقاومة، ولم تستجب لها، وخرجت على الإعلام بقانون من يطلق عليهم "أصحاب الأيدي الملطخة بالدماء".

وأضاف: ثم تراجعت حتى اقتربت أكثر من شروط المقاومة، وأخذت تساوم وتحدد: هذا مسموح وهذا ممنوع، ثم خرجت على راعي الحوار بقضية أن بعض الأسرى ممن قد تفرج عنهم لا يمكن أن يفرج عنهم ثم يعيشون في غزة أو الضفة، وأنه لا بد من إبعادهم إلى الخارج.


وأكد أن إسرائيل تحاول جاهدة جمع المعلومات الاستخبارية، مستعينة بكل الأدوات التكنولوجية والبشرية، وعبر من تبرع بالقيام بدور العملاء من أجل معرفة المكان الذي يحتجز فيه شاليط، لافتًا إلى أن " الكيان الصهيوني فشل بكل أدواته التكنولوجية وكل مساعديه على مختلف مشاربهم، وفشل الحصار على قطاع غزة في ذلك".
وشدد المحلل السياسي الفلسطيني على أنه ليس أمام "حماس" إلا الإصرار على موقفها، لافتًا إلى أن "حماس" يمكن لها أن تناور في مساحة ضيقة، وهي قضية إمكانية الموافقة على إبعاد بعض الأسرى إذا هم وافقوا على ذلك، ويمكن لها أن تلعب في أعداد الأسرى من القدس وفلسطينيِّي 48، والتركيز على من أمضى سنوات طويلة داخل السجون، ويمكن أن تناور "حماس" في الأسرى من أصحاب المحكوميات العالية ممن حكم عليهم في فترات قريبة على أمل أن تشملهم صفقة قادمة.

وختم بقوله إن "الصفقة يمكن لها أن ترى النور، وهذا يتوقف على الاحتلال الذي يجب عليه أن يتوقف عن المماطلة والتسويف والاستجابة لمطالب "حماس" لو كان يريد بالفعل أن يعود شاليط إلى أهله، ولو رفض ذلك فلن يخسر الفلسطينيون أكثر مما خسروا".

التعليقات