غزة ورام الله: الآلاف يشاركون في فعاليات يوم الأسير الفلسطيني

تظاهر الآلاف من الفلسطينيين اليوم الثلاثاء في مدينتي غزة ورام الله، تضامنا مع الأسرى الذين يخوضون إضرابا عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم، والذي يتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني.

غزة ورام الله: الآلاف يشاركون في فعاليات يوم الأسير الفلسطيني
تظاهر الآلاف من الفلسطينيين اليوم الثلاثاء في مدينتي غزة ورام الله، تضامنا مع الأسرى الذين يخوضون إضرابا عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم، والذي يتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني.
 
وشارك في المسيرة التي أقيمت في غزة، وانطلقت من مفترق السرايا متجهة نحو اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدد من الفصائل الفلسطينية، ورفع المشاركون أعلام فلسطين وصور الأسرى، كما تضمن مهرجان الأسير الفلسطيني مشاهد تمثيلية لعدد من الأسرى المحررين مقيدين بسلاسل تحاكي أوضاعهم في السجون.
 
الفصائل تدعو إلى صفقة تبادل أخرى

ودعت الفصائل إلى صفقة تبادل أخرى تنهي معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وتوحيد الصف الفلسطيني خلف قضية الأسرى، مشددين أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأسرى.
 
من جانبه، حمّل د. أحمد بحر، النائب الأول لرئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني في مهرجان يوم الأسير الفلسطيني، الاحتلال الاسرائيلي، المسؤولية عن حياة الأسرى في سجونه، مشددا أن يوم السابع عشر من نيسان هو بداية انتفاضة ثالثة للشعب الفلسطيني حتى تحرير جميع الأسرى.
 
ودعا بحر مصر والأردن إلى تسيير المسيرات نحو السفارات الاسرائيلية لديها لطردهم من القاهرة وعمان، داعيا المقاومة بكل أطيافها أن تعمل على تحرير الأسرى.
 
كما دعا بحر الشعوب العربية والإسلامية والأوروبية، ومنظمات حقوق الانسان، إلى أن تتفاعل مع قضية الأسرى حتى تجبر الاحتلال على الاستجابة لنداءاتهم.
 
الأوضاع في سجون الاحتلال تنذر بكارثة حقيقية

من جانبه، دعا القيادي في حركة فتح، هشام عبد الرازق، إلى اجتماع طارئ للجنة العليا المؤقتة لمنظمة التحرير لبحث ملف الأسرى، وأضاف: "فليعقد هذا الاجتماع في غزة ولا يخرج المجتمعون إلا بقرارات تدعم بشكل كامل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال."
 
وقال عبد الرازق: "إن الأوضاع في سجون الاحتلال صعبة للغاية، وهي تنذر بكارثة حقيقية"، داعيا العالم والعرب للوقوف إل جانب الأسرى وقضيتهم الإنسانية.
 
من جانبه، أكد هشام العجلوني في كلمة الأسرى المحررين العرب، أن البندقية والمقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأسرى، موجها رسالة للأسرى: "أنتم اليوم في مقدمة اهتمامات الأمة ولم يشغلها ربيعها العربي عنكم."
 
تحذير الاحتلال الاسرائيلي من أي ممارسات تصعيدية بحق الأسرى

من جانبها، أكدت لجان المقاومة في فلسطين، وذراعها العسكري، ألوية الناصر صلاح الدين، على أن رفع الظلم عن الأسرى وتحريرهم لن يكون إلا عبر المقاومة وأسر الجنود الاسرائيليين، داعية الأسرى لمزيد من الوحدة والتماسك والصبر والثبات.
 
وحذرت اللجان الاحتلال الاسرائيلي من أي ممارسات تصعيدية قد يتخذها اتجاه الأسرى كخطوات عقابية من شأنها المساس بحياتهم، مؤكدا أن كل الخيارات ستبقى مفتوحة في حال أقدم الاحتلال على أي تصرف ضد الأسرى.
 
من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن قضية الأسرى هي قضية تحرر وطني، رافضة التعامل معها وفق حسابات السياسة.
 
وقالت الجهاد: "كما لا نقبل التعاطي مع الأسرى كأرقام في قوائم الإعانات، وإن الأسرى بما يمثلون من عناوين في مسيرة الكفاح الوطني يستحقون التفاني في بذل الجهد من أجل نيل حريتهم"، ودعت إلى إبقاء جمرة التفاعل مع الأسرى متقدة ومشتعلة على مدار الأيام والأوقات، وألا تأخذ طابعًا موسميًّا في المناسبات فقط."
 
بدوره، دعا حزب الشعب الفلسطيني القيادة الفلسطينية، وضع قضية الأسرى والإفراج عنهم في أولوية سلم اهتماماتها ومداولاتها السياسية على مختلف المستويات، علاوة على مطالبة الصليب الأحمر الدولي وكافة المنظمات الدولية للضغط على الاحتلال من أجل تحسين معاملة الأسرى، وصولا للإفراج عنهم من سجون الاحتلال دون شرط أو قيد أو تمييز.
 
كما دعا الحزب للانخراط في كافة فعاليات التضامن مع الأسرى تعبيرا عن الالتفاف الجماهيري حول قضيتهم العادلة، مؤكدا أن وحدة الحركة الأسيرة يمثل الضمان الأكيد للانتصار على إدارة السجون وتحقيق مطالب الحركة الأسيرة.
 
دعوة إلى كل دعاة الديموقراطية في العالم للخروج عن صمتهم

بدورها، دعت حركة المقاومة الشعبية- فلسطين، جماهير الشعب الفلسطيني إلى أكبر حملة تضامن مع الأسرى، والعمل على تفعيل قضية الأسرى على كافة المستويات، داعية مؤسسات حقوق الإنسان وكل دعاة الديمقراطية في العالم إلى الخروج عن صمتهم اتجاه جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
 
أما "فدا"، فدعا إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح الأسرى، مطالبة مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية بضرورة تضافر الجهود في ملف الأسرى والمعتقلين، من أجل الكشف عن حجم الانتهاكات للرأي العام الدولي، وصولاً إلى الضغط على الاحتلال من أجل التوقف عن انتهاكاته واعتداءاته بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
 
ودعا لؤي المدهون عضو المكتب السياسي لحزب "فدا"، اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان، إلى التدخل والقيام بزيارات فورية لمعسكرات الاعتقال.
 
كما طالب المدهون البرلمان الأوروبي بتفعيل قراره الذي اتخذه سابقا بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأوضاع الإنسانية للأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، والتأكيد على ضرورة ترجمة القرار عبر سلسلة خطوات عملية.
 
لجنة تقصي حقائق لمراقبة أوضاع الأسرى

أما في رام الله، فقد طالب المشاركون في مهرجان إحياء يوم الأسير الفلسطيني، بضرورة رص الصفوف والوقوف إلى جانب الأسرى، الذي يعيشون واقعا صعبا داخل سجون الاحتلال.
 
وشدد مئات المواطنين في المهرجان المركزي الذي نظمته الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه قضية الأسرى، وفضح ممارسات الاحتلال، وإرسال لجنة تقصي حقائق لتنظر في واقع الأسرى وما يعانونه من الممارسات القمعية.
 
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عبد الرحيم ملوح: "إن هذا اليوم اعتمد يوما وطنيا للتضامن مع الأسرى، عام 1974، هو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني، محمود حجازي، بعد صفقة الأسرى بين منظمة التحرير وإسرائيل."
 
وأكد ملوح أن التضامن الشعبي مع قضية الأسرى وإحياء يوم الأسير، يشكل عنصرا داعما للأسرى ومطالبهم داخل سجون الاحتلال، مشددا على ضرورة إرسال بعثة تقصي حقائق للوقوف على واقع الأسرى داخل السجون.
 
وأكد على ضرورة توحد الحركة الأسيرة التي تشكل رافدا يصب في إطار إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية.
 
على إسرائيل أن تعامل الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب

أما وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، فقد طالب بدوره المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني والأسرى، ووضع حد للاستباحة الاسرائيلية، وإلزامها باحترام المعاهدات والمواثيق الدولية، ومعاملة الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب، وليس كإرهابيين، والتحقيق في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحقهم.
 
ووجه قراقع رسالة للأسرى في سجون الاحتلال، حثهم فيها على ضرورة خوض معركتهم موحدين، وعدم الانجرار وراء أجندة سياسية هدفها التفرقة، وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى تسوية سياسية دون الإفراج عن جميع الأسرى.
 
230 معتقلا إداريا

من ناحيته، شدد منسق الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، أمين شومان، على ضرورة مواصلة النضال في إطار الوقوف إلى جانب مطالب الأسرى العادلة، والعمل على قدم وساق لتحرير كافة الأسرى.
 
وأشار إلى أن هناك نحو 23 أسيرا يقضون أكثر من ربع قرن، بالإضافة إلى أعداد كبيرة منهم يقضون حكما بالسجن المؤبد، وأكثر من 230 أسيرا يعانون من سياسة الاعتقال الإداري، مؤكدا أن الحركة التضامنية العالمية تتسع باتجاه إحياء يوم الأسرى في مختلف دول العالم.
 
وفي كلمة الأسرى، قال مقرر الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، حلمي الأعرج، إن رسالة الأسرى لشعبنا الفلسطيني أن يقفوا معهم دائما في وجه المخطط الاحتلالي الهادف لكسر إرادتهم وقدرتهم على الصمود والتحدي.
 
وبيّن أن الأسرى يطالبون شعبهم بضرورة إنهاء الانقسام، والحفاظ على الوحدة بين أبناء شعبنا الفلسطيني.

التعليقات