فلسطينيان يكشفان ما تعرضا له من تعذيب خلال التحقيق معهما

الأسيران أحمد محمد الزغاري (23 عاماً)، وخالد نايف داود سالم (24عاماً) من سكان مخيم الدهيشة، يرويان لمحامية نادي الأسير ما تعرضا له اثناء التحقيق معهما في "المسكوبية"

فلسطينيان يكشفان ما تعرضا له من تعذيب خلال التحقيق معهما
عكست شهادات أدلى بها أسيران معتقلان في السجون الإسرائيلية، خطورة الوضع في المعتقلات، وتمادي قوات الاحتلال في ممارساتها اللاأخلاقية والتعسفية ضد الاسرى.

وكشفت شهادات أدلى بها الأسيران أحمد محمد الزغاري (23 عاماً)، وخالد نايف داود سالم (24عاماً) من سكان مخيم الدهيشة، لمحامية نادي الأسير حنان الخطيب، التي التقتهما في سجن "نيتسان الرملة" مؤخراً زيادة تردي الوضع داخل السجون عن سابقه، إضافة إلى تعرضهما لتعذيب شديد وقاس أثناء اعتقالهما واستجوابهما في معتقل "المسكوبية" في مدينة القدس المحتلة، في محاولة لانتزاع اعترافات منهما.

وبين أحمد الزغاري، أنه منذ لحظة اعتقاله في الثامن من حزيران- يونيو الماضي، حقق معه ميدانياً، واستخدم الجنود كلباً متوحشاً ومفترساً أفلتوه عليه، وبدأ الجنود بإطلاق الرصاص بالقرب من رأسه، بهدف إرهابه وانتزاع اعترافات منه.
وأضاف أنه أثناء نقله في السيارة العسكرية، هجم الكلب عليه ونشب أنيابه في ظهره، وكان الجنود يمسكون برأسه ويضربونه في حديد السيارة، مما تسبب له بالآم شديدة.

وأشار إلى مرحلة التحقيق في سجن المسكوبية، والتي استمرت 93 يوماً، وقال ان جنود الاحتلال كانوا يجلسونه خلال التحقيق على كرسي مقيد اليدين للخلف، فيما القدمان مربوطتان بحديد الكرسي المثبت بالأرض، وبقي على هذه الوضعية ما بين 5-8 ساعات يومياً، إضافة إلى احتجازه في زنزانة بحجم 2×2 متر مربع، بها فتحة في الأرض مليئة بالقاذورات والأوساخ وتستخدم لقضاء الحاجة، وهي في الحقيقية مصدر للرائحة الكريهة جداً، كما أن جدرانها خشنة الملمس ولونها رمادي ولا يوجد بها شبابيك، ولا يدخلها الضوء اللازم للحياة.

وأكد الأسير الزغاري، أن معاملة السجانين قاسية وصعبة، وأنهم دائمي الصراخ والشتائم والاستفزاز، ويقومون بإجراءات تفتيش دائمة في الزنازين بعد عصب أعين الأسرى وتقييد أيديهم، مشيراً إلى أنه كان ينام على فرشة على الأرض، ذات رائحة كريهة ووسخة ومليئة بالرطوبة".

وأضاف أن الأسرى في المسكوبية، يعانون من المماطلة في العلاج الطبي، وذكر حالة الأسير محمد الدرعاوي من بيت لحم، الذي أغمي عليه داخل الزنزانة ولم يستجب السجانون لنقله إلى العيادة للعلاج، مما عقد حالته الصحية أكثر وأكثر.

وبدوره أشار الأسير خالد سالم، إلى أنه أصيب خلال اعتقاله برصاصتين في قدمه ويده، بعد استهدافه من الجنود الإسرائيليين، وأن قوات الاحتلال بالرغم من نزفه وإصابته الصعبة، اعتدت عليه بالضرب المبرح خلال نقله بالجيب العسكري إلى مستشفى هداسا عين كارم.

وأكد أن سلطات الاحتلال تستهتر بحياة الجريح، ودليل ذلك أنها لم تقدم له سوى المسكنات المهدئات داخل المستشفى المذكور بعد تقييد يده اليسرى وقدمه اليسرى بالسرير.

وأوضح أنه بسبب عدم تلقيه العلاج قام بالإضراب عن الطعام والدواء إلى أن أجبروا على إجراء عملية جراحية له ثم نقل بعدها إلى مستشفى سجن الرملة حيث مكث فيه مدة 20 يوماً ثم نقل بعدها إلى معتقل التحقيق في المسكوبية.

ووصف سالم مرحلة التحقيق قائلاً: إنه منذ دخوله المسكوبية قاموا بتفتيشه تفتيشاً عارياً، وقاموا بتقييد يديه ورجله على الرغم من الإصابة فيها، حيث تم شبحه إلى الكرسي بشكل متواصل، وأن أحد المحققين ويدعى "ميخا" قام بضربه، كما أن الزنزانة التي مكث فيها كانت مكيفة بهواء بارد جداً وحمام وسخ وقذر، إضافة إلى أنها ضيقة جداً وتخلو من الهواء الطبيعي، مما يسبب حالات ضيق تنفس وأمراض مختلفة للمعتقلين، كما أن السجانين كانوا يستفزون الأسرى ويشتمونهم بألفاظ نابية.

التعليقات