"سجن إيشل يدار بطريقة العصابات وكل ضابط يتفنن في إيذاء الأسرى"..

-

أكدت وزارة شئون الأسرى والمحررين أن الأسرى في سجن "إيشل" في بئر السبع يعانون أشد المعاناة في ظل غياب مرجعية موحدة للسجن، حيث يقوم كل ضابط بتطبيق سياسته الخاصة على الأسرى، ويتفنن في إيذائهم والتضييق عليهم.

وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أن سجن "إيشل" الذي يضم حوالي (300) أسير موزعين على قسمي 10،و11، يعانون من عدم وجود مدير للسجن، وهذا الأمر انعكس على أوضاع الأسرى حيث يتعامل كل ضابط في السجن وكأنه المدير، وبذلك فهو ينفذ سياسته الخاصة على الأسرى مما زاد من معاناتهم، وفاقم من ظروفهم السيئة أصلاً، وكذلك السجانون الذين يتعاملون مع الأسرى بطريقة فظة وعدائية، ويتفننون في استفزازهم، ويحرمونهم من الكثير من الأمور التي يسمح بها في السجن، غير آبهين من المساءلة أو احتجاج الأسرى.

وأشارت الوزارة إلى أن الإدارة ممثلة بالضباط والسجانين يطبقون قائمة طويلة من العقوبات ضد الأسرى، ومنها النقل التعسفي دون مبرر، ومصادرة الأدوات الكهربائية من الغرف، والتفتيش الليلي المفاجئ بعد اقتحام الغرف، ومنع الزيارات، وإغلاق حسابات "الكانتين"، في الوقت الذي فرضت عليهم الإدارة شراء معظم احتياجاتهم من الطعام كالخضار واللحوم والدجاج والملابس والأحذية من "كانتين" السجن الذي تتضاعف فيه الأسعار، بعد أن منعت الأهل من إدخالها إلى الأسرى خلال الزيارات.

وكذلك ممارسة سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي أدت إلى تدهور صحة عدد كبير من الأسرى، كالأسير هاني عطا الزعانين من بيت حانون الذي كان عانى من ضعف في عضله القلب، ونتيجة الأوضاع السيئة في الزنازين وإهمال علاجه أصبح يصاب بنوبات إغماء، ووضعه الصحي صعب.

وكذلك يعانى الأسير صالح حريز من رام الله، وهو من الأسرى القدامى من آلام حادة في الكلى والمفاصل، ولم يتلق أي علاج مناسب، كذلك يعانى الأسير محمود أبو خرابيش من أريحا، والذي أمضى 20 عاما في الأسر، من مرض في القلب وبحاجة لرعاية صحية مستمرة.

وكشفت الوزارة أن أخطر ما تمارسه الإدارة بحق الأسرى في سجن "إيشل" هو العقاب بالعزل الانفرادي في الزنازين ولسنوات طويلة فهو يعتبر من أقسى أنواع العقاب والقمع، إضافة لكونه قتلا بطيئا صامتا للأسير، حيث أن الأسرى المعزولين يعيشون ظروفا صعبة وقاسية في أقسام العزل التي تفتقر لأدنى متطلبات الحياة الإنسانية، ولا تدخلها الشمس بالإضافة إلى الرطوبة الشديدة وانعدام التهوية، في حين لا تتجاوز مساحة الزنزانة 2.5 متر × 1.5 متر، ويوجد فتحة صغيرة على الباب محكم الإغلاق ويتم إدخال الأكل للأسير من خلال هذه الفتحة. وكثيراً ما يحرم الأسير المعزول من الخروج إلى الفورة ويبقى طوال اليوم في الزنزانة، وإذا خرج إلى الساحة يتم تقييد يديه ورجليه عند الخروج، ويحرم من الزيارة ومن إدخال الكتب والصحف، حتى يتم قطعه عن العالم الخارجي.

ومن الأسرى المعزولين في عزل "يشل" الأسير الشيخ جمال أبو الهيجا، والمعزول منذ ستة سنوات متواصلة، وترفض إدارة السجن جمعه بأبنائه المعتقلين، والأسير رمزي عبيد والأسير أحمد المغربي، والأسير حسن سلامة.

وناشدت الوزارة المؤسسات الحقوقية التحرك الجاد للحد من معاناة الأسرى في السجون، وخاصة الأسرى في عزل "إيشل" وغيره من أقسام العزل والذين يعانون الموت البطيء.

التعليقات