بمناسبة يوم الأسير العربي: العشرات من الأسرى العرب في سجون الاحتلال بينهم من مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً

13 أسيرا من الجولان وقرابة 30 أسيرا من الأردن (هناك أسرى "مفقودون" أيضا) وأسير سعودي واحد، وعشرات من السودان ومصر، فيما أغلق ملف الأسرى اللبنانيين..

بمناسبة يوم الأسير العربي: العشرات من الأسرى العرب في سجون الاحتلال بينهم من مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً
أكد تقرير أعده الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، بمناسبة يوم الأسير العربي الذي يصادق يوم غد الأربعاء، على أن الأسرى العرب هم جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة، وأن الشعب الفلسطيني يقدر عالياً تضحياتهم ويحترم نضالاتهم ويثمن مواقفهم ويفخر بهم.

ولفت التقرير إلى ضرورة أن يتمسك آسرو الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليط، بمنح البُعد العربي لصفقة التبادل التي يدور الحديث حولها، على أن تكفل إطلاق سراحهم لاسيما القدامى منهم، كتلك التي جرت عام 1985.

جاء في تقرير جرى توزيعه اليوم بمناسبة "يوم الأسير العربي" الذي يصادف غداً الأربعاء الثاني والعشرين من نيسان / ابريل، وهو اليوم الذي أعتقل فيه عميد الأسرى العرب الأسير المحرر سمير القنطار عام 1979، ليُعتمد هذا التاريخ لاحقاً على أجندة المناسبات الوطنية التي يحييها الشعب الفلسطيني، يوماً للوفاء لكافة الأشقاء الأسرى العرب من كافة الجنسيات العربية، الذين ناضلوا وضحوا وتخطوا الحدود من أجل حرية فلسطين وتحريرها باعتبارها قضية عربية إسلامية مقدسة، وتحرير أوطانهم من دنس الاحتلال الإسرائيلي، وليعيدوا القدس إلى الحضن العربي والإسلامي، فاعتقلوا وأفنوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال، ومنهم من تحرروا بعد مضى عقود وسنوات من أعمارهم، فيما لا يزال العشرات منهم قابعين في سجون الاحتلال.

وتضمن التقرير أصدق التحيات لكافة الأسرى العرب المحررين أينما تواجدوا، وفي مقدمتهم سمير القنطار وأنور ياسين من لبنان، وسلطان العجلوني وأمين الصانع من الأردن، وسيطان المقت من الجولان، وياسر المؤذن ومحمد عفيف من سوريا، وعلي البياتي من العراق وموسى نور من السودان وغيرهم الكثير الكثير.

ظاهرة "الدوريات" قد تراجعت بل اختفت

وأشار التقرير إلى أن ظاهرة المقاومة الفلسطينية والعربية عبر الحدود، وبشكل خاص ما كان يُعرف بـ " الدوريات " قد تراجعت بشكل كبير خلال العقد الأخير، فيما يبدو أنها اختفت بالكامل خلال السنوات القليلة الماضية.

العشرات من الأسرى العرب في سجون الاحتلال بينهم من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً

وجاء في التقرير أنه يوجد الآن في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته المنتشرة على طول الوطن وعرضه العشرات من المعتقلين العرب من جنسيات مختلفة منهم ( 13 أسيرا ) من هضبة الجولان السورية المحتلة، وقرابة ( 30 أسيرا ) من الأردن وأسير سعودي واحد هو ( عبد الرحمن العطوي)، وعشرات آخرين من السودان ومصر تجاوزوا الحدود لأسباب مختلفة، فيما أغلق ملف الأسرى اللبنانيين بعد صفقة التبادل منتصف تموز من العام الماضي، فيما تعتبر بعض المؤسسات والجهات الأردنية المعنية بشؤون الأسرى أن هناك العشرات من الأسرى الأردنيين الآخرين يجهلون مصيرهم وهم في عداد المفقودين.

كما أشار إلى أنه من بين هؤلاء الأسرى العرب يوجد ثلاثة أسرى من هضبة الجولان السورية المحتلة مضى على اعتقالهم قرابة أربعة وعشرين عاماً ولازالوا في الأسر وهم : بشر سليمان المقت ( 43 عاماً )، وعاصم محمود الولي ( 41 عاماً ) وصدقي سليمان المقت ( 41 عاماً ). وثلاثتهم معتقلون منذ أغسطس 1985، يحتلون على التوالي الأرقام ( 23-24-25 ) على قائمة قدامى الأسرى عموماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما تسلم الأسير بشر المقت راية عميد الأسرى العرب من الأسير القنطار بعد تحرر الأخير ضمن صفقة التبادل منتصف تموز من العام الماضي.

المقت تؤكد أن أوضاع أسرى الجولان سيئة للغاية

وفي اتصال هاتفي مع نهال المقت شقيقة الأسيرين ( بشر وصدقي المقت ) أكدت "أن كافة أسرى الجولان محتجزون اليوم في سجن "جلبوع"، وأن أوضاعهم المعيشية والصحية والإعتقالية بشكل عام سيئة للغاية، كحال باقي الأسرى الفلسطينيين، ويتعرضون لنفس المعاملة القاسية واللا إنسانية والإجراءات التعسفية التي يتعرض لها الأسرى عموماً، بما فيها التضييق عليهم وعزلهم انفرادياً لفترات طويلة".

وأضافت "في أحياناً كثيرة فرضت عليهم إجراءات عقابية، وتم عزل بعضهم انفرادياً بسبب نشاطهم داخل السجن أو لمجرد رأي أو كتابة مقال، وذكرت أنه ذات مرة تم عزل شقيقها صدقي لفترة طويلة بسبب كتابته لمقال يمجد فيه المقاومة".

الأسرى العرب اعتقلوا من ساحة المعارك أو على خلفية نضالهم ضد الاحتلال

وبين التقرير أن الأسرى العرب كانوا ولا زالوا جزءا لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة، وغالبيتهم العظمى اعتقلوا أثناء تجاوزهم الحدود وفي طريقهم لتنفيذ عمليات مقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، أو بعد إصابتهم خلال الاشتباكات في ساحات المعارك والمواجهة المباشرة، أو من بيوتهم كما هو حال أسرى هضبة الجولان المحتلة على خلفية نشاطهم ضد الإحتلال.

وأن جزء كبير من هؤلاء الأسرى العرب كان ينضوون مباشرة في أطر فصائل المقاومة الفلسطينية، فيما الجزء الآخر والأقل كان يعيش تحت لوائها أو جنباً إلى جنب في غرفها. ولكن في كل الأحوال كانت العلاقة التي تربط الأسرى الفلسطينيين والعرب هي علاقة متينة وراسخة قائمة على المحبة والاحترام والتقدير ووحدة الهدف والمصير.

إدارة السجون لم تميز في تعاملها وقمعها بين معتقل وآخر

وأشار التقرير إلى أن إدارة السجون لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين معتقل وآخر، فالكل مستهدف، وبالتالي كان الأسرى العرب دائماً جزءا من مسيرة النضال المتواصل خلف الأسر، وشاركوا بفاعلية في معارك الأمعاء الخاوية ضد إدارة السجون لإنتزاع حقوقهم، كانوا دوماً جزء من مسيرة الدفاع عن كرامة وشموخ وكبرياء الأسير الفلسطيني والعربي خلف القضبان. وقدموا تضحيات جسام، وعانوا السجن بمرارته وقساوته، بل أكثر من غيرهم نظراً لحرمان الغالبية العظمى منهم من زيارات الأهل. واقتصرت الزيارات على أسرى الجولان، فيما كانت زيارات الأسرى الأردنيين نادرة.

قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخلُ من الأسرى العرب

وأشار فروانة بأن قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخلُ من الشهداء الأسرى العرب أمثال حسن سواركة من العريش وعمر شلبي من سوريا وهايل أبو زيد من الجولان، وصلاح عباس من العراق، وغيرهم.

محررون يعالجون من أمراض خطيرة

وبحسب التقرير فلا يزال بعض المحررين منهم يعالجون في المستشفيات متأثرين من أمراض خطيرة أصيبوا بها في السجون وتوابعها والتعذيب والإهمال الطبي أمثال الأسير العراقي علي البياتي الذي يعالج في أحد مشافي الأردن والأسير سيطان الولي الذي أفرج عنه في الثامن من شهر تموز / يوليو الماضي نظراً لوضعه الصحي الخطير.


ظاهرة التبني

ولفت التقرير إلى أنه نظرا لعدم سماح سلطات الاحتلال لذوي الأسرى العرب والدوريات بزيارتهم والالتقاء بهم، فلقد انتشرت ظاهرة التبني، تبني أمهات الأسرى الفلسطينيين، لأسرى الدوريات وأسرى عرب، والتعامل معهم كما يتعاملن بالضبط مع أبنائهن الأسرى.

أبرز الإفراجات التي طالت الأسرى العرب خلال العقدين الأخيرين

وعن أبرز الإفراجات التي طالت الأسرى العرب وأسرى الدوريات خلال العقدين الأخيرين، ذكر فروانة بأن السلطة الوطنية الفلسطينية أدرجت موضوع تحريرهم ضمن أولوياتها، شأنهم شأن باقي الأسرى الفلسطينيين، واستطاعت أن تطلق سراح 42 أسيرا منهم في إطار اتفاقية شرم الشيخ في أيلول/ سبتمبر 1999، فيما أطلق سراح 24 أسيرا لبنانيا ضمن عملية التبادل التي جرت ما بين حزب الله وحكومة إسرائيل في يناير 2004، بالإضافة إلى الأسير سمير القنطار وخمسة آخرين حيث أطلق سراحهم ضمن صفقة التبادل التي جرت منتصف تموز من العام الماضي.

كما تم الإفراج عن 6 طلاب مصريين في أعقاب تفاهم جرى ما بين الحكومتين المصرية والإسرائيلية في ديسمبر 2004، مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي كان محتجزاً لدى الحكومة المصرية.

و في تموز 2007 وضمن تفاهم خاص ما بين الحكومتين الأردنية والإسرائيلية تم نقل أربعة أسرى أردنيين قدامى من السجون الإسرائيلية، إلى السجون الأردنية هم: سلطان العجلوني وخالد وسالم أبو غليون وأمين الصانع، وبعد فترة قصيرة أطلق سراحهم.

وأشار التقرير إلى أن بعض الأسرى العرب استخدموا كرهائن وأوراق مساومة، وفي أحياناً كثيرة رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراح بعضهم بعد انقضاء مدة حكمهم واستمرت باحتجازهم كورقة ضغط على الفصائل التي ينتمون لها، أو محاولة لفتح خط اتصال وإقامة علاقات مع حكوماتهم، حتى وان لم تكن بشكل رسمي.

ولفت التقرير إلى أنه قياساً إلى أعداد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فإن الأسرى العرب عموماً لا يشكلون نسبة تُذكر، لكن قياساً إلى أوضاعهم الإنسانية السيئة، وانقطاع الزيارات وكل وسائل التواصل فيما بينهم وبين ذويهم إلا ما ندر، والتقاعس الرسمي والشعبي في مساندتهم أحياناً وضعف التحرك السياسي والدبلوماسي تجاههم أحياناً أخرى، وتدني مستوى الاهتمام الإعلامي بهم إلى أدنى درجاته، وحجم التعتيم الإسرائيلي الكبير عليهم، فإنهم بحاجة لمزيد من الاهتمام على كافة المستويات، ومن واجب الأمة العربية عامة والجامعة العربية خاصة، احتضانهم ورعايتهم وإبراز معاناتهم والعمل على إطلاق سراحهم وتأمين عودتهم لذويهم وأوطانهم.

التعليقات