الاسرى في سجون الاحتلال بين الامل والخوف من الصدمة

"اصبح لديهم خبرة في طبيعة تفكير الاحتلال فهم يتوقعون ان يكون نصف المفرج عنهم من الجنائيين ونسبة منهم من الاداريين من غير أصحاب القضايا وآخرون أوشكوا على إنهاء مدة سجنهم"

الاسرى في سجون الاحتلال بين الامل والخوف من الصدمة
اعرب العديد من الاسرى في سجون الاحتلال عن خشيتهم من القرار الاسرائيلي الاخير بالافراج عن 900 اسير من سجون الاحتلال مؤكدين بان لديهم تجارب مريرة مع مثل هذه القرارات.

وشدد العديد من الاسرى في احاديث مع "عرب48" على ضرورة ان تعمل القيادة الفلسطينية على اغلاق ملف الاسرى كاستحقاق سياسي وليس كبادرة حسن نية من الجانب الاسرائيلي.

ويؤكد الاسير رعد منصور من منطقة نابلس والمعتقل في احد سجون الاحتلال المركزية بانه يلاحظ ان غالبية الاسرى لا تحفل كثيرا بالتصريحات الاسرائيلية حول موضوع الافراج عن 900 اسير ضمن مساعي التهدئة، موضحا بان مرد ذلك يعود لخشية الاسرى من ان يتعرضوا لصدمة عند الاعلان عن الاسماء التي تقرر الافراج عنها.

ويشير الاسير عبد الكريم جعافرة من منطقة الخليل ويقضي محكوميته في سجن النقب الى ان العديد من الاسرى الذين لم تشملهم صفقات التبادل والافراجات ولا يزالون في السجن وهو من بينهم يشعرون بالمرارة وهو يخشون الان من ان يصابوا بالاحباط بعد الاعلان عن اسماء الاسرى ال900، ويؤكد ان كثرة الحديث عن الافراجات يزيد من الضغوط النفسية على الاسرى، خاصة اولئك الذين لم تشملهم عمليات الافراج السابقة.

ويعرب الاسرى عن استيائهم وغضبهم من المعايير الاسرائيلية لعملية الافراج، ويقول الجعافرة بان الاسرى يرفضون ان يفرج عنهم لانهم من فصيل كذا بينما لا يفرج عن زملاء اخرين لهم لانهم من فصيل اخر.

ويؤكد العديد من الاسرى انهم ينصحون بعضهم البعض بعدم الافراط بالامل، موضحين بان عددا كبيرا من الاسرى اصبح لديهم خبرة في طبيعة تفكير الاحتلال فهم يتحدثون اليوم عن اطلاق سراح المئات، معربين عن توقعاتهم بان نصف المفرج عنهم سيكونوا من الجنائيين ونسبة منهم من الاداريين من غير اصحاب القضايا، الذين يمثل احتجازهم جريمة لا تمارسها أي دولة في العالم غير اسرائيل ونسبة اخرى لمن هم محكومون بالسجن لفترات بسيطة وبقي لاطلاق سراحهم اياماً او اسابيع وربما "يطعمون" العدد الكلي ببضعة اسرى لا يتجاوز عددهم الخمسة اسرى ممن بقي لهم بضع سنوات.

ويعرب غالبية الاسرى عن اعتقادهم بان اسرائيل غير معنية بسلام حقيقي، موضحين بانها لو كانت معنية بسلام حقيقي لاطلقت سراح كافة الاسرى بدون استثناء، لكنها تضع كافة العراقيل امام المساعي السلمية التي يقوم بها الرئيس محمود عباس وتتعمد اعتقال المزيد من الفلسطينيين بدون اي مبرر لاستخدامهم كرهائن يستخدمونهم عند الحاجة اليهم.

أكد ذوي الاسير جواد عبد اللطيف اشتية 29 عاما من قرية تل جنوب غرب نابلس والمعتقل في سجن شطة ان ادارة السجن ترفض تقديم العلاج له، موضحين بانه يعاني من نقص حاد في النظر مما يهدده بفقدان البصر كليا.

واوضح ذوي الاسير ل"عرب48" انه وبعد ضغوط من ممثلي السجن قامت ادارة السجن بتحويل الاسير جواد الى مستشفى العفولة لمعالجة عينيه، وقررت ادارة المستشفى حاجته لزراعة قرنيتين الا ان ادارة السجن رفض ذلك بشكل نهائي.

واوضح احد اشقائه بان معاناة شقيقه لا تقتصر على ذلك حيث تمنع ادارة السجن ذوي الاسير من زيارته منذ يوم اعتقاله قبل حوالي عام ونصف .

يشار الى ان قوات الاحتلال كانت اعتقلت جواد اشتية من مستشفى رفيديا خلال تلقيه العلاج واخضعته للتحقيق القاسي لفترة طويلة جدا، وتتهمه بانه من قادة كتائب الاقصى في ريف نابلس.

التعليقات